افراسيانت - أصدر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" تقريرا خاصا حول اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي التي تستهدف الحريات الاعلامية في مدينة القدس المحتلة وما تمثله من ترجمة لسياسة "تقوم في جوهرها على اخلاء المدينة من اي حضور اعلامي فلسطيني من شأنه ان يفضح ممارسات واعتداءات الاحتلال الاسرائيلي وسياساته التمييزية في القدس، عبر اباحته (الاحتلال) استخدام مختلف الوسائل ضد وسائل الاعلام والصحافيين لمنع ظهور اي صورة او معلومة او رواية غير الرواية الاسرائيلية".
ويغطي التقرير بشكل مفصل ما تعرض له الصحافيون ووسائل الاعلام في مدينة القدس من اعتداءات اسرائيلية خلال الفترة الممتدة من مطلع العام 2016 وحتى منتصف العام الجاري 2018 (اي خلال عامين ونصف)، علما ان اسرائيل اخضعت المدينة لسيطرتها ولقوانينها (ضمتها) منذ احتلالها عام 1967، رغم الموقف الدولي الرافض لهذا الاجراء المناقض للقانون الدولي وما ترتب عليه من وقائع.
ويشير التقرير الى وتيرة تزداد شدة وعنفا من عمليات الاستهداف الاسرائيلي للحريات الاعلامية في مدينة القدس مقارنة بغيرها من المحافظات الفلسطينية رغم ان اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي لم تتوقف على التصاعد كماً ونوعاً (عنفا) في شتى الاماكن الفلسطينية.
ويوضح التقرير ان 21% من مجمل الاعتداءات التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي ضد الحريات الاعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ مطلع عام 2016 وحتى منتصف 2018 وقعت في مدينة القدس وحدها، هذا فضلا عن عشرات الاعتداءات الاخرى التي تعرض لها صحافيو وصحافيات القدس اثناء تغطياتهم لاحداث خارج المدينة، "اي ان واحد من كل خمس اعتداءات اسرائيلية ضد الحريات الاعلامية في فلسطين تقع داخل مدينة القدس".
وارتكب الاحتلال الاسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها التقرير ما مجموعه 833 اعتداء ضد الحريات الاعلامية في الضفة وغزة والقدس، منها 173 اعتداء وقعت داخل مدينة القدس وحدها اي ما نسبته 21% من مجمل الاعتداءات الاسرائيلية التي رصدها ووثقها مركز "مدى".
ويؤكد التقرير ان الكثير من الانتهاكات الاسرائيلية ضد الحريات الاعلامية في القدس تندرج ضمن الاعتداءات الخطيرة على حياة الصحافيين وقدرتهم ووسائل الاعلام على القيام باعمالهم، ومن ابرزها الاعتداءات الجسدية والاصابات، وعمليات التوقيف والاعتقال، ودهم المنازل والمؤسسات، ومصادرة واتلاف المعدات، وابعاد الصحافيين عن بعض مناطق الاحداث الساخنة لفترات طويلة وصلت في واحدة من هذه الحالات لثلاثة شهور.
ويوضح ان "الاصابات والاعتداءات الجسدية بلغت 71 اعتداء، اي ما نسبته 41% من مجمل الاعتداءات الاسرائيلية التي وقعت في القدس والبالغ عددها 173 اعتداء".
ويتوقف التقرير امام عدد من الانتهاكات "غير التقليدية" التي باتت تلجأ لها سلطات الاحتلال الاسرائيلي لقمع الصحافة وللتعتيم على ما تمارسه اسرائيل من اعتداءات وما تفرضه من سياسات في القدس، "ومن بين ابرزها ابعاد صحافيين عن اماكن الحدث الساخنة (مثل البلدة القديمة) لفترات تمتد احيانا لشهور، حيث يرصد خمس حالات من هذا القبيل، ومنع التغطية المباشرة الذي شكل نحو 26% من مجمل الانتهاكات وعمليات الملاحقة الدائمة للصحافيين والصحافيات، والتضييق عليهم بشتى الطرق لتقويض اي فرصة امامهم للاستمرار في هذا العمل وصولا الى انهاء اي وجود اعلامي فلسطيني في المدينة".