افراسيانت - معن بشور - يبقى الأول من حزيران 1972 (قبل 44 عاماً) واحداً من الأيام التاريخية الناصعة في حياة العرب، حين قررت القيادة العراقية تأميم النفط في العراق فتترجم بشكل عملي شعار "نفط العرب للعرب".
في مثل هذه الأيام أحسّ أبناء الأمة العربية بفرحة حقيقية مشابهة لفرحتهم يوم أممت مصر قناة السويس عام ( 1956)، ويوم قامت الوحدة بين مصر وسوريا عام (1958)، ويوم انتصرت ثورة الجزائر عام (1962)، ويوم قامت الجمهورية في اليمن (1962)، ويوم انتصرت ثورة فلسطين في الكرامة عام (1968)، ويوم انتصر جيشا مصر وسوريا في حرب تشرين (1973)، ويوم حررت المقاومة الأرض اللبنانية دون قيد أو شرط عام (2000)... وأيام مجيدة أخرى تثبت فيها امتنا قدرتها على تحرير أرضها ومواردها ومقاومة أعدائها لكن سرعان ما يجري الالتفاف عليها ويتم إجهاض نتائجها الايجابية، بل يجري انقضاض على صانعي الانتصار من اجل تدفيعهم الثمن قبل أن يصبح "تدفيع الثمن" اسما لعصابة صهيونية...
صحيح إن تأميم نفط العراق كان ثمرة نضال قديم قامت به القوى الوطنية العراقية وقامت به حكومات وقيادات عبر مراسيم وقوانين مهدت له، لكن الصحيح أيضاً إن العلاقات النفطية الدولية بعد 1حزيران/ يونيو 1972 باتت غيرها قبل تأميم النفط والعراق...
وما يجري في العراق منذ الاحتلال عام 2003 هو انتقام صهيو – استعماري من بلد قاتل جيشه ببطولة ، وأكثر من مرة، ضد الكيان الصهيوني، وأمم النفط الذي لم يوجد الكيان الصهيوني أصلا إلا لحراسة مصالح الغرب فيه، وأطلق الصواريخ على تل أبيب، وهزمت مقاومته المجيدة الاحتلال الأمريكي وإثارة وتداعياته...
فتحية للعراق العظيم منتصراً على جراحه المتفاقمة، ومنتصراً لعروبته ووحدته واستعادة دوره الاصيل في مقاومته للأحلاف والمشاريع المعادية للأمة...وفي إعادة الاعتبار لفكرة الحرية والكرامة والعدالة الإنسانية.
2- روح لا تموت
حين نتذكر فيصل الحسيني – رحمه الله – في ذكرى رحيله المبكر، نتذكر قضية كما نتذكر رمزاً...
الرمز هو والده الشهيد عبد القادر الحسيني، بطل معركة القسطل (1948) وشهيدها الذي بقيت روحه ملهمة لكل ثورات فلسطين وانتفاضاتها منذ النكبة...
والقضية هي القدس التي عاش أبو العبد من اجلها، ومات مناضلا فلسطينياً، وقيادياً فتحاوياً، وهو يسعى من اجلها... فمن يتذكر القدس يتذكر "نادي الشرق"بقيادة أبي العبد الذي كان شوكة مقدسية فلسطينية في عين الاحتلال.....
واليوم، القدس هي عنوان انتفاضة شبابية باسلة تدخل شهرها التاسع، بل قضية جامعة لكل أحرار الأمة، فنقول لفيصل الحسيني، إن روحك، كما روح الوالد الشهيد، ستبقى ملهمة لشباب فلسطين والأمة.
3- (بلديات)
مار شربل
وجميع القديسين
سألت طرابلسي "عتيق" عن سبب فشل لائحة الأقطاب في الانتخابات البلدية في العاصمة الثانية أجابني ضاحكاً:
مزارع في جبل لبنان كان يمتلك بقرة يأخذها معه كل يوم إلى حقله، ويربطها بشجرة ويصلي إلى "مار شربل" ليحميها ويذهب إلى عمله...
مرة اضطر المزارع ان يغادر القرية إلى المدينة، فأستدعى أبنه قائلاً: انا ذاهب اليوم إلى المدينة، فأوصيك بالذهاب إلى الحقل ومعك البقرة التي عليك ان تربطها بشجرة وتدعو "مار شربل" إلى حمايتها...
عاد المزارع مساء إلى بيته، فلم يجد البقرة، فسأل أبنه "اين البقرة؟ ألم تفعل ما قلته لك"، أجابه الابن : طبعاً ولكن نسيت اسم القديس الذي ذكرته لي، فدعوت جميع القديسين لحماية البقرة.
ضرب المزارع كفا بكف قائلاً: يبدو كآن قديس اعتمد على ألآخر....
طبعاً لم يكن في اقطاب انتخابات طرابلس من قديسين، ولم يكن الفشل سببه فقط اعتماد كل قطب على ألآخر... فالأمر أعمق بكثير... فمن يدير ظهره للناس، سيدير الناس ظهرهم له...