افراسيانت - عزز مشهد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة الصحافيين يوم السبت، على حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، الصورة الكاملة أمام الوفود الصحافية التي جاءت لتشارك في المؤتمر الإعلامي الدولي لدعم الصحفيين الفلسطينيين، الذي عقد في فندق الميلينيوم بمدينة رام الله، اليوم الأحد، بمشاركة مئات الصحافيين والضيوف ووفود صحافية دولية، تحت عنوان "صحفيون في مرمى النيران".
وتعقد اللجنة التنفيذية لاتحاد الصحافيين الدوليين اجتماعين في كل سنة؛ اجتماع بمناسبة حرية الصحافة في (الثاني من أيار/ مايو)، والاجتماع الثاني في (تشرين ثاني/ نوفمبر)، بمناسبة اليوم العالمي لعدم إفلات مرتكبي الجرائم بحق الصحافيين، وهو يوم عالمي أقرّته الأمم المتحدة، إذ اختار الاتحاد عقد اجتماعه في فلسطين بالتوازي مع عقد مؤتمر دولي للإعلام، وبمشاركة شخصيات ووفود دولية وعربية.
ومنعت سلطات الاحتلال ثلاث شخصيات عربية تمثّل الصحافيين، من دخول الأراضي الفلسطينية للمشاركة بفعاليات المؤتمر الدولي، وهم: عبد الله البقالي نقيب الصحافيين المغربيين وهو النائب الأول لرئيس اتحاد الصحافيين العرب كممثل رسمي للاتحاد، وناجي الباجوري نقيب الصحافيين التونسيين، والهاشمي نويري مستشار اتحاد الصحافيين العرب.
أبو بكر: عقد اجتماع الاتحاد الدولي على أرض فلسطين انتصار للصحافيين الفلسطينيين
نقيب الصحافيين الفلسطينيين، ناصر أبو بكر، قال لـ"القدس" دوت كوم: إن "أكثر الصحافيين الذين يتعرّضون للانتهاكات والجرائم ويجب معاقبة مرتكبي الجرائم بحقّهم هم الصحافيون الفلسطينيون، فقرر الاتحاد الدولي للصحافيين عقد اجتماعه على أرض فلسطين بالتزامن مع عقد المؤتمر، كخطوة تضامنية غير مسبوقة، وينقل مكان الاجتماع من مقره في بروكسل إلى فلسطين، لذا مجرد عقد الاجتماع بحد ذاته دون فعاليات انتصار للصحافيين، ودعم لحقوق الصحافيين الفلسطينيين وهزيمة لجرائم الاحتلال أمام المجتمع الدولي".
ووفق أبو بكر، فإن النقابات والاتحادات الصحافية المشاركة في المؤتمر هي 185 نقابة، وتمثل 650 ألف صحافي في العالم، وهي رسالة أنّ العالم جاء إلى فلسطين ليتضامن مع الصحافي الفلسطيني ضد جرائم الاحتلال، ونحن ماضون بإجراءاتنا لمعاقبة الاحتلال على جرائمه وعقدنا المؤتمر لنشرك صحافيينا ونشعر بأن الصحافيين ملتفين حول نقابتهم".
ويرى نقيب الصحافيين الفلسطينيين أن العالم سجّل شهادة مكتوبة لنقابة الصحافيين والصحافي الفلسطيني، وأن إجراءات الاتحاد الدولي ما قبل التظاهرة يوم أمس على حاجز قلنديا، وقبل حضور الوفد، سيكون مختلفًا.
ونوه أبو بكر إلى أن الإعلام الإسرائيلي يوم أمس، وبدلًا من الحديث عن جرائم جنوده بحق الصحافيين، اتهم نقابة الصحافيين بتحريض قادة الصحافيين في العالم على "واحة الديمقراطية" في العالم، داعيًا الصحافيين الإسرائيليين إلى أخذ الإجابة على من هي واحة الديمقراطية في العالم من صحافيي العالم وممثلي الصحافيين الذين شهدوا ما جرى في حاجز قلنديا "إن المؤتمر تكلل بالنجاح، رغم بعض المنغصات من الاحتلال، وهو ما يتطلب من نقابة الصحافيين الفلسطينيين وضع خطة للتعامل مع المرحلة القادمة".
عدد من الشخصيات من الوفود المشاركة، من الاتحاد الدولي للصحافيين، ومن اتحاد الصحافيين العرب، رأوا أن المؤتمر مهم لنقل ما يعانيه الصحافي الفلسطيني في واقع يومي تحت الاحتلال، واستطلعت "القدس" دوت كوم، آراء عدد من تلك الشخصيات الدولية.
مجاهد: لن نسكت على الاعتداءات بحق الصحافيين الفلسطينيين
النائب الأول لرئيس الاتحاد الدوليين الصحافيين، يونس مجاهد، أكد أن عقد المؤتمر في مدينة رام الله هو أمر مهم جدًا، إذ يُعقد لأول مرة في وضع غير عادي، حيث يعيش الفلسطينيون تحت احتلال شرس وعدواني "لقد جئنا إلى هُنا ونحن مهيئين على المستوى النقابي والمهني، ونحن لن نسكت على الاعتداءات على الصحافيين وحرية الصحافة، ونحن مع الصحافيين الفلسطينيين من أجل ممارسة حقوقهم وأهمها حريّة التنقل".
