افراسيانت - القدس المحتلة - يُكثف رئيس بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة "نير بركات" جهوده ومساعيه للإسراع في تنفيذ مخطط إقامة قطار هوائي "تلفريك" في محيط البلدة القديمة وبمحاذاة المسجد الأقصى المبارك، وذلك قبيل انتهاء مدة دورته الانتخابية كرئيس للبلدية.
وكانت سلطات الاحتلال جمدت في وقت سابق تنفيذ هذا المخطط لفترات معينة وأحيانًا لسنوات، بسبب حساسية المنطقة التي سيقام عليها المخطط، ولمعارضة عدة جهات إسرائيلية ودولية تنفيذه، خشية من مخاطره وتبعاته وردات الفعل الفلسطينية.
ويؤكد المركز الإعلامي في مركز قدسنا للإعلام "كيوبرس" محمود أبو العطا أن "نير بركات" بدأ بدعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التكاتب مع شركات هندسية فرنسية بشكل شبه سري من أجل إحياء المخطط وتسريع تنفيذه على الأرض.
ويوضح لوكالة "صفا" أن طواقم هندسية فرنسية بدأت بزيارة المواقع التي سيتم وضع أعمدة عملاقة فيها لتحمل القطار الهوائي، وهذا ما لفت نظر أهالي بلدة سلوان وكنيسة "البطرس" القريبة من منطقة باب المغاربة وسفوح جبل النبي داود.
وبهذا الصدد، أكدت مصادر عبرية أن "بلدية القدس" العبرية تواصلت مؤخرًا مع شركة إنشاءات فرنسية تدعى SAFEGE" " بهذا الخصوص، والتي بدأت بدورها بفحص خط سير القطار وتكاليفه وجدواه، حيث تعتبر الشركة من أقوى الشركات العالمية المتخصصة في إقامة القطارات الجوية.
سيمر بمناطق حساسة
وما أثار الموضوع، أنه سيتم عقد جلسة قريبة في بعض لجان بلدية الاحتلال للنظر في هذ المخطط أو في بعض محطاته التي سيمر فيها القطار. بحسب أبو العطا.
وسيمر القطار في أربع محطات تعتبر هامة وحساسة، أولًا منطقة القطمون جنوب غرب البلدة القديمة، وثانيًا مدخل وادي حلوة بمحاذاة باب المغاربة في سور البلدة القديمة، ثالثًا سيمر من فوق منازل أهالي بلدة سلوان ثم أعالي جبل الطور وبجانب منطقة فندق الأقواس السبعة.
والمحطة الرابعة سيمر من الكنيسة الجثمانية بالقرب من منطقة مقبرة باب الرحمة شرق المسجد الأقصى، كما يضيف أبو العطا.
وحسب المخطط،، فإن القطار سيقطع مسافة 2.3 كيلو متر خلال خمس دقائق، وسيحمل في نقلة واحدة نحو 5 آلاف مسافر إسرائيلي، بحيث تحمل كل سلة 25 مسافرًا.
ويشير أبو العطا إلى أن القطار سيُنصب على عشرات الأعمدة العملاقة في المسار المحدد له، مبينًا أن تكلفة المخطط تبلغ 125 مليون شيكل، أي (نحو 30 مليون دولار أمريكي).
ويهدف هذا القطار إلى تسهيل نقل السياح الأجانب والإسرائيليين والمستوطنين من مناطق مركزية في غرب القدس إلى منطقة شرق المدينة بغرض إيصالهم إلى ساحة البراق وأعالي بلدة سلوان، مما يسهل عملية المواصلات، وزيادة أعداد الوافدين الإسرائيليين إلى البراق ومحيط الأقصى بنحو 20 مليون شخص سنويًا.
انعكاسات خطيرة
ولهذا المخطط عدة مخاطر تنعكس سلبًا على المسجد الأقصى وأهالي سلوان، وفق أبو العطا، تتمثل في أنه سيتم الاستيلاء على عدد من الأراضي الفلسطينية لنصب الأعمدة العملاقة وسلات القطار الهوائي، أن المسار سيصل إلى منطقة البراق وقريبًا من الأقصى، مما يشكل خطرًا عليه.
ويوضح أن المشروع استيطاني تهويدي، بمعنى تكثيف التواجد الإسرائيلي والاستيطاني والسياحي الأجنبي لمنطقة محيط الأقصى، كما أنه خلال المسار السياحي يتم مرافقة عدد من المرشدين بهدف نقل الرواية التلمودية عن القدس، و"أسطورة الهيكل" المزعوم.
وسيشكل القطار خطرًا مباشرًا على أهالي سلوان، خاصة أن السلات ستمر فوق البيوت، مما يؤثر على النسيج الاجتماعي، والتدخل السافر في خصوصيات البلدة.
ويؤكد أبو العطا أن بلدية الاحتلال تضع كل ثقلها للمصادقة على المخطط، وتسريع العمل فيه بحيث يتم الانتهاء منه خلال سنتين، أي قبيل انتهاء مدة ولايته كرئيس للبلدية.
من جهته، حذر الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم مراد السوداني من خطورة إقدام سلطات الاحتلال على تنفيذ مخططات مشروع القطار الهوائي محيط البلدة القديمة.
وقال السوداني في تصريح صحفي الثلاثاء "لن نسمح ولن نقبل أن تكون الدعاية الانتخابية الإسرائيلية على حساب تراثنا ومقدساتنا".
وأوضح أن ما نقله موقع "هآرتس" مؤخرًا حول زعم الاحتلال تنفيذ هذا المشروع دليل على إصرار الاحتلال وحكومته على استمرار تنفيذ أبشع الممارسات العنصرية والتهويدية في القدس، واستمرار الاعتداءات على ممتلكاتنا الثقافية والتراثية بالمدينة، والعمل على طمس كافة المعالم الحضارية العربية والإسلامية فيها.
وأضاف أن اللجنة الوطنية ستطلب من المجموعة العربية لدى اليونسكو ضرورة التحرك الفوري والسريع للضغط على مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة بهدف إيقاف هذا المخطط الخطير، وإلزام "إسرائيل" على وقف جرائمها، والمتمثلة في الحفريات أسفل المسجد الأقصى، والهدم، والتزوير بحق التراث الفلسطيني والمقدسات.