افراسيانت - نواف الزرو - الى جانب موجات من الهجمات الاحتلالية التهويدة الجامحة المتواصلة يوميا في كل انحاء المدينة المقدسة، فان الاحتلال يختطف المدينة ايضا وعلى نحو خاص جدا سياحيا، بمعنى انه يحولها في كل وثائقه السياحية والتعليمية من جهة اخرى الى مدينة يهودية بالكامل بالوثائق وبالخرائط، فوفق احدث التقارير الاسرائيلية فقد تضمنت الخريطة السياحية الرسمية التي اصدرتها وزارة السياحة الاسرائيلية موقعا إسلاميا واحدًا فقط، الى جانب خمسة مواقع مسيحية، فيما احتوت الخريطة عشرات المواقع اليهودية، من بيوت، كنس ومستوطنات، وذلك حسب صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر يوم -– 04-04-201، وقالت الصحيفة ان الخريطة المنشورة باللغة الانجليزية تضمنت 57 موقعا سياحيا في البلدة القديمة، فإلى جانب كنيسة القيامة والمسجد الاقصى وحائط البراق تضمنت الخريطة العديد من البيوت التي اشتراها المستوطنون عن طريق جمعية "عطرات هكوهنيم" الاستيطانية، وتم ذكرها على انها اماكن سياحية تستحق الزيارة. واشارت الصحيفة الى ان مُعدي الخريطة بذلوا جهدا كبيرا لطمس الأسماء العربية للعديد من المواقع في المدينة، فعلى سبيل المثال ظهر في الخارطة اسم جبل الهيكل، بدلا من "الحرم الشريف" أو "المسجد الأقصى"، كما جاءت على ذكر "اسطبلات سليمان" بدلا من "المصلى المرواني". ولفتت "هآرتس" إلى ان القائمين على إعداد الخريطة تعمدوا كتابة الاسماء العربية بطريقة خاطئة، فقد كتب "Moslem Quarter" بدلا من "Muslim Quarter" و"Silean" بدلا من "Silwan"، و"Wadi Hilva" بدلا من "Wadi Hilwa".، وتجاهلت الخريطة كذلك المواقع المسيحية المهمة، مثل كنيسة القديسة حنة قرب باب الأسباط أو كنيسة المخلص اللوثرية، التي لا يوجد لها ذكر في الخريطة وتمت الاشارة الى درب الآلام كمجرد موقع، دون ان تشير إلى المحطات التي يتحرك خلالها ملايين الحجاج المسيحيين سنويا.
الى ذلك، ووفق التقارير والشهادات المقدسية المتتابعة يوميا، فان الحملات التهويدية للقدس جارية على قدم وساق، وعلى مختلف الجبهات، ان على الارض او في الاعلام او في المشاريع والمخططات، او على المستوى الدولي، بل ان عملية التهويد اخذت تتوسع وتتغلغل سياحيا، فذكرت صحيقة "هآرتس"الاسرائيلية في موقعها على الشبكة، أن بلدية الاحتلال بالتعاون مع وزارة السياحة الإسرائيلية رصدت الملايين لمشروع استيطاني جديد في حي سلوان الواقع جنوبي المسجد الاقصى في القدس المحتلة ، تحت يافطة تشجيع السياحة في ما تسمى"مدينة داوود" في إطار المشروع الاحتلالي "الحديقة الوطنية" والذي تقوم عليه جمعية تشجيع الاستيطان الإسرائيلي "إلعاد" تحت مراقبة "سلطة الطبيعة" و"سلطة الآثار".
