المالكي يدعو إلى الحفاظ على «الهوية الوطنية» .. اتهام عراقي لواشنطن بتزويد «داعش» بالأسلحة!
افراسيانت - حمّل نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي، أمس، السياسيين في العراق مسؤولية «الخلاف السني - الشيعي» الذي يجر الناس إلى «التهلكة»، داعياً إلى تغليب الانتماء إلى العراق من دون غيره، في وقت أشاد رئيس الحكومة حيدر العبادي مجدداً بـ «الإصلاحات» و «الإجراءات» التي تتخذها حكومته في سبيل الحفاظ على «الوحدة الوطنية»، والتي كان آخرها إلغاء طعن سلفه بقانون «الأقاليم»، الذي اعتبره سياسيون عراقييون أحد أبواب تقسيم البلاد.
وفي هذه الأثناء، نفت الولايات المتحدة للمرة الثانية، خلال أسبوع، أن تكون طائرات عسكرية أميركية قد أقلت مساعدات لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» في مناطق القتال مع القوات العراقية و «الحشد الشعبي»، بينما أكد عضو في لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية وقوع حوادث عدة من هذا النوع.
وخلال حفل أقامته لجنة الأوقاف والشؤون الدينية النيابية في فندق الرشيد وسط بغداد، أمس، لمناسبة المولد النبوي قال المالكي إنه «لا توجد مشكلة بين سنة وشيعة، إنما بيننا نحن السياسيين الذين نفكر بسنة وشيعة، ونجر الناس إلى هذه التهلكة»، وأضاف «نحتاج إلى عملية وقفة ومراجعة لنقول ماذا جنينا من هذا الفكر المتطرف؟... ماذا جنينا من هذه الفرقة بين سنة وشيعة».
وتوجّه المالكي إلى المجتمعين بالقول: «أقول لكم بصراحة مؤلمة، لقد أسأنا للإسلام كثيراً، وأسأنا لرسالة محمد كثيراً، وأسأنا للقرآن كثيراً.. نحتاج إلى مراجعة عملية على أساس ما حل بنا، وعلى أساس ما لو استمرت هذه الحالة، إلى أين سنصل».
وشدد المالكي على أن «الطائفية تطرف يساهم في الابتعاد عن الوسطية»، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يعزل ما حل بالأمة الإسلامية عن الصهيونية التي تخطط لتهديم وحدتها، داعياً إلى «حماية الهوية الوطنية» ورفع الصوت «برفض النهج الطائفي لأنه الوقود الحقيقي للأزمة».
بدوره اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، أن ما يواجهه العراق «معقد ومركب»، ودعا مسؤولي الدولة إلى تحمل مسؤولياتهم لإغاثة أكثر من مليوني نازح.
وفي غضون ذلك، وصل رئيس الوزراء الأسترالي طوني ابوت إلى بغداد في زيارة رسمية من أجل «بحث التعاون المشترك بين البلدين في مواجهة تنظيم داعش»، بحسب ما أعلن التلفزيون الرسمي العراقي.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع أبوت أكد العبادي أنه لا يستبعد القضاء على تنظيم «داعش» خلال فترة «قياسية» واستعادة الأراضي الواقعة تحت سيطرته شمال البلاد وغربها، معتبراً أن العراق هو «الدولة الوحيدة التي تحارب داعش على الأرض بقواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية والمتطوعين، وهي تحقق انتصارات باهرة بتعاون غير مسبوق من قبل جميع العراقيين»، داعياً أستراليا إلى زيادة التسليح للقوات العراقية وتسريع تدريبها وتوفير ما تحتاجه تلك القوات من أجل حسم المعركة والقضاء على «داعش».
ولفت العبادي إلى الانتصارات التي حققتها القوات العراقية مؤخراً بـ «تعاون أبناء المدن التي كان يسيطر عليها التنظيم»، و»الإجراءات» و «الإصلاحات» التي قامت بها الحكومة العراقية ودورها في تعزيز الوحدة الوطنية.
