أميركا تطالب اليونان بغلق أجوائها أمام الطائرات الروسية.. موسكو: لم نغيّر موقفنا من الأسد
افراسيانت - نفت موسكو، أمس، تقارير إعلامية غربية عن تغير موقفها من الأزمة السورية ومستقبل الرئيس بشار الأسد، موضحة أنها لم تخفِ يوماً دعمها العسكري لدمشق، فيما برز الطلب الأميركي من اليونان إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا.
في هذا الوقت، كشف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن مشاركة بلاده مباشرة في الحرب السورية، موضحاً أن بريطانيا نفذت ضربة بطائرة من دون طيار، أسفرت عن مقتل مواطنين بريطانيين اثنين يشتبه بأنهما من مقاتلي «داعش» في سوريا، وذلك على الرغم من أن الحكومة لم تحصل على تفويض برلماني للقيام بعمل عسكري في هذا البلد.
وقال كاميرون، للبرلمان، إنه في «تحرك دفاعاً عن النفس قتل بريطاني في ضربة جوية دقيقة نفذتها طائرة للقوات الجوية الملكية يجري التحكم فيها عن بعد، في 21 آب في الرقة. وقتل أيضا اثنان آخران كانا مسافرين مع الرجل، أحدهما بريطاني آخر». وأضاف «اتخذنا هذا العمل لأنه لم يكن هناك بديل عنه»، معتبراً أن الرجلين كانا يتآمران لشن هجمات على بريطانيا.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو لم تخفِ يوما دعمها للنظام السوري بالأسلحة والمدربين، وذلك بعد القلق الذي عبرت عنه واشنطن من وجود عسكري روسي متزايد في سوريا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي تحدث هاتفياً إلى نظيره الأميركي جون كيري السبت الماضي، أكد أن «الجانب الروسي لم يخفِ يوما تسليم معدات عسكرية إلى السلطات السورية لمكافحة الإرهاب». وأضافت أن لافروف أكد لكيري أن روسيا «تواصل تقديم هذه المساعدة» لسوريا. وكررت أن روسيا تعتبر أن «قوات الحكومة السورية هي القوة الأكثر فاعلية لمكافحة جماعة الدولة والإرهابيين الآخرين».
ونفت زاخاروفا مزاعم نشرتها وسائل إعلام عن تعديل موسكو موقفها من الأزمة السورية، ومستقبل الرئيس بشار الأسد. ووصفت «التقارير الإعلامية التي تحدثت عن توصل موسكو إلى اتفاق مع واشنطن والرياض حول إطاحة الأسد، بأنها أوهام ومعلومات مزورة».
وقالت «بعض الأوساط السياسية في الغرب تبدو عاجزة تماماً عن استخلاص العبر من أخطائها، على الرغم من أن العواقب المأساوية لتلك الأخطاء تتجلى أكثر يوماً بعد يوم بالنسبة للأوروبيين أنفسهم». وأضافت «لقد أدى التدخل الفظ في شؤون دول الشرق الأوسط إلى ظهور منطقة عدم استقرار تحد القارة الأوروبية مباشرة، مع تنامي خطر الإرهاب والتطرف أضعافا».
وأشارت إلى أن آلاف اللاجئين من الدول التي تعرضت لاختبارات أجراها الغرب في سياق «هندسته الاجتماعية»، وبالدرجة الأولى في سوريا وليبيا والعراق واليمن وأفغانستان، يدقون أبواب الاتحاد الأوروبي. وقالت «على الرغم من ذلك، لا يسارع بعض السياسيين الغربيين إلى تعديل خططهم، التي اتضحت أنها قصيرة النظر، والتي أدت إلى نشوب كل هذه القضايا، بل يصرون على تطبيق مقارباتهم الفاشلة، وهو أمر قد يؤدي إلى ظهور تحديات أخطر وقضايا جديدة تحمل طابعاً عالمياً».
واعتبرت زاخاروفا أن «هناك من يحاول جر روسيا إلى هذه الحملة الفاشلة، عن طريق نشر أخبار ملفقة ومعلومات مزورة، يبدو أنها تستهدف تحميل روسيا جزءاً من المسؤولية عن مأساة منطقة الشرق الأوسط والخطر الذي بات يهدد الأمن الأوروبي والعالمي». وقالت «إننا لا ننخرط في أية «هندسة اجتماعية»، ولا نعين رؤساء في دول أجنبية، ولا نقيل أحداً منها في إطار تآمر مع طرف ما». وأكدت أن ذلك «يخص سوريا والدول الأخرى في المنطقة، التي تستطيع شعوبها تقرير مصيرها بنفسها».
