مصادر رفيعة بتل أبيب تؤكّد وجود مفاوضات مع حماس واقتراح ببناء مطار وميناء بغزّة تحت رقابة الجيش الإسرائيليّ.. ويعلون يزعم أنّ مطالب الحركة باهظة الأثمان
افراسيانت - الناصرة - “رأي اليوم”- من زهير أندراوس - كشف المُحلل السياسيّ الكبير في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، شيمعون شيفر، في عدد الصحيفة الصادر اليوم الأحد، النقاب عن أنّه برغم المزاعم الإسرائيليّة الرسميّة بعدم وجود مفاوضات غير مباشرة مع حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس)، وبين إسرائيل، فإنّ مصادر رفيعة المستوى في تل أبيب أكّدت على أنّ المفاوضات جارية، دون أنْ يكشف تفاصيل أخرى.
وشدّدّ شيفر على أنّه شخصيًا يؤمن لرواية حماس ولرئيس الدائرة السياسيّة في الحركة، خالد مشعل، الذي أكّد وجود مفاوضات بين الطرفين. وتساءل المُحلل الإسرائيليّ لماذا لا تقوم إسرائيل بمنح الفلسطينيين في قطاع غزّة ببناء ميناء ومطار، يكون تحت رقابة مُشدّدّةٍ من الجيش الإسرائيليّ؟
ولفت إلى أنّ هذه الخطوة، يجب أنْ تُبادر لها إسرائيل مُقابل الحصول على تهدئة طويلة الأمد مع حركة حماس، على حدّ تعبيره. وفي السياق ذاته، قال وزير الأمن الإسرائيليّ موشي يعلون إنّ الأثمان التي تطلبها حركة “حماس″ لقاء تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة غير مقبولة ولا يمكن الموافقة عليها، مشيرًا إلى أنّ الواقع الحالي قابل للاستمرار. وأضاف يعلون في مقابلة على القناة العبرية العاشرة الليلة الماضية، إنّ الجيش الإسرائيلي لن يقف مكتوف الأيدي أمام استمرار حماس في بناء أنفاقها الهجومية، منبهًا إلى قيام الجيش بجهود استخباراتية وأخرى عملياتية رافضًا الدخول في التفاصيل.
وتابع: فعليًا هناك وقف إطلاق نار ساري منذ عام، لكنني أرى الأمور كمكائد أعدت لتخدم مصالح مختلفة لحماس وجهات أخرى، ولكن الأثمان التي يطلبونها مقابلة التسوية غير مقبولة حسب وجهة نظري، ولا يوجد ما يمكن التحاور عليه، على حدّ قوله. وحول تخوف مستوطني الغلاف من خطورة الأنفاق، أشار يعلون إلى أنّ عليهم أنْ يعلموا بوجود الجيش إلى جانبهم وأنّه في حال خرج أحدهم من فتحة النفق فسيجد الجيش هناك، على حد تعبيره. ودعا يعلون خلال اللقاء جنوده العاملين على شوارع الضفة الغربية المحتلة إلى عدم التردد بقتل المهاجمين الفلسطينيين في أي مواجهة قادمة.
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قال أمس إنّ الاتصالات الخاصة بجهود بعض الوسطاء للتهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة تبدو إيجابية، لكنْ حتى الآن لم نصل إلى اتفاق. وذكر مشعل في تصريحات صحفية أن الحديث بشأن التهدئة يدور حول المشاكل الخمس التي يعاني منها القطاع، وهي: الإعمار ورفع الحصار وفتح المعابر، ومشكلة الخمسين ألف موظف، والميناء والمطار، وأخيرًا البُنى التحتية من مياه وكهرباء وطرق. وتقول مصادر بحركة حماس، من بينها القيادي أحمد يوسف، إنّ الاتصالات بين الحركة وإسرائيل حول تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة قد قطعت شوطًا طويلاً إلى الأمام، معتبرًا أنّه سيتسنى قريبًا الإعلان عن تطور جديد خاص بالأمر. لكن مصادر أخرى بالحركة نفت إجراءها مفاوضات مباشرة مع إسرائيل عبر قنوات سرية، سواء بخصوص تبادل أسرى، أو لترتيب حل سياسي لغزة من خلال هدنة طويلة الأمد.
ومع ذلك، تلفت تلك المصادر إلى أن ثمة رسائل متبادلة عبر وسطاء يعملون في هذا الاتجاه، وهو ما يتناغم مع الرواية الإسرائيلية الأخيرة، التي تتحدث عن اتصالات شخصية بين الجانبين عبر وسطاء، من بينهم توني بلير، عضو اللجنة الرباعية الدولية السابق. ويعتقد خبراء مركز القدس للشؤون العامة أنّه على الرغم من النزعة المؤيدة للاتفاق مع إسرائيل بين قيادات حماس، ولكن مصادر داخل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان تعارض مثل هذه الخطوة، اعتمادًا على أنّ الاتفاق بين الحركة وبين إسرائيل، سيضر بوضع التنظيم الذي تمزقت أذرعه في العالم العربي، وفقد أرضيته الشعبية ولا سيما في مصر.
ومع ذلك، لا يستبعد المركز وجود خلافات داخل حماس، وهو ما دفع قيادات بالحركة للزعم بأن الجولات التي يقوم بها خالد مشعل لا تمثل الحركة. وكانت تقارير فلسطينية، قد أشارت إلى أن إسرائيل وافقت على إنشاء ممر بحري، يربط قطاع غزة مع قبرص، مقابل هدنة تمتد عشر سنوات. كما أشارت إلى أنّ إسرائيل وافقت على رفع الحصار عن القطاع، ولكنها ترفض إعادة بناء مطار غزة الدولي، رافضة عرضًا قطريًا لإنشاء مطار جديد في إسرائيل، مقابل موافقة إسرائيل على إعادة إنشاء مطار غزة.