.jpg)
ارشيفية
افراسيانت - اقتحم 33 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة أمس وفي مقدمتهم الحاخام المتطرف يورام بن برموربرغ وكبار قادة الاستيطان في القدس والخليل ومكثوا قبالة قبة الصخرة المشرفة واستمعوا من مرشد متدين لشرح عن الهيكل المزعوم و(قدس الاقداس).
وأدت مجموعة مكونة من أربعة مستوطنين صلوات تلمودية في الساحات الشرقية للمسجد، ما ادى لنشوب توتر بين المستوطنين والشرطة من جهة، وحراس المسجد الأقصى من جهة أخرى الامر الذي دفع الشرطة الى اخراجهم من مسار الهروب الى باب السلسلة مباشرة وسط مشادة كلامية وصراخ .
وقال حراس المسجد الاقصى، إن وتيرة اقتحامات المستوطنين تسارعت في الآونة الأخيرة للمسجد الأقصى، فيما تزايدت محاولات فرض طقوس تلمودية داخل اروقة المسجد وارتداء ملابس معينة أو إدخال الشموع، ما يشير إلى واقع جديد يحاول المستوطنون فرضه على المسجد الاقصى.
وشهد الأقصى خلال الأسبوع الماضي ارتفاعا في عدد المقتحمين، حيث بلغ يوم الخميس الماضي 300 مستوطن بعد أن دعت إلى اقتحامه مؤسسات وجمعيات استيطانية، فيما تتزايد الانتهاكات بحقه وحق المرابطين المتواجدين بداخله من اعتقالات وتنكيل وإبعاد من قبل الشرطة ووزارات الامن الإسرائيلية.
وقال مدير المدارس الاسلامية ومدير المسجد الاقصى السابق والمبعد عنه لستة شهور الدكتور ناجح بكيرات لـ "القدس" دوت كوم، "السلطات الإسرائيلية تركز في الآونة الأخيرة على أن مكان المسجد الأقصى مقدس للجميع، وتسهب وتتغنى وتركز على القداسة اليهودية بهدف السيطرة وفرض التقاسم المكاني بعد تثبيت التقاسم الزماني ".
وتعمد السلطات الإسرائيلية ليحل القداسة باتباع ثلاثة أمور كما قال بكيرات : أولها، أن يزيد عدد المقتحمين ونوعيتهم حيث يشهد المسجد الأقصى زيادة ملحوظة بعددهم وزيادة في الأساليب المتبعة، والممارسة بساحات الأقصى إن كانت دعوات لعقد قران يهودي أو إدخال الشموع والشمعدان أو الخمور والعلم وغيرها من الرموز اليهودية والتوراتية".
كما تحاول السلطات الإسرائيلية في الوقت ذاته إيجاد حيز ومعالم في محيط المسجد الأقصى من خلال زرع مقابر وهمية في منطقة (السلودحة )، وما يسمى ب(الحوض المقدس) وبناء المشاريع الاستيطانية في حي المغاربة وحائط البراق تحت اسم مشاريع تطويرية سالخاً المشهد الحضاري والعربي والإسلامي لمحيط الأقصى، مطلقاً ما يسمى الحوض المقدس، ومدينة "داود"وساحة الحشمونيم ودرب الاباء وكنس هنا وهناك ،مع لافتات وزرع بؤر استيطانية لإيجاد مشهد يحاكي الرواية الإسرائيلية"مؤكداً بكيرات ان ذلك لن يفيد ولن يغير من حقيقة ان المسجد سيبقى إسلامي ولن يسمح بمس ذرة تراب منه .
واوضح : "انه في ظل هذه الوقائع التـي لن تخلق حق لليهود في المسجد الاقصى السلطات الإسرائيلية بالإضافة للإحلال البشري اليهودي واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والجغرافي في محيطه يطرد مصلين ومرابطين وعاملين وموظفين والنشطاء ونساء المسجد الأقصى بإبعادهم عنه لعدة شهور، وإدراج النساء والرجال ضمن القائمة الممنوعين، حيث خلق الاحتلال قوة طاردة يريد إخراجهم من المسجد والبلدة القديمة والقدس أيضاً ".
وقال أن وسائل التصدي السلطات الإسرائيلية بجندها وعتادها، وما تشهده الساحة الفلسطينية من انتفاضة القدس؛ هي جزء من المقاومة التي يقاوم بها هذا التمادي والمس بقدية ومكانة الاقصى ، وثبات المقدسيين في متاجرهم ومنازلهم ومقاومتهم للتطبيع وكافة أشكاله والمقاومة لكل المشاريع والمخططات التهويدية التي مصيرها الى الفشل الحتمي.
وشدد بكيرات على اهمية توعي الشعب بأهمية التجذر في قضية القدس والمسجد الأقصى، وتبيان أهمية شد الرحال للرباط فيه وإبقاء المشهد العربي والإسلامي في القدس لتبقى الحياة بالمدينة حتى لا تجف المدينة رغم ما يفعل اليوم بباب العامود وأبواب البلدة القديمة من أجل تجفيفها" .
واضاف "علينا إعادة القدس،الى عمقها العربي والإسلامي، فالقدس ليست للمقدسيين والفلسطينيين فقط بل هي للمسلمين كافة ، وعلى الجميع ان يتحملوا مسؤوليته .