افراسيانت - وسام عبد الله - أصبحت معركة الزبداني عنواناً أساسياً لمعظم المجموعات المسلحة التي تعلن معاركها في مواجهة الجيش السوري.
ومن داريا ودوما وصولاً إلى ريف إدلب، أعلنت المجموعات المسلحة عن معارك تهدف إلى «نصرة الزبداني» من خلال استهداف العاصمة دمشق ومحاولة التقدم في المناطق التي أصبحت تشكل خطوط تماس مع أطراف المدينة.
وأطلق «جيش الإسلام» معركته في ريف دمشق الشرقي تحت عنوان «نصرة الزبداني». وأعلن عن تقدّم نحو بناء المعهد الفني في إدارة المركبات الموجودة في منطقة حرستا، وذلك بعد الانتقادات التي وجّهت إلى «جيش الإسلام»، وبشكل خاص قائده زهران علوش.
ومع تقدّم «داعش» في منطقة القلمون الشرقي، التي تشكل امتداداً جغرافياً نحو دوما، المعقل الرئيسي لـ «جيش الإسلام»، وقيام التنظيم التكفيري بقتل أكثر من 40 شخصاً من «جيش الإسلام»، أعلن زهران علوش معركته باتجاههم، فتلقى انتقاداً بأن المعركة الأساسية هي باتجاه الجيش السوري والعاصمة دمشق وليس باتجاه القلمون، كما أن الوقوف مع المجموعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري في الزبداني هو الأساس في المعركة الحالية.
ونشر ناشطون معارضون صورة توضح المسافة الجغرافية بين المعركتين، وأيّهما أهم بالنسبة إليهم.
وتبلغ المسافة بين دوما والزبداني حوالي 33 كيلومتراً. اما المسافة نحو جنوب منطقة القريتين في ريف حمص الشرقي فتبلغ أكثر من 60 كيلومتراً.
وبقيت منطقة حرستا لفترة طويلة خارج دائرة المعارك المباشرة، فهي تختلف بموقعها الجغرافي عن جوبر وداريا اللتين تواجهان دمشق مباشرة، في حين تشكّل حرستا تداخلاً مع مدينة دوما شمالاً، والاوتوستراد الدولي دمشق ـ حمص غرباً.
ويشير مصدر مطلع، لـ«السفير»، إلى أن «جيش الإسلام» يهدف من التقدم والسيطرة على جزء من إدارة المركبات إلى تسجيل بعض النقاط لمصلحته. وقال المصدر إن «المنطقة هي حرستا، والتي شكلت منذ فترة قريبة مساحة اشتباك بين جيش الإسلام والفصائل المسلحة المتواجدة فيها، ما تطلّب تدخل وساطات لوقف القتال بين أبناء الصف الواحد، فأراد أن يوصل رسالة أنه ما زال يمتلك زمام المبادرة فيها، لهذا استفاد من بضع دقائق من تصوير وجوده في المعارك لمحاولة تثبيت أنه في جبهة القتال الأولى».
وأضاف المصدر أن «الهدف الثاني إعادة تفعيل وتأكيد شرعية جيش الإسلام في الغوطة الدمشقية. فمع خروج تظاهرات في مناطق عدة تطالب بوقف تصرفات عناصره عند الحواجز واعتقال الناس، والتي وصلت في كفربطنا إلى المطالبة بدخول جيش الفتح إلى الغوطة مكان جيش الإسلام، قام فيلق الرحمن وجبهة النصرة بوساطة بين جيش الإسلام وأجناد الشام لوقف القتال بينهما».
وتابع «الهدف الثالث، والذي يدركه زهران علوش ودفعه للتوجه نحو القلمون الشرقي، هو خوفه من معركة ستفتح مع داعش، وحينها سيقع في مواجهة مفتوحة مع تنظيم يمتلك بعداً نحو البادية السورية، في حين أن الخناق يضيق عليه في الغوطة مع فشل المعارك في الجنوب السوري».
ويعتبر مصدر ميداني أن المعركة إعلامية أكثر مما هي واقعية في الميدان.
ويقول «لم تتغيّر خطوط التماس مع المجموعات المسلحة، والسيطرة على مبنى واحد لا يبدّل شيئاً على الجبهة الشرقية. لقد أطلقوا اسم معركة لتخفيف الضغط الإعلامي الذي يتعرّضون له من قبل حلفائهم».
ويوضح المصدر أن هذه الخطوط لن تبقى على حالها ما بعد الزبداني، فكلما اقتربت المعركة من نهايتها ارتفعت أسماء المعارك في ريف دمشق، لإدراك المجموعات تأثيرها على تطورات الريف، مشيراً إلى أن الهدف كان واجداً من معركتي «لهيب داريا» و «نصر الزبداني» في الغوطة الغربية والشرقية، وهو التقدم داخل بعض المباني في منطقة الجمعيات في داريا والمعهد الفني في حرستا.
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى استهداف الطيران السوري لمدينة دوما، ما أسفر، بحسب ناشطين، عن مقتل أكثر من 60 شخصاً، فيما قال مصدر عسكري سوري إن القوات الجوية نفّذت غارات في دوما وحرستا مستهدفة تجمّعات لـ «جيش الإسلام».
ولسكان دمشق اهتمامهم المختلف، فقد أصبح انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل ولساعات أطول، والتهديد دائماً بقطع مياه الشرب عن المدينة، من الهواجس الأساسية، بعيداً عن المعارك، التي وإن سمعت أصواتها فلا تحرِّك مشاعرهم كما يحرِّك اهتمامَهم وصولُ المياه أو عودة الكهرباء إلى بيوتهم.