افراسيانت - جميل السلحوت -عن مركز أدب الأطفال"براعم الزّيتون" في مكتبة كل شيء الحيفاويّة، صدرت هذا العام 2019 قصّة أطفال للكاتب الفلسطيني ماجد أبو غوش، وتقع القصّة التي رافقتها رسومات للفنّان التّشكيليّ العراقيّ رعد عبدالواحد، وصمّمها ومنتجها شربل الياس في 25 صفحة من الحجم الكبير.
عرفنا المبدع ماجد أبو غوش شاعرا، وروائيّا وقاصّا، وقد صدرت له من قبل بضعة قصص للأطفال.
وفي هذه القصّة "ثمرة شجرة البلوط" التي جاءت على لسان الحيوانات، يدهشنا ماجد أبو غوش بجديده، فشجرة البلّوط ليست غريبة على بلادنا فلسطين، حتّى أنّ شجرة بلوط معمّرة في مدينة الخليل تحظى بشيء من "القداسة" وحيكت حولها حكايات وأساطير.
وقصّة الأطفال هذه قصّة تربويّة تعليميّة بامتياز، وتلفت انتباه الأطفال -بطريقة غير مباشرة، وبعيدة عن التّلقين المنفّر للأطفال- لأمور منها:
- أنّ الثّمار عندما تنضج تسقط عن أشجارها، ويمكن إعادة دورة الحياة إليها من خلال زراعة هذه الثّمار التي سقطت بعد أن اكتمل نموّها.
- الزّراعة مفيدة وتعطي محاصيل جديدة يستفيد منها كثيرون، فمثلا ثمرة البلّوط التي وردت في القصّة، عندما زُرعت، أصبحت شجرة، استفاد منها كثيرون مثل الأرنب البرّيّ، السّلحفاة، الغزالة والنّورس.
- تكريس الحكمة القائلة "من يزرع يحصد"، فالحيوانات التي زرعت الثّمرة هي أوّل من استفادت منها عندما أصبحت شجرة.
- تعليم الأطفال أنّ عمليّة الزّراعة عمليّة بسيطة، وأنّ المزروعات تعطي مردودا كبيرا للمزارع. لذا فإنّ الأرنب في القصّة لم يأكل ثمرة البلّوط، بل تعاون مع السّلحفاة والغزالة وطائر النّورس على زراعتها، وعندما أصبحت شجرة صارت "تطعمهم من أوراقها الطّريّة، وكان صغارهم يلعبون حولها، ويتسلّقون أغصانها الصّغيرة."ص25.
- تعليم الأطفال أهمّيّة التّعاون، مثلما تعاونت الأرنب، السّلحفاة، الغزالة والنّورس على زراعة ثمرة البلوط.
- تعليم الأطفال ضرورة الإعتناء بالمزروعات، مثل ريّ وسقاية بعضها عند زراعتها.
- القصّة تحمل في طيّاتها دعوة لحماية الأرض وزراعتها، فهي مصدر الرّزق والعطاء.
اللغة: اللغة فصيحة بليغة وبسيطة تناسب الفئة العمريّة الموجّهة القصّة إليها.
الرّسومات: الرّسومات المرافقة للقصّة والتي أبدعها رعد عبدالواحد جميلة وتناسب المضمون، كما تلفت انتباه الأطفال وتساعدهم على فهم النّص.
الإخراج: يسجّل لمكتبة كل شيء الحيفاويّة أنّها تتميّز عن الكثير من دور النّشر الأخرى بأنّها تهتمّ بالشّكل والمضمون، وواضح أنّ الأستاذ شربل الياس الذي يقوم بتصميم إصدارات المكتبة ومنتجتها محترف بهذه الأمور.