.jpg)
لاجئون محتجزون على الحدود بين صربيا والمجر (رويترز)
مقتل 22 مهاجراً في غرق قاربهم بين اليونان وتركيا .. المجر تغلق حدودها في وجه اللاجئين..وألمانيا غاضبة
افراسيانت - بات دخول المهاجرين من صربيا الى المجر ممنوعاً تماماً عند معبر روسكي الرسمي اليوم الثلاثاء، موعد بدء السلطات المجرية تطبيق اجراءات متشددة لوقف تدفق اللاجئين، فيما أبدت ألمانيا مزيداً من الغضب تجاه فشل اعتماد سياسة أوروبية موحدة تجاه الأزمة التي تعصف بالقارة العجوز، والتي شهدت اليوم مأساة جديدة مع مقتل 22 مهاجرا من بينهم أربع اطفال في غرق قاربهم بين اليونان وتركيا.
وجراء هذه الأزمة الغير مسبوقة في اوروبا، دعت ألمانيا وسلوفاكيا والنمسا إلى قمة طارئة للإتحاد الأوروبي.
المجر: الحدود أغلقت
وبحسب شهادات لاجئين في الشرق الاوسط، منع عناصر الشرطة المجرية العبور قرابة منتصف الليل، بعدما إعلان بودابست أن عدداً قياسياً جديداً من 9380 مهاجرا دخلوا المجر أمس عشية بدء تطبيق الاجراءات.
وأمضى بعض المهاجرين الليل داخل خمسين خيمة تقريبا وزعها ناشطون انسانيون ونصبت على خطين من الطريق تسلكهما السيارات عادة لعبور الحدود. كما علق مئات المهاجرين قبل ظهر اليوم على الحدود بين صربيا والمجر.
وأعلن المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بابار بالوش من الحدود "الحدود اغلقت ولم يعد فتحها بعد"، لافتاً إلى أن "طاقمنا غير قادر على الوصول ولم تبلغنا السلطات المجرية بعد باي برنامج لإعادة فتح الحدود".
وفي أحدث الإجراءات المجرية أيضاً، أعلنت بودابست اليوم حالة الطوارئ في مقاطعتين جنوب البلاد على الحدود مع صربيا بسبب تدفق اللاجئين، بحسب ما أعلن رئيس الوحدة الوطنية للكوارث جورجي باكوندي.
وقال باكوندي خلال مؤتمر صحافي في بلدة سيغيد القريبة من الحدود مع صربيا، أنه سيجري توسيع المنطقة الحدودية في المقاطعتين من عشرة أمتار إلى 60 متراً، مع احتمال إقامة مناطق موقتة لمواجهة الأزمة"، لافتاً إلى أنه "من الممكن أن يتحول هذا المكان إلى مكان موقت للأشخاص الذين يسعون للحصول على وضع لاجئ أو للحصول على حماية، فضلاً عن إعداد طلبات اللجوء وإجراءات تسجيل الأجانب."
وبدأت المجر، المؤيدة لخط متشدد ازاء اللاجئين، والتي تعتبر نقطة العبور الرئيسية للمتوجهين منهم الى المانيا، اليوم ايضاً، تطبيق تشريع جديد ينص على عقوبة بالسجن ثلاث سنوات لأي شخص يعبر السياج الشائك الذي اقيم على طول الحدود مع صربيا (175 كيلومتراً). وهي أعلنت اليوم بدء اجراءات قضائية بحق 60 مهاجراً اوقفوا الثلاثاء واتهموا بإحداث "اضرار" بالسياج الشائك، وهي تهمة يمكن ان تصل عقوبتها الى السجن خمس سنوات بموجب التشريع الذي دخل حير التنفيذ.
وفي تعداد نشر اليوم، بلغ عدد اللاجئين الذين دخلوا الى المجر منذ الاول من كانون الثاني 200778 لاجئاً غالبيتهم العظمى عبر الحدود مع صربيا.
لكن إغلاق الحدود أثار استياء صربيا، التي اعتبر وزير خارجيتها ايفيتسا داتشيتش إن عودة اللاجئين إلى صربيا أمر "غير مقبول"، معتبراً أن "الخطوات الرامية لتعزيز ضوابط الحدود في منطقة شينغن للتصدي لأزمة اللاجئين ستثير مشكلات لصربيا" التي لا تنتمي لعضوية الاتحاد الأوروبي.
كما اعتبرت "منظمة الهجرة الدولية" أن حملة المجر ضد اللاجئين تخالف "في ما يبدو" التزاماتها بموجب قواعد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، في ما يتعلق باللاجئين واللجوء.
وقالت مديرة مكتب المنظمة في المجر ماغدالينا مايكوفسكا تومكين إن المجر "عليها التزامات ينبغي أن تتبعها، ويبدو أن هذا التشريع الجديد سيكون مخالفا... لكل مواثيق الأمم المتحدة بشأن وضع اللاجئين بالإضافة إلى قانون الاتحاد الأوروبي الخاص باللجوء وكذلك الاجراءات الجنائية."
وغداة فشل اجتماع طارئ في بروكسل حول تقاسم اللاجئين بين دول الاتحاد الاوروبي، أعلن نائب المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل سيغمار غابريال أن "اوروبا جلبت لنفسها العار مجدداً".
