افراسيانت - أوردت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في تقرير لها اليوم السبت، أنّ فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبنانية، تمكّن من كشف تفاصيل تفجير صيدا، الذي وقع الأحد الماضي، واستهدف الناشط في حركة حماس، محمد حمدان، والذي نجا من محاولة الاغتيال.
وبحسب الصحيفة فإنّ حمدان، وبدلًا من الجلوس في السيارة وتشغيل المحرّك، قرر مدّ يده من خارج السيارة، وتحريك مفتاح التشغيل، فيما جسده لا يزال خارجها، ثم تحرك نحو الصندوق الخلفي للمركبة. وفور ابتعاده عن باب السائق، انفجرت العبوة الناسفة التي كانت ملصقة أسفل السيارة، تحت مقعد السائق، ليُصاب حمدان بجروح في قدميه.
وأضافت: بدأت الأجهزة الأمنية التحقيق في الجريمة. وتولى الجيش مسح مسرح الجريمة والمنطقة القريبة منه، بما فيها المبنى الذي يسكنه حمدان والمباني المجاورة، وتولّى فرع المعلومات التحقيق في الدائرة الاوسع. وسريعًا، توصل إلى خيوط دفعته لتنفيذ مداهمات في منطقة الواجهة البحرية لبيروت، وفي مدينة طرابلس. حيث تمكّن محققو "المعلومات" من تحديد المشتبه فيه الذي أدار مجموعة من الأفراد لتنفيذ محاولة الاغتيال. وتبيّن أن المشتبه فيه لبناني من طرابلس، يُدعى أحمد بَيْتيّة ويبلغ من العمر (38 عامًا)، وكان يعمل في التجارة، متنقلاً بين لبنان وهولندا.
وبيّنت الصحيفة أنّ الأخير قدِم إلى بيروت في بدايات يناير الحالي، عبر مطار بيروت. وكان قد استأجر شقة لمدة أسبوع في منطقة الواجهة البحرية للعاصمة، عبر موقع على الإنترنت، وزار عائلته في طرابلس يوم وصوله، ثم عاد إلى بيروت. ومن الأخيرة، انتقل إلى صيدا أكثر من مرة، على رأس مجموعة تنفيذية، تولت مراقبة منزل حمدان. ونفّذت المجموعة يوم 11 كانون الثاني مناورة يمكن الاستنتاج بأنها كانت محاولة للاغتيال جرى وقف تنفيذها من دون معرفة السبب.
وبحسب ما توصّل إليه المحققون، وفقًا للصحيفة، فإن بيتية ومجموعته، انتقلوا إلى صيدا فجر يوم 14 كانون الثاني، وتولى أحدهم زرع العبوة الناسفة أسفل سيارة حمدان، قرابة الثالثة والنصف فجراً. وبحسب ما توصلت إليه التحقيقات، ابتعدت المجموعة عن محيط المنزل، بعد زرع العبوة، ثم عادت قرابة السابعة والنصف، وبقيت في انتظار نزوله من منزله إلى سيارته. وفور تفجير العبوة، غادرت المجموعة المكان، باتجاه بيروت، حيث تفرّقت. وفيما ضاع أثر باقي أفراد الشبكة، تمكّن محققو "المعلومات" من العثور على «آثار تقنية» لرأس الشبكة، في العاصمة، أدّت إلى تحديد هويته، فتبيّن أنه بيتية. الاستمرار في ملاحقة "آثاره" أوصل المحققين إلى مطار رفيق الحريري، فتبيّن أن بيتية غادر لبنان ليل الأحد ــ الاثنين، متوجهاً إلى أمستردام.
وتحدثت مصادر أمنية للصحيفة عن وجود موقوف لدى الاستخبارات، يتحفّظ المسؤولون الأمنيون عن كشف مدى صلته بالشبكة. وقد دهم محققو "المعلومات" منزل بيتية في طرابلس، واستجوبوا عدداً من أفراد عائلته، وضبطوا وثائق ومعدات يجري تحليلها لمعرفة ما إذا كانت ستفضي إلى أدلة تساهم في كشف معلومات إضافية عن المشتبه فيه.
وخلص تقرير صحيفة الأخبار اللبنانية إلى أنّ التحقيقات التي أُجريت طوال الأيام الستة الماضية سمحت بالجزم بأن بيتية ومجموعته يعملون لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية، وأن رأس الشبكة جنّدته هذه الاستخبارات خارج الأراضي اللبنانية. ويجري التدقيق في ما إذا كانت لديه صلات بعمليات أمنية نفّذها العدو في لبنان سابقًا.