افراسيانت - رشيد شاهين - بعد ما يقارب سبعة عقود على قيام دولة الكيان الصهيوني، ما زالت عقلية العصابة تتحكم في قادة هذا الكيان، مستندين إلى الدعم اللامحدود من الغرب الاستعماري، وغطرسة القوة التي تمتلكها دولتهم.
في كلمة له أمام مؤتمر تنظمه الحركة الصهيونية العالمية للنساء المتطوعات لتحسين المجتمع الاسرائيلي قبل يومين، في تل أبيب، لم يتردد وزير جيش الاحتلال يعلون، في التعبير عن هذه العقلية.
يعلون يقول "فيما يتعلق بموجبة الارهاب الحالية ، وبسبب نجاحنا في منع وافشال عمليات تفجيرية كبيرة، لجأ أعداؤنا للعمل بطريقة الارهاب الفردي، ونحن سننتصر على هذه الموجة، واسرائيل تملك القدرة على مواجهة كافة التحديات وان تحمي امنها من كل انواع الارهاب"
كما تحدث عن تربية الاطفل الفلسطينيين وكيفية كراهية "اسرائيل" وتبجيل الشهداء، معتقدا، بأن الفلسطينيين مخطئين في ذلك، وكأنما يريد القول ان علينا ان نربي اولادنا على محبة هذا الكيان الغاصب، وان نمارس قناعاتنا بعكس الطبيعة البشرية، وان نمارس تلك القناعات بحسب رغبات المحتل، وان علينا الاستسلام لقدرنا، وان لا حيلة لنا الا ان نقبل الواقع كما هو.
لم يكتف الوزير الصهيوني بذلك بل أضاف "علينا ان نستخدم سياسة العصا ضد الارهابيين، والجزرة تجاه السكان الفلسطينيين الذي لا يطلبون اكثر من تمكينهم من العيش".
الوزير لصهيوني الذي يصر ان يتحدث عن "الارهاب" الفلسطيني، يحاول لي الحقائق، ويتحدث عن شعب فلسطيني أعلى سقف لطموحاته ليس سوى العيش، مجرد العيش، وهو وبقصد يتناسى ارهاب الدولة المنظم الذي تقوم به دولته، والذي بات يشكل احد أهم ظواهر الارهاب في المنطقة والعالم، والذي لا يختلف سوى في نظر الصهاينة وبعض الغرب المنافق عن الارهاب الذي تمارسه داعش.
اشرطة الفيديو التي تحمل الكثير من المشاهد الارهابية والتي باتت في متناول العالم، تبرز المدى الرهيب الذي تمارسه دولة العصابات ضد الفلسطينيين تحت الاحتلال.
الأشرطة المشار اليها وسواها مما ينشر في وسائل الاعلام او التواصل الاجتماعي، تبين الحماية التي يوفرها جيش الاحتلال وشرطته لعصابات المستوطنين التي باتت تشكل ما يشبه الجيش.
جيش الارهاب الاستيطاني الذي نتحدث عنه، هو ليس جزء من خيالنا، وانما هو الذي لم يتردد العديد من المحللين والكتاب في دولة الكيان من وصمهم بالارهابيين، وذهب البعض للقول ان هنالك من هؤلاء ما لا يقل عن 300 مستوطن ارهابي في جبال الضفة الغربية، وهؤلاء بتقديرنا يشكلون نواة لجيش صغير هذا لو اعتمدنا التقديرات الصهيونية، التي لا تكون حقيقية فيما يتعلق بالوجه البشع للكيان.
هذا الجيش من الارهابيين لا تفعل الدولة الصهيونية شيئا لمنعه من ممارسة جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني ليل نهار، لا بل وتوفر له الحماية عدا عن تسليحه، من خلال الدعوات المستمرة لهؤلاء باقتناء السلاح "للدفاع عن انفسهم ضد الارهاب الفلسطيني".
عدم التمكن من التوصل الى حل لمسألة الصراع الفلسطيني الصهيوني، ليس سببه الشعب الفلسطيني بقدر ما هو الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وعلى قادة الكيان، اعادة النظر في طريقة تفكيرهم، لان الفلسطيني لن يقوم بتربية أبنائه على "عشق ومحبة الاحتلال"، واذا كان هذا ما يضير يعلون وبقية العصابة الحاكمة في تل ابيب، فعليهم ان يتأكدوا ان هذه لن تتغير، وستستمر من جيل الى جيل، لن يحب شعبنا ولن يقبل باحتلالكم.