القدس - افراسيانت - اختتمت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، بالشراكة مع مجموعة أولاد حارتنا التطوعية، "مهرجان زورونا" الثاني، والذي أقيم في ساحة الملعب الشرقي لقرية بيت صفافا جنوبي القدس، واجتذب عددًا كبيرًا من أهالي القرية ومدينة القدس. وينظم هذا المهرجان لهذا العام بتمويل من اتحاد الكنائس السويسري، وبمساهمة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال مشروع CRDP.
يهدف المهرجان إلى التعريف بقرية بيت صفافا وتأكيد هويتها العربية الفلسطينية، وتعزيز التماسك الاجتماعي والفعاليات الثقافية في المجتمع الفلسطيني في القدس. وقد بدأت فكرة المهرجان عقب استهداف القرية بالمخططات الاستيطانية التي التهمت أكثر أراضيها، وكان آخرها شق الطريق السّريع رقم 4 الذي اخترق القرية من وسطها، وأتى على ما يقارب 250 دونمًا من أراضي القرية، وحوّلها إلى أحياء هامشية صغيرة.
ودعا رامي ناصر الدين، مدير مؤسسة الرؤيا الفلسطينية الى ضرورة الاهتمام بالقرى الفلسطينية البعيدة عن مركز مدينة القدس، والتي عزلها الواقع السياسي المفروض على المدينة، وذلك عن طريق خلق حراك ثقافي ينشط هذه القرى ويعيدها إلى دائرة الاهتمام، ويُشعِر أهلها بأنهم ما زالوا جزءًا من المدينة. وهي ذات الفكرة التي أكدت عليها دلال عبد ربه، من مجموعة أولاد حارتنا، قائلة: "تنظيم هذا المهرجان نابع من شعورنا بأن قرية بيت صفافا معزولة عن محيطها الفلسطيني المقدسي، وأن هناك حاجة لإحداث تغيير على صعيد القرية، وصعيد القدس عامة".
وقد أقيم المهرجان للمرة الأولى في العام 2015، وبفعل نجاحه وحصوله على رضى الجمهور، كررت مؤسسة الرؤيا ومجموعة أولاد حارتنا التجربة لهذا العام، على أمل أن تصبح عادة سنوية تساهم في تفعيل النشاطات الثقافية والفنية في مدينة القدس.
وقد تخلل المهرجان الذي استمر من الأول وحتى الثالث من أيلول، فعاليات وعروض استهدفت مختلف الأعمار. وكان منها الفعاليات الترفيهية والتعليمية للأطفال، مع المهرجين سمسم وزعتر في عروض مسرحية، ومع الكيميائي محمد العمري الذي عرض بعض أساسيات العلوم بطرق غير تقليدية لتقريبها من الأطفال.
أما في مجال العروض الفنية، فقد استضاف المهرجان في يومه الأول عروض فرقة "أوف الاستعراضية"، التي قدمت عروضًا فلكلورية فنية تمزج بين التراث الفلسطيني وبين روح العصر. وفي اليوم الثاني، فقد كانت الفقرة الفنية لفرقة مزاج، وهي فرقة فلسطينية من القدس، تتألف من 5 عازفين، وتمزح في إنتاجها الفني بين الموسيقى الشرقية والغربية. وفي اليوم الأخير للمهرجان، فقد أطربت الفنانة دلال أبو آمنة الجمهور في عرض "يا ستي"، الذي يعبّر عن تراث الجليل الفلسطيني، والذي تروي من خلاله قصص الجدات الفلسطينيات.