افراسيانت - استحوذ رفض مجلس الأمن الدولي مشروعَ قرار فلسطيني-عربي يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم.
وعلى الرغم من عدم استخدام الولايات المتحدة للفيتو، فإن الصحف العربية صبت جام غضبها على أمريكا متهمة إياها بالوقوف وراء الفشل في تمرير القرار.
"واشنطن تقتل الفلسطينيين"
وتقول جريدة الحياة الجديدة الفلسطينية المملوكة للسلطة الفلسطسنية في عنوانها الرئيسي: "8 دول أيدت القرار وخمس امتنعت عن التصويت، وكيري اتصل مع مسؤولين في 12 بلدا لإفشاله".
كما تقول جريدة الأيام الموالية لفتح: "مجلس الأمن: الضغوط الأميركية تعطل 'إنهاء الاحتلال'".
وتنتقد افتتاحية صحيفة القدس الموالية لفتح ردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية على مشروع القرار الفلسطيني: "هذه الردود تثير التساؤل! ما الذي تريده أميركا وإسرائيل حقا؟! هل تريدان من الجانب الفلسطيني استمرار الصمت، بينما يقوم الاحتلال الإسرائيلي بفرض وقائع يومية غير شرعية على الأرض المحتلة ويواصل تهويد القدس وفرض المعاناة على شعب بأكمله ومصادرة حقه الطبيعي في الحرية والاستقلال ؟!"
وتضيف الجريدة: "إن الولايات المتحدة بهذا الموقف الداعم للاحتلال الاسرائيلي غير الشرعي تثبت مجددا للشعب الفلسطيني وشعوب الأمتين العربية والإسلامية أنها غير معنية بسلام عادل وشامل ودائم وأن حديثها عن المفاوضات والسلام إنما هو لذر الرماد في العيون وعند ساعة الحقيقة نراها تسقط كل الأقنعة وتقف إلى جانب الاحتلال وتناهض حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".
وفي السياق ذاته، تقول جريدة الدستور الأردنية في عنوانها الرئيسي "أمريكا تُفشل في مجلس الأمن القرار العربي لإنهاء الاحتلال".
كما تقول السفير اللبنانية على صفحتها الأولى: " 'إنهاء الاحتلال' يصطدم بالتعطيل الأميركي".
وتضيف الصحيفة في متن الخبر أن "الإدارة الأمريكية أول من بادر إلى إدانة الخطوة الفلسطينية واعتبارها تتجاهل قضايا أمنية حاسمة. وبديهي أن غالبية الدول الأوروبية ستساير الموقف الأميركي".
وفي الوطن القطرية يقول مازن حماد في مقاله المعنون "واشنطن تقتل الفلسطينيين" إنه "لا يفرق أبداً بين قطع تنظيم داعش رؤوس رهائنه الغربيين، وقطع الفيتو الأميركي رؤوس ملايين الفلسطينيين جيلاً بعد جيل، ففي كلتا الحالتين هناك ظلم وقمع وهناك سيف ودم يسفك".
وتقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها: "استخدمت الولايات المتحدة "الفيتو" بشكل استباقي على مشروع القرار العربي بشأن إنهاء الاحتلال، هذا 'الفيتو' الاستباقي، هو في واقع الأمر هجوم استباقي أمريكي لتبديد الحقوق الوطنية الفلسطينية، وإعلان عداء صريح وعلني لهذه الحقوق، ودعم لا لبس فيه لاستمرار الاحتلال والتهويد وإقامة المستوطنات".
"انفراد" السلطة الفلسطينية
إلا أن بعض الأصوات حملت السلطة الفلسطينية مسؤولية رفض مجلس الأمن مشروعَ القرار.
وفي صحيفة فلسطين الموالية لحماس، يقول عصام عدوان "واليوم تتوجه قيادة فتح إلى الأمم المتحدة لاستصدار قرار تدعي أنه لمصلحة الاستقلال الفلسطيني، لكنها لم تستشر أحدًا ولا معظم قادة فتح، فضلًا عن الفصائل والقوى المجتمعية، فكانت العبثية والفشل والكذب والضياع سمات ملازمة لحركة فتح على مدار خمسين عامًا من انطلاقتها، فهل من وقفة مراجعة؟"
وعلى نفس المنوال، يقول أحمد قاسم حسين "إن قراءة المشهد السياسي الداخلي الفلسطيني تتطلب من السلطة ترتيب الأولويات، إذ لابد من العمل أولًا على ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وإعادة بناء منظمة التحرير، ورسم ملامح جديدة لمشروع وطني فلسطيني جامع تتفق عليه فصائل العمل الوطني الفلسطيني كافة، ويلبي تطلعات الشعب الفلسطيني بالوحدة الوطنية وإقامة الدولة ونيل حقوقه كافة".
يضيف "وعندها تكون هذه المشاريع أدوات لتنفيذ المشروع الوطني الفلسطيني، أما طرحها بهذه الطريقة فلا يخدم بالمطلق القضية الفلسطينية، ولا جدوى منها، لأنها ببساطة لا تقوم على توافق وطني داخلي من ناحية، وتقوم على انفراد السلطة بصياغتها وطرحها من ناحية أخرى، مستخدمة منظمة التحرير الفلسطينية غطاء شرعيًّا لتمرير مثل هذه المشاريع".
أما الوفاق الإيرانية، فقد أبرزت على صفحتها الأولى تصريحات وزير خارجيتها بأن "المقاومة هي السبيل الوحيد لإقرار حقوق الشعب الفلسطيني".