فيلم صوت (هند رجب) صرخة ضمير مدوية قد تحرك العالم لوقف الحرب على غزة

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - د. هاني العقاد - كثيرة هي أصوات الأطفال الضحايا في غزة منهم من أوصل صوته للعالم قبل ان تقتله رصاصات الاحتلال الحاقد او تمزق جسده الرقيق قذائف الدبابات او تحرق لحمه الطري صواريخ الطائرات المسيرة التي ترمي بحممها على خيام النازحين في غزة ، كان صوت الشهيدة (هند رجب)  ابنه الستة أعوام واختها ( ليان) واحد من هذه الأصوات فقد وصل  صوت " هند رجب " مسامع كل الشعوب في كل بقاع الارض قبل ان يقتلها الاحتلال بعد ان كانت الناجية الوحيدة من عائلتها عندما أطلقت عليها الدبابات الإسرائيلية النيران وقتلت ستة من افراد عائلتها بلا رحمه ولا شفقة ولا اكتراث للإنسانية.

في التاسع والعشرين من يناير 2024 تلقي الهلال الأحمر الفلسطيني اتصلا من اخت (هند ) ( ليان حمادة) 14 عام حيث طلبت المساعدة وقالت ان دبابة إسرائيلية قامت بأطلاق الرصاص على سيارتهم في منطقة دوار المالية بحي تل الهوي بغزة , ما هي الا هذه الكلمات حتى سمع صراخ الطفلة (ليان) وصوت كثيف لأطلاق النار عبر الهاتف الذي تم توثيقه من قبل إدارة الإسعاف بالهلال الأحمر الفلسطيني  ,توقفت المكالمة ولم تعد (ليان) تتحدث الي المسعفين فقد مزق جسدها رصاص الدبابة الإسرائيلية  القريبة من سيارتهم وانقطع الاتصال وحاول المسعفين إعادة الاتصال لكن دون جدوي .

( هند رجب ) من بقيت على قيد الحياة في السيارة تناولت الهاتف من اختها وبذات تتحدث مع ضابطة الإسعاف التي سالتها " انت بالسيارة , ردت هند انا بالسيارة و الدبابة بتتحرك جنبنا .., فقالت لها المسعفة خليكي بالسيارة , فردت هند ..اهلي كلهم ميتين , وطلبت من ضابطة الإسعاف ان تبقي معها على الهاتف وتأتي لأخذها ", كانت هذه الكلمات الأخيرة ( لهند)   قبل ان تمزقها رصاصات جديدة من الدبابة الإسرائيلية وتلتحق بأختها (ليان )وباقي افراد عائلتها، طاقم الاسعاف بجميعة الهلال الاحمر انطلق على إثر ذلك لإنقاذ الطفلة (هند) وباقي العائلة  لكن للأسف انقطع الاتصال بالطاقم نفسه فيما تأكد بعد ذلك تعرض سيارة الإسعاف للقصف من قبل الدبابات الإسرائيلية. بعد 12 يوم من فقدان الاتصال بسيارة الإسعاف وفقدان الاتصال (بهند رجب) وافراد اسرتها تم العثور على جثامين الشهداء الطفلة (هند رجب) وجميع افراد عائلتها،كما وتم العثور على سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني مقصوفة وفيها جثث المسعفين اللذان فقدت اثارهما اثناء مهمة انقاذ الطفلة (هند رجب) .