واشارت المانيا، التي تتوقع قدوم بين 800 الف ومليون لاجئ بحلول نهاية العام، إمكان الحد من مساعدات الاتحاد الاوروبي الى الدول الاعضاء التي رفضت فكرة تقاسم اعباء اللاجئين بناء على نظام حصص.
وفي هذا الصدد، قال وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير لقناة "زد دي اف" الألمانية "علينا درس اساليب للضغط"، مبرراً فكرته بالقول ان الدول التي ترفض نظام الحصص "هي دول تحصل على الكثير من المساعدات الهيكلية"، ومعتبرا انه سيكون من "العدل ان تحصل على مساعدات اقل".
واضاف ان رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر "اقترح ان ندرس امكان ان تحصل هذه الدول على قدر اقل من المساعدات الهيكلية وانا اؤيد هذه الفكرة".
الا ان الاتحاد الاوروبي نفى المزاعم الالمانية، اذ اكدت المتحدثة باسم المفوضية الاوروبية ناتاشا ان يونكر "لم يقل ذلك ابدا".
دعوة إلى قمة طارئة
وطالبت المانيا والنمسا اليوم بعقد قمة لرؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الاوروبي الاسبوع المقبل تخصص لازمة المهاجرين، الامر الذي ايدته سلوفاكيا، التي تبدي معارضة شديدة لنظام تقاسم المهاجرين الذي تريده برلين.
وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي في برلين مع نظيرها النمساوي فيرنر فايمان "انها مشكلة للاتحاد الاوروبي برمته، لذا اعلنا تأييدنا لعقد قمة الاسبوع المقبل لمجلس طارئ للاتحاد الاوروبي".
واضافت ان "الوقت ينفد ولا يمكننا الانتظار حتى منتصف تشرين الاول "، مؤكدة ان رئيس المجلس الاوروبي "دونالد توسك سينظر في هذا الامر".
الى ذلك، لم تدل ميركل بموقف منسجم مع اعلان وزير داخليتها، إذ أعربت عن اعتقادها أنه " علينا ان ننجح في خلق روح اوروبية مجدداً. لكن التهديدات ليست الطريق للوصول الى اتفاق. لم اصل الى مرحلة اعتقد فيها ان علينا اطلاق تهديدات".
واضافت "سعينا دائما الى النقاش حين كانت هناك اراء متباينة في اوروبا وهذه ليست فعلا المرة الاولى"، مشيرة إلى أنه "حتى الان وجدنا حلولا على الدوام. ولا أزال متفائلة رغم ان هناك صعوبة كبرى هذه المرة وثمة حواجز أكبر علينا تجاوزها".
مأساة جديدة في المتوسط
إلى ذلك، قتل 22 لاجئاً من بينهم اربعة اطفال، صباح اليوم، قبالة سواحل جنوب غربي تركيا عند غرق قاربهم خلال توجهه الى جزيرة كوس اليونانية، بحسب حصيلة جديدة اعلنتها وكالة "دوغان" للأنباء.
واوضحت الوكالة ان خفر السواحل تمكنوا من انقاذ 211 شخصا لم تحدد جنسياتهم كانوا على متن القارب الذي انطلق من منطقة داتشا.
وفي السياق، قالت "المنظمة الدولية للهجرة" اليوم إن عدم الحسم بين الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي "قد يؤدي إلى غرق المزيد من اللاجئين في مياه البحر المتوسط"، مطالبة بـ"التوصل الى اتفاق وتقاسم المسؤولية".
وقال ليونارد دويل كبير المتحدثين باسم المنظمة في افادة صحافية في جنيف إنه "مع تزايد الأخطار نخشى من أن عدم الحسم في أوروبا سيؤدي لمزيد من الوفيات في بحر إيجه...القرارات التي اتخذتها عدة حكومات أوروبية بفرض قيود على الحدود سيكون لها تأثير مدمر جدا."
من جهتها، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ميليسا فلمينغ إن عددا قياسيا بلغ 20 ألف لاجئ دخلوا النمسا يوم الاثنين وانضم إليهم صباح اليوم 1520 آخرون.، لافتة إلى أن المفوضية لا تزال تنصح بعدم اعادة اللاجئين إلى صربيا التي تفتقر إلى القدرة على التعامل مع طلبات تسجيل اللاجئين أو العناية بهم.
وفي السياق أيضاً، قالت المفوضية إن أعداد اللاجئين السوريين في العراق ولبنان "انخفضت في شهر آب لكنها ارتفعت في تركيا الى نحو مليونين"، كما "قفزت طلبات اللجوء الى اوروبا."
وقالت المتحدثة باسم المفوضية سيلين اونال ان اعداد اللاجئين السوريين في تركيا "قفزت بأكثر من 200 ألف شخص منذ حزيران مقارنة بزيادة بلغت 14 ألفا فقط خلال الثلاثة اشهر السابقة على ذلك".
وإذ لفتت اونال إلى ان تركيا تحاول منع اللاجئين من الوصول الى اوروبا، أشارت أيضاً إلى أنه "يستحيل القول ان زيادة عدد اللاجئين في تركيا مردها انهم يتحركون صوب أوروبا، بل يمكن أن يكون السبب هو ان السوريين الموجودين في تركيا منذ فترة قرروا تسجيل اسمائهم كلاجئين".
(أ ف ب، رويترز- السفير)