افراسيانت - طارق العبد - استفاق سكان دمشق بالأمس على دفعة من الهاون وصواريخ «الكاتيوشا» التي حصدت عشرات الضحايا، مقابل إخفاق الهجوم الخامس من «عاصفة الجنوب» ومعارك السيطرة على مدينة درعا .
وسجّلت ساعات نهار أمس في دمشق سقوط أكثر من 60 قذيفة هاون وصاروخ «كاتيوشا» على مناطق المزّة، ساحة الأمويين، شارع بغداد، أبو رمانة.
وأشار مصدر طبي إلى مقتل 12 شخصاً، وإصابة 70 بعضهم جراحهم خطيرة للغاية، مرجحاً تزايد عدد الضحايا بسبب استمرار سقوط القذائف في ساعات بعد الظهر، حيث سقط بعضها قرب مستشفيات. وعلى غير المعتاد لم تتبن أي جهة عملية استهداف العاصمة أو تعلن عنها في وقت مسبق. وكانت آخر حملة قد تبناها «جيش الإسلام» في الشتاء الماضي، معلناً دمشق منطقة عسكرية قبل أن يتراجع في اليوم ذاته.
وفي درعا، أطلق المسلحون النسخة الخامسة من معركة «عاصفة الجنوب» والتي وصفوها بالأخيرة، بهدف السيطرة على مدينة درعا وقطع الطريق بينها وبين دمشق.
وبث معارضون مقاطع مصورة تظهر استهداف المجمع الحكومي ومؤسسات أهلية، بالإضافة إلى ثكنة البانوراما وحاجز المفطرة، براجمات الصواريخ والقذائف. واعتبر مصدر ميداني أن التحرك الأكبر كان عن جهة النعيمة وطريق السد، لكن الجيش تصدى للهجوم، واستهدف عدداً من قيادات المسلحين، أبرزهم قائد «جيش اليرموك» بشار الزعبي، وهو ما أصر على نفيه غالبية ناشطي المعارضة معتبرين انه مقيم في بلغاريا منذ فترة طويلة.
ويشير مصدر معارض إلى أن احتمال إحداث اختراق للتقدم نحو مدينة درعا ما زال صعباً، بل لعله أكثر صعوبة، خاصة أن المواجهات الأخيرة قد أدت إلى تعزيز الجيش لمواقع سيطرته، لا سيما على محاور النعيمة وطريق السد والمخيم واليادودة، يضاف إلى ذلك استمرار عمل الطريق الدولي بين درعا ودمشق ما يسمح باستمرار وصول الإمدادات.
ويربط المصدر بين ما يجري في الجنوب وبين الأوضاع السياسية، لا سيما أن معارك «عاصفة الجنوب» خلال شهر رمضان وبعده، أوقفت عدة مرات متوقعاً المصير نفسه لا سيما أن غالبية الفصائل الكبرى تمر بمرحلة إعادة ترتيب صفوفها وترتيب علاقتها مع «جبهة النصرة» من جهة ومع أبناء المنطقة المبايعين لتنظيم «داعش» أي «لواء شهداء اليرموك».