 حادثة واحدة لم تستغرق أكثر من دقائق لكنها كانت على الهواء مباشرة وبالتسجيل الصوتي وهي حادثة من اكثر من 15 الف حادثة قتل لأطفال فلسطينيين في ظروف مشابهة وبعضهم مازال مفقودا حتي الان  , حادثة (هند رجب) وعائلتها تحاكي مئات الحالات بل الاف الحالات المشابهة، قصص لم  تسجلها الكاميرات ولم تسجلها الهواتف الذكية  كانت ومازالت تحدث منذ  أكثر من 700 يوم من الحرب البشعة , حرب الإبادة والتطهير العرقي ,قصص تشيب لها الابدان ,وتهتز لها ضمائر الإنسانية ,وتندي لسماع   صرخات الأطفال الضحايا جبين الإنسانية العاجزة عن فعل شيء او ان تقدم لهم أي مساعدة او حماية حتي الان . تفاصل مرعبة في كل حادثة وكلمات قاسية لضحايا صرخاتهم هزت ضمائر الشعوب،

وهي صراخات ما تزال تطالب العالم بالتدخل لحمايتهم ووقف ابادتهم مع عائلاتهم. المهم في هذه الحادثة  انها وصلت كل بيت حر وارتعدت لها كل اركان الإنسانية الحقيقية عبر صوت (هند رجب) , ترددت كلماتها عبر الهاتف لطواقم الإسعاف بنجدته وتأكيدها  ان الدبابة الإسرائيلية تطلق الرصاص نحوها , الجديد ان صوت (هند رجب) وصل ارجاء الدنيا من خلال فيلم قصير للمخرجة التونسية ( كوثر هنية) ,هذا الفيلم عرض على شاشة مهرجان البندقية ليخلد صوت وصورة (هند رجب) واختها ليان وهما يلفظان انفاسهما الأخيرة على الهواء مباشرة  لينال جائز "الأسد الذهبي"  والاوسكار, تصفيق على مدار من 22 دقيقة  واكثر من قبل كافة السينمائيين الحاضرين من مخرجين وممثلين وفنانين عالميين وامريكان , هذا التصفيق يعكس حالة انسانية تجلت في صورة وصوت لدقائق يبرهن ان الفلسطينيين يتعرضون لحرب إبادة ممنهجة بلا حماية وبلا تدخل دولي.


 كلمات قبل الموت، " خليكي معي " , " تعالى خديني... الدبابة بتطخ علينا ,لا تتركونا " وفي الخلفية صوت ازيز الرصاص يقطع الكلمات الأخيرة لتتوقف انفاس هند وترتقي شهيدة .

الفيلم لاقي احتفاء دولي فني كبير لأنه كان بمثابة صوت ينادي الإنسانية المفقودة او التي غيبت في هذه الحرب ولم تحضر لإنقاذ أطفال فلسطين الذين مازالت تطحنهم هذه الحرب اللعينة  على مراي ومسمع العالم , صوت (هند رجب) شرح باختصار لحظات الرعب قبل الموت ولحظات الموت ذاتها فقد لفظت هند أنفاسها الأخيرة وسماعة الهاتف علي شفتيها , انه فيلم لصورة وصوت حقيقي وليس تمثيل ينقل مأساة الفلسطينيين في غزة  للعالم والتي لم تتوقف على مدار اكثر من 700 يوم من حرب ولا يبدوا لها نهاية ,ولا يبدوا في الأفق لو ضجيج عالمي رسمي يصل لحد اتخاذ إجراءات رسمية حقيقية للضغط على اسرائيل لوقف القتل والدم والدمار ,ويعيد الامل  في الحياة لهؤلاء المعزبين من الأطفال والنساء والرجال  في غزة.


لقطة ثانية في الفيلم حين قبل الطفل الجائع (عبد الرحيم الجرابعة )  الملقب ب" امير" يد أحد المتعاقدين من تسمي (مؤسسة غزة الإنسانية) بعد حصوله على بعض (العدس والأرز) فيما تحول " امير" الي شاهد حي على سياسة التجويع والعبودية والقتل التي يمارسها أعضاء هذه المؤسسة بزعم انها تقدم الطعام لضحايا الحرب في غزة وهي ليست أكثر من مؤسسة تعمل بغطاء انساني تساهم في القتل والإبادة الجماعية , فلم يخلوا يوم منذ انطلاق اعمال هذه المؤسسة من القتل والاختفاء للعديد من الأطفال والشبان ,قتل دون رأفة او رحمه وكأنهم يصطادوا حيوانات ليس أكثر.

