افراسيانت - لم يفارق الحلم العثماني مخيلة الرئيس التركي الذي يتطلع الى اعادة احياء الامبراطورية العثمانية مكرسا ذلك بالتمدد خارج تركيا خاصة في سوريا وليبيا واذربيجان .
ليبيا
على لسان اصحاب الشان ،وفي هذا السياق،يقول المحلل الاقتصادي الليبي محمود العون، وهو مدير سابق في شركة مليتة النفطية، إن الأطماع الاقتصادية لأنقرة في ليبيا لم تعد خفية، مضيفا أنّ المتمعن في تصريحات المسؤولين الحكوميين الأتراك وتحركاتهم في الملف الليبي تتضح له المصالح التركية في ليبيا ودوافع تدخلها ودعمها لحكومة الوفاق، والتي تتمحور حول الأموال الليبية وحقول النفط، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق تبدو غير قادرة اليوم وعاجزة عن رفض الشروط والعروض التركية التي تريد الحصول على الحصة الأكبر من مشاريع إعادة الإعمار والصفقات التجارية، وترغب بالمشاركة في إدارة الحقول النفطية، بسبب الدعم العسكري والسياسي الذي تتلقاه من تركيا . مما يعني ان تركيا تضع قدمها على المدخل الشمالي لافريقيا ةونها في بداية العودة للهيمنة العثمانية على مستعمراتها السابقة .
سوريا
الحالة السورية تمثل أوضح الأمثلة على الأطماع التركية في المنطقة، حيث كانت تحركاتها ترمي إلى السيطرة طويلة الأمد، لتتخذ تركيا مجموعة من الخطوات التي يمكن أن يوصف بعضها بجرائم الحرب مع شن "أنقرة" عدة عمليات عسكرية عدوانية على شمال متوجهة لعملية تتريك شاملة، حيث اتخاذت "أنقرة" عدة إجراءت لإحداث تغيرات ديمغرافية بإحلال النازحين من المناطق التي استعادت الحكومة السورية السيطرة عليها بدلًا من السكان الأصليين وهم غالبيتهم من الأكراد تحت ذريعة إبعاد الخطر الكردي.
ووصلت عملية التتريك في شمال سوريا إلى الكتب المدرسية ولافتات الطرق والمؤسسات التي باتت باللغة التركية، وإنشاء فروع للجامعات التركية فضلا عن البضائع القادمة من تركيا.
اذربيجان
لعل احدث الخطوات التي اتخذتها تركيا في اذربيحان كانت بدخول قرار استخدام البطاقات الشخصية "الهويات"، للتنقل بين تركيا وأذربيجان، حيز التنفيذ، حسبما أفادت وكالة "الأناضول" التركية.
وبموجب الإجراء الجديد بات بإمكان مواطني تركيا وأذربيجان التنقل بين البلدين باستخدام البطاقات الشخصية "الهويات" بدل جوازات السفر، والإقامة لمدة 90 يوما دون الحاجة للحصول على تأشيرة.
ياتي هذا القرار بعد التدخل التركي في الحرب لصالح اذربيجان ضد ارمينيا في الصراع على اقلين نةغورني كاراباخ .
الجيش احد ادوات التوسع التركي
ينتشر الجيش التركي على رقعة جغرافية واسعة خارج بلاده تصل إلى نحو 3 آلاف كيلومتر، وبدا أن إقليم ناجورني كارباخ الانفصالي كان المنطقة الجديدة التي انتشر فيها الأتراك عسكريًا.
ففي أواخر سبتمبر الماضي، اندلعت معارك بين أرمينيا وأذربيجان على خلفية إقليم ناجورني كاراباخ ، ودعت كل القوى الدولية إلى وقف إطلاق النار، باستثناء تركيا التي هبت لدعم حليفتها أذربيجان، وفرضت الشروط المطلوبة لوقف المعارك.
تذكر مجلة "فورين بوليسي" ، ان تدخل تركيا بشكل مباشر في الصراع بإقليم ناجورني كاراباخ، هو أحدث حلقة في مغامرات أنقرة العسكرية في الخارج.
وبالفعل، بدأت تركيا في التدخل بالصراع الدامي بالإقليم عبر تزويد أذربيجان بالأسلحة، كما اتهمت أرمينيا سلاح الجو التركي بالتورط في المعارك، علمًا بأن هناك قاعدة عسكرية تركية في هذه الدولة.
وأرسلت حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مئات المرتزقة السوريين من مناطق سيطرتها في سوريا إلى أذربيجان للقتال إلى جانبها في المعارك، وهي الخطوة التي حدثت في ليبيا وسبقت تدخل تركيا المباشر هناك.
