افراسيانت - محمد الأحمد - بعد تأكيد طرفي الصراع في اليمن على التمسك بمواقفهما المتعارضة، رغم إعاقتها التوصل إلى اتفاق سلام في القريب، يبحث المبعوث الدولي عن أي انتصار في ملف الأسرى.
قبل استئناف المباحثات في الكويت، رفضت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي خريطة الطريق التي اقترحها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ حمد. وهو أمر أعاد المباحثات إلى نقطة الصفر، وخاصة أن الجانب الحكومي أعاد فرض شروط سبق للحوثيين وحزب الرئيس السابق أن التزموا بها خطيا للأمم المتحدة، مثل: تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وبعد أيام على هذا الموقف، أعلنت الحكومة العودة إلى المباحثات بعد أن قالت إنها حصلت على التزامات من المبعوث الدولي بأن هذه الجولة ستناقش الترتيبات الأمنية والعسكرية المرتبطة بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة، وأن الملف السياسي وتشكيل حكومة جديدة ومستقبل الرئيس هادي لن يتم التعرض له. لكن كبير مفاوضي"أنصار الله" محمد عبد السلام خرج ليكذِّب كل هذا الكلام، ويرفع سقف مطالب الجماعة من تشكيل حكومة شراكة إلى تشكيل مجلس رئاسي يكون بديلا عن الرئيس هادي، ثم حكومة شراكة وطنية تتولى مهمة تسلُّم المدن ونزع الأسلحة من الجماعات كافة.
ولأن هذه المواقف تعكس عمق الخلافات بين الطرفين وصعوبة التوصل إلى حل وسط بعد فشل مجلس الأمن الدولي في تبني موقف موحد داعم لخريطة الطريق التي اقترحها المبعوث الدولي، فإن التركيز خلال الأيام الحالية يتم على ملف الأسرى من أجل تحقيق أي نجاح فيه يمكن أن يقدم آمالا ضعيفة لليمنيين والعالم بأن المباحثات المتقطعة منذ عام تمكنت من تحقيق شيء يمكن ذكره.
ومع اقتراب الأسبوع الأول من الانتهاء ودخول المفاوضات أسبوعها الثاني والأخير كما تم الإعلان عن ذلك، يعمل المبعوث الدولي على إقناع الحوثيين بالإفراج عن كبار الأسرى، وبالذات اللواء محمود الصبيحي وشقيق الرئيس هادي على أمل أن يؤدي ذلك إلى تحريك الملف السياسي والعسكري، لكن الحوثيين يدركون أن هذين هما الورقة الرابحة في يدهم، وأنهم على استعداد للإفراج عن المئات من الأسرى والمعتقلين العاديين باستثناء هذين.
وقد أعرب الحوثيون عن موقفهم من كبار الأسرى بوضوح خلال الجولة الأولى من مباحثات الكويت؛ حيث أعلنوا أنهم يريدون البدء بالإفراج عن الأسرى العاديين وكبار السن وتأجيل موضوع القادة إلى المرحلة الأخيرة، بل إنهم أبرموا اتفاقات منفردة مع الجماعات التي تقاتلهم، وتم خلالها إطلاق سراح 700 معتقل بعيدا عن طاولة المباحثات في الكويت.
وبما أن المبعوث الدولي يشعر بالخذلان من قبل الدول الكبرى الراعية للتسوية. فلضمان الاستمرار في مهمته وبقاء مباحثات السلام ودخولها جولة ثالثة ورابعة، سيكون عليه إما تمديد الفترة الزمنية المقررة لهذه الجولة والتي تنتهي بنهاية الشهر الجاري، أو إنجاز أي نجاح في ملف الأسرى في انتظار الاتصالات السرية بين الدول الكبرى والسعودية للوصول إلى مقاربات تساعد على التوصل إلى حل سياسي وإغلاق ملف الحرب في اليمن.