وأكد مجاهد لـ"القدس" دوت كوم، أنه تم عقد اجتماعات في رام الله اليوم الأحد، ويوم أمس السبت، إذ إن الاتحاد الدولي للصحافيين لديه قرارات كثيرة، ومن بين القضايا التي سيتم مناقشتها، الأوضاع في كل المناطق، وما يتعلق بفلسطين، مشيرًا إلى وجود اقتراحات متعددة بشأن فلسطين، إذ يتم الإعداد لقرارات بشأن التضامن مع فلسطين.
أبا الخيل: عقد المؤتمر يؤكد تضامن النقابات الدولية مع الصحافي الفلسطيني
ويرى عضو الاتحاد الدولي للصحافيين، وهو مدير جمعية الصحافيين الكويتية، دهيران أبا الخيل أن مؤتمرًا بهذا الحجم وبحضور الاتحاد الدولي وممثلي النقابات والجمعيات من دول العالم المختلفة، يؤكد على أهمية انعقاده على أرض فلسطين، تأكيدًا على تضامن النقابات والجمعيات الصحافية مع الصحافي الفلسطيني، ومع ما يقدّمه من تضحيات وعمل في سبيل تأدية عمله الصحافي في ظل الضغوط التي يتعرض لها من قبل الاحتلال.
وشدد أبا الخيل، في حديثه لـ"القدس" دوت كوم، على أنه وبالرغم من هذه الممارسات، إلّا أن الصحافي الفلسطيني استطاع أن ينقل للعالم صورة حقيقية للأوضاع التي تحدث في فلسطين، وقال: أنا أعتقد كما قلت يوم أمس، أمام الرئيس محمود عباس، نحن كصحافيين شهود الله في أرض الله، وما رأيناه من قمع عند حاجز قلنديا، وإطلاق القنابل الغازية على الاتحاد الدولي ما هو إلا رسالة واضحة لما يقوم به هذا الاحتلال، لذا يفترض أن ننقل الصورة الحقيقية لما واجهناه عند حاجز قلنديا وهذا المسلسل اليومي الذي يتعرّض له المواطن الفلسطيني سواء الصحافي أو المواطن الفلسطيني".
وأضاف أبا الخيل: "يبدو أن الإسرائيليين لا يفهمون هذه اللغة، عندما قام الزملاء برفع هويات الاتحاد الدولي للصحافيين، والتي تعترف بها كل دول العالم، إلا الاحتلال الاسرائيلي لا يعترف بهذه الهوية".
الزغيلات: نحاول إيضاح الصورة الحقيقية لما يعانيه الصحافي الفلسطيني
رئيس لجنة الحريات في اتحاد الصحافيين العرب وممثل الاتحاد في المؤتمر الدولي في رام الله، عبد الوهاب الزغيلات، أكد أن عقد المؤتمر في رام الله أمر مهم جدًا، إذ يحاول اتحاد الصحافيين العرب مع الاتحاد الدولي إيضاح الصورة الحقيقية لما يعانيه الصحافي الفلسطيني، ولكن الزملاء كانوا شهود عيان بشكل مباشر على ما تفعله إسرائيل وخاصة يوم أمس، خلال قمعها لمسيرة الصحافيين على حاجز قلنديا، لذا جاء المؤتمر والاجتماع ليؤكد على الاطلاع عن قرب على ما يحدث وليس نقلًا عن أحد.
ونوّه الزغيلات في حديثه لـ"القدس" دوت كوم، إلى أن الانطباع عن الوضع في فلسطين حول واقع الانتهاكات بحق الصحافيين موجود لدى الاتحاد الدولي والعربي للصحافيين، وهو واقع ملموس تجسّده إسرائيل يوميًا، والتي تحاول قمع الصحافيين الفلسطينيين لمنعهم من قول الحقيقية، "ولذا فإن المطلوب فضح إسرائيل دوليًا، وإسرائيل تتمادى بانتهاكاتها للأسف".
عثمان: مؤتمر تاريخي لدعم الصحافيين الفلسطينيين
ووصف الأمين العام للاتحاد الوطني للصحافيين الصوماليين، وعضو المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين، عمر الفاروق عثمان، في حديث مع "القدس" دوت كوم، المؤتمر الدولي الإعلامي في رام الله، بأنّه مؤتمر تاريخي، وقال: "جئنا لدعم الصحافيين الفلسطينيين".
وأضاف عثمان: "هناك مشاكل كثيرة ضدّ حرية الصحافة وضدّ الحريات الأساسية للصحافيين والشعب الفلسطيني، لذا أنا أؤيّد اتخاذ قرار لدعم حقوق الصحافيين الفلسطينيين".