اليونان
وقال مسؤول يوناني إن الولايات المتحدة طلبت من اليونان منع روسيا من استخدام مجالها الجوي في عبور طائرات الإمدادات المتجهة إلى سوريا، وذلك بعد أن أبلغت واشنطن موسكو بقلقها من تقارير عن تعزيزات عسكرية روسية في سوريا.
وذكرت وزارة الخارجية اليونانية إنه يجري فحص الطلب. وذكرت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية أن اليونان رفضت الطلب الأميركي، ونقلت عن مصدر ديبلوماسي قوله إن موسكو تطلب إذناً بتسيير الرحلات حتى 24 أيلول الحالي.
ظريف وأردوغان
وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني خوسيه مانويل مارغالو في طهران، أن من وضع شروطاً حول الأسد «هو المسؤول» عن إراقة الدماء في سوريا، وأن السلام لن يعود لهذا البلد بشعارات بعض جيرانه.
وقال ظریف إن «الموضوع السوري یجب أن یحل بالطرق السیاسیة. وفیما یتعلق بتحدید مصیر الرئیس الأسد فهو من مهام الشعب السوري فقط». وأضاف «من یضع الشروط حول انتخاب الرئیس السوري یساهم فی استمرار الحرب فی سوریا، لأنهم یفرضون قرارهم علی سوریا بدلاً من أن یتخذ الشعب السوري قراره بانتخاب الرئیس».
وأکد ظریف أن «لا حل عسكرياً للأزمة السوریة». وقال «يجب أن یتخلوا وبسرعة عن أنانیتهم، ویوکلوا اتخاذ القرار للشعب السوري، وأن یسمحوا لهذا الشعب بتقریر مصیره عن طریق المؤسسات القانونیة وباستخدام الأدوات السلمیة والمصالحة الوطنیة. بالتأکید ستنتهی الأزمة السوریة شرط تخلي الأطراف الخارجیة عن إجراءاتها التي تهدف إلى تحقیق مصالح قصیرة الأمد علی حساب دماء الشعب السوري».
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» بثت أمس، دعم إيران وروسيا للأسد، معتبراً أنهما «يدعمونه بالسلاح والمال ويسمحون لهذا النظام بالاستمرار، كما يحاولون التخلص من المعارضة.. أليس داعش متعاون مع النظام السوري الآن؟ أكبر داعمي داعش حاليا هو هذا النظام، ومن يبذل جهوداً لإبقاء النظام هم نفسهم من يتحمل هذه المسؤولية. تحدثت إليهم عن هذا الأمر، وقلت لهم بعدم إمكانية استمرار ما يحدث، وأن يقوموا بسحب دعمهم وإزالة أيديهم وسيسقط الأسد في 24 ساعة».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن الولايات المتحدة تعتزم إجراء إعادة هيكلة شاملة لبرنامجها المتعثر لتدريب المقاتلين السوريين «المعتدلين» على قتال تنظيم «داعش» في سوريا.
ويعتبر هذا بمثابة اعتراف بعدم فعالية هذه القوة الناشئة، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية لم تكشف عن هوياتهم. وفي تموز الماضي تعرض العديد من عناصر أول دفعة من المقاتلين، الذين جرى تدريبهم في تركيا والأردن وعددهم 54 مقاتلا، إلى هجوم من قبل «جبهة النصرة»، وذلك بعد أيام من إلقاء القبض على اثنين من قادة الوحدة المدعومة من الولايات المتحدة والعديد من مقاتليها.
وطبقاً لوثائق سرية، اطلعت عليها «نيويورك تايمز»، فقد اثبت الهجوم أن البرنامج يعاني من الكثير من نقاط الضعف. كما انه لم يتم إعداد هؤلاء المقاتلين بالشكل الذي يمكنهم من صد هجوم للعدو وتم إرسالهم إلى سوريا بأعداد غير كافية.
ومن بين المشاكل الأخرى أن هؤلاء المقاتلين لم يحظوا بدعم السكان المحليين، كما لم تكن لديهم معلومات استخبارية كافية عن قوات العدو. ويعكف «البنتاغون» حالياً على تقييم الخيارات، ومن بينها إرسال مقاتلين إلى سوريا بأعداد اكبر، وتغيير أماكن انتشارهم بحيث يحصلون على «دعم شعبي اكبر»، وتزويدهم بمعلومات استخبارية أفضل.
وقال الكابتن كريس كونولي، المتحدث باسم قوة المهمة العسكرية التي تدرب المقاتلين السوريين، للصحيفة «كما هو الحال في أي مهمة صعبة، فقد توقعنا نكسات ونجاحات، وعلينا أن نكون واقعيين في هذه التوقعات». وأضاف «كنا نعلم من البداية أن هذه المهمة ستكون صعبة».