وبلغ عدد المرتزقة السورين المرسلين إلى أذربيجان نحو 1200 مسلح، غالبيتهم من المكون التركماني السوري، وينتمون إلى فصيلي "السلطان مراد" و"العمشات"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولذلك فانه" عوضًا عن تحقيق الاستقرار في الإقليم، بدا أن أنقرة عازمة على دعم حليفتها باكو،
وأن سعي تركيا نحو ممارسة نفوذ أكبر في منطقة جنوب القوقاز، ليس مفاجئا.
وفي حال حدث التدخل العسكري التركي، كنتيجة لاتساع دائرة المعارك، فإن انتشار أنقرة العسكري والاستراتيجي سيكون ممتدًا على مساحة تزيد عن 3 آلاف كيلومتر.
وتنتشر القوات التركية والميليشيات الموالية شريط يمتد من جنوب القوقاز إلى شمالي إفريقيا، مرورا بالشرق الأوسط والخليج العربي والقرن الإفريقي، وهي على النحو التالي:
أذربيجان
القوات التركية موجودة في أذربيجان، وتحديدًا بقاعدة عسكرية واحدة على الأقل، كما يمكنها استخدام قاعدة جوية.
ليبيا
أرسل أردوغان قوات برية وأخرى بحرية، بالإضافة إلى طائرات مسيرة إلى ليبيا،دعمت حكومة فايز السراج، مما أدى إلى تأزم الوضع.
وتسعى تركيا من خلال هذا الوجود العسكري لتحقيق مكاسب مادية، بينها عقود بمليارات الدولارات كاد النسيان يطويها، إلى جانب الاتفاق البحري الذي يعزز موقف تركيا للاستحواذ على مناطق واسعة في مياه المتوسط، حيث تتنازع أنقرة مع كل من نيقوسيا وأثينا للحصول على ثروات الغاز والنفط.
سوريا
كان التدخل العسكري التركي في شمالي سوريا، واحد من أكبر العمليات الخارجية للجيش التركي، منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى.
وفي 2016، أرسل أردوغان قوات إلى سوريا ، وأدت العملية العسكرية في نهاية المطاف إلى استيلاء أنقرة على مناطق واسعة شمالي سوريا التي مزقتها الحرب.
وقامت أنقرة بإنشاء فصائل موالية لها، كما تعتزم إنشاء منطقة عازلة لإيواء اللاجئين السوريين الذي فروا من بلادهم.
وفي 2019، شنت تركيا عملية جديدة ضد الأكراد بغية إبعادهم عن حدودها الجنوبية كما تقول، لكن العملية "أوقفت" بعدما تدخلت روسيا.
اذن هل يتحقق الحلم العثماني ،
"الأتراك لديهم سياسة توسعة وأطماع لاستعادة ما يعتبرونه أمجاد الدولة العثمانية، والتي في حقيقتها هي أمجاد للغزو والاحتلال والقتل الوحشي ونهب ثروات وممتلكات الدول التي تقع تحت هذا الغزو.
تركيا جعلت لها طموحات جيواستراتيجية في القوقاز وآسيا الوسطى، من أذربيجان الثرية بالمحروقات والتي يتحدث شعبها لغة متفرعة من التركية، حليفها الأساسي في المنطقة، وهي صداقة يعززها العداء المشترك لأرمينيا.
في مقابل روسيا أكبر قوة إقليمية حيث تقيم مع أرمينيا علاقات أوثق من علاقاتها مع أذربيجان.
وزارة الخارجية الروسية، وابان احيدام الصراع كانت قالت في بيان إنه "من غير المقبول أي تصعيد إضافي من شأنه أن يهدد الأمن الإقليمي" في منطقة القوقاز ودعت طرفي النزاع إلى "ضبط النفس".
ووفق محللين فإن الحلم العثماني بعيدا عن المنال ، فأردوغان يورط بلاده في حروب وعداءات خارجية هربا من المعارضة المتزايدة لسياساته في ظل الأداء الاقتصادي السيئ لنظامه، وما نتج عنه ارتفاع معدلات التضخم، والبطالة حتى أصبح معظم خريجي الجامعات عاطلين عن العمل بشكل غير مسبوق، إضافة إلى الاستنكار الشعبي لمحاولته تقييد الحريات وإغلاق منصات التواصل الاجتماعي بالكامل. ولا يمكن في ظل هذه الاوضاع ان يتحقق الخيال بعيدا عن الواقع .