الطفل (عبد الرحيم ) الملقب ب" امير" قد يكون قتل بعدما جمع بعض الطعام برصاص الجنود في الموقع، وهو عائد الي خيمته على اعتقاد انه يعود ببعض الطعام لوالدته واخوته اليتامى هذا هو الاعتقاد السائد، لكنه لم يعد حتى الان ولم يعرف مصيره حتى الان لان القتل هناك امر رئيسي، واصطياد الجوعى والتلذذ بقتلهم امر قد يكون ذات ابعاد عقائدية لدي الجنود الإسرائيليين وهواية يمارسها الجنود الامريكان.


الفيلم كان عبارة عن صرخة ضمير مدوية قد تحرك العالم لوقف هذه الحرب المجرمة يعرض صورتين قريبتان جداً من بعضهما لأن النهاية واحدة وهي الموت والقتل بالرصاص الاولي للطفلة ( هند رجب)  التي اعتقت ان سيارة أهلها يمكن ان تحميها من رصاص الاحتلال الإسرائيلي مع اسرتها، والثانية لطفل يتيم جائع حاول الحصول على بعض الطعام من (مؤسسة غزة الإنسانية) معتقدا انها مؤسسة انسانية حضرت الى غزة لتقديم الطعام وانقاذ الناس من الموت جوعا مع انه قبل الايادي وقدم الشكر كطفل بريء،وقد تكون تلك الايادي التي قبلها هي التي قتلته...!!. 

القاتل هو القاتل والموت هو الموت بالرصاص او القنابل الذكية او الغبية او قذائف المسيرات او الدبابات فكله موت وكلا الصورتين كشفت كم هو المحتل بشع وقاتل مجنون لا يكترث بقواعد الحروب ولا يحترم القانون الدولي الإنساني ولا حتى مبادئ الشرائع السماوية.


صوت "هند رجب"  وصورة "امير" كانتا لحكايتين الفاصل الزمني بينهما عام تقريبا لكن القاسم المشترك بينهم انهم ضحايا الحرب الهمجية ,وهذا الفيلم في حد ذاته توثيق لبعض جرائم الابادة البشعة التي يرتكبها الاحتلال يوميا في غزة . لعل صوت (هند رجب) وصورة المفقود (امير) يكونوا سببا في إعادة معظم الحكومات التي مازالت تدعم اسرائيل موقفها وتغير من سياستها الداعمة لإسرائيل والمؤيدة لحرب الإبادة بحق الفلسطينيين كما غير المتعاقد الأمريكي (انتوني اغيلار) موقفه وقدم استقالته من العمل (بمؤسسة غزة الإنسانية) واصبح ناشطا مدافع عن الضحايا الفلسطينيين واصح يقود التظاهرات في الشارع الامريكي لتطالب بوقف الحرب على غزة .

لقد اعلن فيلم ( هند رجب ) لحظة الحقيقة لتحرك العالم ويرد بصوت واحد وصوت جمعي وبسياسة جادة وواحدة ضد هذه الحرب وتعلوا في ذات الوقت الاصوات بدلا من الصمت المرعب والدبلوماسية الناعمة عند انتقاد اسرائيل حتى لا تغضب كثيرا، وهذا ما من شانه ان يعزز التمادي الإسرائيلي في القتل والتدمير والإبادة الجماعية بحق الانسان الفلسطيني وتدمير بنيته المدنية وسحق مدنه واحده تلو الأخرى.

انها لحظة الحقيقية ليتوقف الصمت وتبادر دول العالم الحر بما فيها اوروبا التي صمت اذاننا بالحديث عن حقوق الانسان والحرية بفرض عقوبات على دولة الاحتلال وتوقف تصدير السلاح والذخائر لإسرائيل والتي تستخدمها آلة القتل الإسرائيلية في ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الأطفال الفلسطينيين.


عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

©2025 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology