افراسيانت - معن بشور - المؤتمر القومي العربي بعد ربع قرن" كتاب صدر قبل ايام عن مركز دراسات الوحدة العربية يتضمن بيانات صادرة عن دورات المؤتمر منذ تأسيسه عام 1990 كما بعض بيانات أمانته العامة في محطات مفصلية.
الكتاب يضم ايضا لوائح بأسماء كل من شارك في دوراته وكل من انتخب لعضوية اماناته العامة المتعاقبة.
من يتصفح الكتاب يخرج بعدة انطباعات أولية :
1-نجاح هذا المؤتمر في الاستمرار أكثر من ربع قرن دون ان يعتمد على جهة او نظام بل ربما بسبب عدم ارتباطه الذي منحه قدرا من الاستقلالية جعله اكثر حفاظا على موضوعيته وسلامة مواقفه.
2-هذه المشاركة الواسعة في دوراته،كما ونوعا،من أبرز شخصيات الامة ومناضليها ومثقفيها من المنتمين لتيارات فكرية متعددة يجمعهم الالتزام بالمشروع النهضوي العربي.
3-العدد الكبير من المؤسسات والمبادرات القومية الهامة المستمرة التي انطلقت من رحم المؤتمر.
4-الحرص العميق على فكرة الكتلة التاريخية التي تشمل كل التيارات المؤمنةبالمشروع النهضوي العربي رغم كل العواصف والأعاصير التي تعيشها الامة.
5.الرؤية المستقبلية للتحديات التي ستواجهها الامة بدءا من مؤتمر مدريد وتفرعاته في أوسلو ووادي عربة والتطبيع وقبله في كمب ديفيد وصولا إلى حصار العراق والحرب والاحتلال وتداعياتها على الامة مرورا بحالات الاحتراب والحروب في بعض أقطار الامة حيث نبه المؤتمر باكرا إلى ضرورة تحصين المواقف الوطنية والقومية بالانفتاح الديمقراطي رافضا أستخدام اداء الأنظمة المشوب بالقمع والفساد لتبرير الاستقواء بالمستعمرين ورافضااستخدام المؤامرة الخارجية لتبرير الاختلال الداخلي.
6-الحرص على عقد دوراته واجتماعات أمانته العامة في العديد من أقطار الامة من المحيط إلى الخليج وفي القلب ووادي النيل وبلاد الشام.ليؤكد ان ارض العرب وان المؤتمر ينعقد بشروطه لا بشروط تفرض عليه.
7-اعتبار القضية الفلسطينية بوصلة المؤتمر منذ تأسيسه مواكبا مقاومة الشعب الفلسطيني و انتفاضاته خصوصا ان ولادة المؤتمر جاءت في أجواء الانتفاضة الأولى لتعلن الالتزام بها وبكل معارك الشعب الفلسطيني حيث كان أعضاء المؤتمر وهيئاته وراء معظم المبادرات والمسيرات والملتقيات التي قامت من اجل فلسطين،تماما كما كانوا وراء كل مبادرات الدعم للعراق في الحصار والعدوان والاحتلال .
8- الالتزام بالمقاومة خيارا ونهجا وثقافة ورفض ازدواجية الموقف منها بتأييد مقاومة هناوعدم تأييد مقاومة هناك .
9-الايمان بالحوار كأسلوب لمعالجة أي تباين داخل الامة او بين الامة وأمم الجوار الحضاري والاستراتيجي .والايمان بالحرية والديقراطية وحقوق الانسان في العلاقة بين الحاكم والمواطن.وقد حرص المؤتمر ان يجسد هذه المفاهيم في حياته الداخلية قدر المستطاع وان يعتمد تقليدا جميلا في تداول المسوؤلية في أمانته العامة حيث تعاقب ثمانية أمناء عامين من أقطار عربية متعددة في تأكيد على التشكيلة القومية للمؤتمر.
10- الالتزام بأهداف المشروع النهضوي العربي الست:الوحدة العربية ،الاستقلال الوطني والقومي ، الديمقراطية،التنمية المستقلة،العدالة الاجتماعية،والتجديد الحضاري ورفض مقايضة أي هدف بهدف اخر.
خاتمة:لا شك ان المؤتمر رغم الحصار المتعدد الأشكال عليه قد مثل حالة وحدوية مناقضة لواقع التفتيت والتجزئة والتشظي الذي تعيشه الامة الا أنه لم يصبح بالمستوى الذي طمح مؤسسوه إليه.وربما هذا يحتاج إلى كتاب آخر يتضمن الأوراق التي كانت تقدم في كل دورة لاسيما أوراق تقييم عمل المؤتمر.