افراسيانت - لف الغضب، امس السبت، الضفة الغربية المحتلة، وخصوصاً بلدة دوما في نابلس، التي شيعت جثمان الشهيد سعد دوابشة، والد الرضيع الشهيد أيضاً علي دوابشة، والذي توفي فجراً متأثراً بحروق كان أُصيب بها بعدما أضرم متطرّفون يهود النار في منزل العائلة في دوما في 31 تموز الماضي.
ولف المشيّعون جثمان الشهيد بالعلم الفلسطيني، وسط هتافات منددة بالجريمة الجديدة التي تضاف إلى سجل الاحتلال، وتم دفن دوابشة في جوار نجله علي.
وسادت حالة من التوتر والغضب الضفة الغربية، حيث نشرت سلطات الاحتلال قوات معززة من جنودها في محيط البلدات وبالقرب من المستوطنات.
وأصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، خلال مواجهات مع جنود الاحتلال في دوما.
وأغلق شبان الشارع العام قرب البلدة، ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة، كما أشعلوا الإطارات احتجاجاً على استشهاد سعد دوابشة.
وأصيب ثلاثة شبان بعدما أطلق جنود الاحتلال أطلق أعيرة مطاطية وقنابل الغاز باتجاههم، فيما تعرض شبان آخرون لحالات اختناق، اثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
يذكر أنه، وقبل تشييعه، شرح جثمان الشهيد لتقديم أدلة جديدة إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأعرب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إيهاب بسيسو عن أمله بان تلاحق المحكمة المسؤولين الإسرائيليين الذين "يدعمون جرائم المستوطنين".
وفي ردود الأفعال على استشهاد دوابشة، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في بيان صحافي، أن "هذه الجريمة البشعة النكراء بحق عائلة دوابشة لن تمر من دون عقاب"، محملاً حكومة الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الإرهابية".
وعبر المالكي عن استيائه من "صمت المجتمع الدولي من عدم اتخاذ إجراءات فاعلة وصريحة ضد الإرهاب الاستيطاني اليهودي في الأراضي المحتلة"، مطالباً بـ"إدراج العصابات الاستيطانية على قائمة الإرهاب الدولي".
من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان أن سعد دوابشة هو "أحد ضحايا الإرهاب والتطرف والحقد الإسرائيلي الدفين على كل ما هو عربي وفلسطيني"، مؤكدة أن "المقاومة الباسلة في الضفة الغربية تتجهز للرد على جريمة استشهاد الرضيع علي، وارتقاء والده اليوم سيجعل المقاومة أشد حرصاً على إيلام العدو والثأر لدماء أبناء الشعب الفلسطيني".
ومرة جديدة، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعازيه، مكرراً أن إسرائيل ستستخدم "كل الوسائل لتوقيف القتلة ومحاكمتهم".
يذكر أن والدة الطفل الشهيد، ريهام، مصابة بحروق من الدرجة الثالثة في كل جسمها تقريباً، ولا تزال في حالة حرجة في احد مستشفيات إسرائيل، بينما بدأ أخ الشهيد علي، أحمد دوابشة (أربعة أعوام) يتعافى ببطء.
وقالت طبيبة للإذاعة الإسرائيلية "لقد استعاد وعيه ويتواصل مع أقربائه، لكن وضعه لا يزال خطيراً وسيخضع للعديد من الجراحات على أن يلازم المستشفى لفترة طويلة".