بدوره أكد أبوت تصميم بلاده «على تعميق علاقات التعاون مع العراق، وإقامة علاقات شراكة بناءة وإيجابية»، وجدد استعداد بلاده لتقديم كل أنواع الدعم للعراق وتسليح القوات العراقية وتسريع التدريب لتلك القوات. ويتوجه قريباً 200 عنصر من القوات الخاصة الأسترالية إلى العراق في مهمة «تدريب ومشورة» للقوات العراقية.
وتفاعلت في العراق خلال اليومين الأخيرين مسألة إلقاء طائرات عسكرية أميركية مساعدات في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، خصوصاً خلال المعارك التي تخوضها القوات العراقية وقوات «الحشد الشعبي» مع التنظيم، وكشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية ماجد الغراوي عن أن «طائرة أميركية زودت داعش بالأسلحة والمعدات في منطقة الدور بمحافظة صلاح الدين، بحسب معلومات وصلت إلى اللجنة»، مشيراً إلى أن اللجنة ستعقد اجتماعاً خلال الأيام المقبلة لمتابعة الحادث.
وأشار الغراوي في حديث لـ «السومرية نيوز» إلى أن «هذا الأمر يتكرر دائماً وحدث في محافظات أخرى»، معتبراً أن «تنظيم داعش صنيعة أميركية إسرائيلية بامتياز»، واعتبر أن «أميركا والتحالف الدولي غير جادين في محاربة داعش، لأن التقنية والتكنولوجيا التي يمتلكانها يستطيعان من خلالها تحديد مواقع التنظيم وقصفها وإنهاء وجودهم خلال شهر»، وشدد على أن «الولايات المتحدة تعمل على إطالة الحرب ضد داعش للحصول على ضمانات وامتيازات من الحكومة لإقامة قواعد عسكرية في الموصل والأنبار».
وكانت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين كشفت، أمس الأول، عن أن طائرات مجهولة ألقت أسلحة وعتاداً لتنظيم «داعش» جنوب شرق تكريت، مبينة أن هناك دولاً تريد أن تبقي العراق تحت «احتلال داعش».
ودفعت هذه الأنباء الولايات المتحدة إلى النفي بشكل «قاطع»، أن تكون هي أو أي من شركائها، قد قدموا الدعم لتنظيم «داعش» بـ «أي شكل من الأشكال»، مؤكدة التزامها بدعم حكومة العراق وقواته العسكرية في مكافحة التنظيم الذي يشكل «عدواً مشتركاً» للطرفين.
ووصف رئيس مكتب التعاون الأمني في العراق، ميك بيدنارك في بيان، هذه التقارير الإعلامية بـ «الكاذبة»، وأشار إلى نفي بلاده في السابق «بنحوٍ قاطعٍ» لأنباء مماثلة، عادّاً «أي تقريرٍ إعلاميٍ يدّعي أن الولايات المتحدة أو أي من شركائها في التحالف، يقدمون الدعم بأي شكل من الأشكال إلى تنظيم داعش، هو تقرير غير دقيق وعارٍ من الصحة تماماً».
وبُثت خلال الأيام الماضية مقاطع فيديو تظهر قيام طائرات وصفت بأنها أميركية، تقوم بإلقاء صندوقين خشبيين على المنطقة التي تحاصرها القوات الأمنية في قضاء بلد تخضع لسيطرة «داعش».
ميدانياً، أوضح قائد عمليات الجزيرة والبادية في محافظة الأنبار اللواء ضياء كاظم دبوس، أن قوات حرس الحدود صدت هجوماً لـ «داعش» على مخفر عنازة عند الحدود العراقية الغربية مع السعودية، وأشار إلى أن المهاجمين انطلقوا من مدينة الرطبة باتجاه المخفر الحدودي وبعد صد الهجوم عادوا أدراجهم إلى المدينة التي يسيطر عليها «داعش».