افراسيانت - ارتفعت وتيرة التهديدات الإرهابية بسيارات مفخخة في العاصمة العراقية بغداد مؤخراً، وآخر هذه الهجمات انفجار سيارة مفخخة اليوم في وسط المدينة، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل، بحسب مصادر أمنية وطبية، في وقت سجل تقدم للقوات العراقية في قضاء بيجي في محاولة لصد هجوم لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" –"داعش" على مصفاة بيجي الإستراتيجية.
وقال ضابط في الشرطة العراقية إن "أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 13 آخرين بجروح، جميعهم من المدنيين، في تفجير سيارة مفخخة قرب احد مقرات كتائب الإمام علي" في منطقة الكرادة وسط بغداد.
وتعد "كتائب الإمام علي" من أهم فصائل "الحشد الشعبي" التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية لاستعادة المناطق التي سيطر عليها "داعش" في البلاد.
وتفجير اليوم هو الثاني في منطقة الكرادة التجارية المكتظة في بغداد خلال ثلاثة أيام. فقد قتل يوم السبت الماضي 15 شخصاً على الأقل اثر تفجير سيارة مفخخة قرب مطعم في المنطقة، في هجوم تبناه "داعش".
وفي هذا الشأن، قال مسؤول محلي عراقي إن اجتماعات تجرى بين مسؤولين محليين ووزارتي الداخلية والدفاع لإعادة النظر في الخطط الأمنية المطبقة في العاصمة بعد سلسلة الهجمات التي يشنها "داعش".
وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي إن "مجلس المحافظة أجرى أمس الاثنين اجتماعاً مع وزير الداخلية محمد الغبان وبحث معه الوضع الأمني في العاصمة والخروقات الأمنية التي شهدتها على مدار الأيام الماضية، وكذلك مدى جهوزية قوات الشرطة لاستلام الملف الأمني بدلاً عن قوات وزارة الدفاع".
بدوره، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الأجهزة الأمنية في بغداد إلى "تنشيط الجهد الإستخباري لملاحقة الإرهابيين ووضع الخطط لمنع تكرار الهجمات".
ونقل بيان لمكتب العبادي تحذيره خلال زيارته مقر قيادة عمليات بغداد في العاصمة العراقية، أمس، من "مخططات الأعداء"، داعياً لبذل "مزيد من الجهد، وإعداد الخطط لمنع تكرار العمليات الإرهابية التي يحاول العدو من خلالها إيقاع الخسائر بالمواطنين الأبرياء".
وأشار البيان إلى أن "العبادي ناقش مع القيادات الأمنية والعسكرية الوضع الأمني في العاصمة والعمليات الإرهابية التي شهدتها عدد من المناطق، إضافة إلى أهمية تنشيط العمل الإستخباري لإلقاء القبض على الإرهابيين وعلى كل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن العراقيين".
إلى ذلك، حققت القوات العراقية، تقدماً في قضاء بيجي شمال العراق ضمن خطة لتأمين الطريق المؤدية إلى مصفاة نفط بيجي أكبر مصافي النفط التي يسعى تنظيم "داعش" منذ أشهر للسيطرة عليها.
وجاء التقدم بعد ساعات من وصول تعزيزات عسكرية تضم قوات من الشرطة الاتحادية ومفارز من قوات مكافحة المتفجرات، ومفازر من كتائب "جند الإمام" وقوات تابعة لرئاسة الوزراء إلى بيجي.
وقال المتحدث باسم قيادة الشرطة الاتحادية العقيد محمد البيضاني، إن "التعزيزات العسكرية التي وصلت أمس إضافة إلى القوات الأمنية المتواجدة ضمن قضاء بيجي، حققت تقدماً هذا اليوم بشن عملية عسكرية واسعة على جانبي الطريق الرابط من قرية المزرعة إلى مصفاة بيجي".
بدوره، قال قائد عمليات صلاح الدين عبد الوهاب الساعدي إن "القطعات العسكرية مستمرة بالتقدم من جنوبي المدينة نحو مركزها لغرض السيطرة عليها وصولاً إلى مصفاة بيجي في الشمال".