غير ان الاخطر القادم سياحيا، ما نشر عن ان رجل الأعمال اليهودي الأسترالي كيفين بيرمينستير يخطط إلى تركيز استثماراته في القدس المحتلة في مشروع أطلق عليه اسم "القدس 5800"، يسعى من خلاله إلى تحويل المدينة إلى "مركز سياحي عالمي"على حساب أراضي الضفة الغربية، فيما يبدو بمثابة مشروع استيطاني جديد بحجة سياحية، وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة"لوس أنجلس تايمز" الأميركية، أوضح بيرمينستير "أن المشروع سيكلف حوالي 30 مليار دولار لمدة 30 عاماً، ويشمل بناء 50 ألف غرفة فندقية، وتشييد مطار دولي في الضفة الغربية، وخط ميترو"، ويتطلب مشروع رجل الأعمال الذي فشل بحسب الصحيفة في عدة استثمارات في مجال التكنولوجيا، "توسيع مساحة القدس على حساب الضفة الغربية"، وأوضح بيرمينستير"أنه زار القدس عدة مرات خلال السنوات الثماني الماضية حيث أصبح أكثر تديناً، وقد وجد فرصة جيدة لتشجيع عودة الاستثمار إلى المدينة"، مشيراً إلى أنه "لا يهمه ما يفكر به سكان المدينة". وفي الترويج السياحي للقدس اليهودية، فقد وصلت"اسرائيل" حتى للصين وروسيا..!، ف"تهويد القدس ولو في الصين"، كان عنوانا زلزاليا للذين يريدون رؤية حقيقة ما يجري على ارض المدينة المقدسة من انتهاكات وجرائم صهيونية لا تتوقف ابدا..!، ف"معركة إسرائيل لتهويد مدينة القدس لم تقتصر على معاول الحفر والتهجير وهدم المنازل ومصادرة الأراضي، بل تعدت ذلك إلى السياحة التي باتت أداة أخرى لا تقل أهمية، وشهد ت وسائل الإعلام الصينية على سبيل المثال، حملة إسرائيلية واسعة ومنظمة وعالية التمويل تهدف إلى تزوير التاريخ وخلق وقائع جغرافية جديدة في ذهن المواطن الصيني، هناك صور ترويجية مدفوعة الأجر لمسجد قبة الصخرة تحتل مساحات واسعة على صفحات الصحف الصينية وعلى المواقع الإلكترونية لبعض وسائل الإعلام الرسمية بهدف تشجيع السياحة إلى إسرائيل". ومن الصين الى روسيا، حيث نشر موقع إعلامي روسي تحت عنوان"أسرلة التراث الاسلامي ولكن هذه المرة في روسيا"، تقريرا مطولا ربط فيه بطريقة لافتة للانتباه بين"اعلان سياحي في موسكو" وبين ما كانت اعلنته الحكومة الاسرائيلية عن ضم المقدسات الاسلامية ( "الحرم الابراهيمي" في الخليل و مسجد "بلال بن رباح" في بيت لحم ) لقائمة التراث اليهودي، و اهم ما جاء في التقرير: "تقوم شركة سياحية محلية-اسرائيلية في الآونة الأخيرة بالترويج لرحلات إلى إسرائيل من خلال إعلان ضخم يظهر فيه مسجد "قبة الصخرة" المشرفة ولجانبه كتب بالروسية"إسرائيل- استراحة روحية". وفي سياق مخطط الترويج السياحي السياسي للقدس ايضا، كشفت الهيئة الإسلامية المسيحية في القدس النقاب عن" أن بلدية الاحتلال ممثلة برئيسها نير بركات وجهازه التنفيذي قد انتهوا من وضع خطة شاملة تهدف إلى ترويج القدس على مستوى سياحي دولي واسع ومن منظور صهيوني كامل"، وبين الأمين العام للهيئة الدكتور حسن خاطر" أن رئيس بلدية الاحتلال افتتح موقعا إلكترونيا بهدف إغراء السياح بتأمين جولات مجانية في البلدة القديمة عبر تقنية الواقع الافتراضي الذي يساعد الاحتلال كثيرا في تزوير حقيقة القدس والمقدسات"، وأوضح خاطر "أن الخطة تهدف لرفع عدد السياح من ثلاثة ملايين سائح عام 2010 إلى عشرة ملايين عام 2020، وقال إن الاحتلال يسعى لإثارة الخوف والقلق في أوساط حركة السياحة العالمية جراء الأحداث الجارية في العالم العربي ومحاولة توجيهها نحو القدس المحتلة على اعتبار أن دولة الاحتلال هي الواحة الآمنة والمستقرة في المنطقة". تحتاج المدينة المقدسة في ضوء كل ذلك، الى صحوة ونهضة وانتفاضة فلسطينية عربية، والى صياغة جديدة للاولويات السياسية المتعلقة بملف الصراع مع دولة الاحتلال، باتجاه اتخاذ خطوات جادة في مواجهة مخططات الاحتلال الرامية الى اختطاف فلسطين والقدس الى الابد...؟!
شعبة الدراسات المقدسية جمعية حماية القدس عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.