أنقرة تقترح مؤتمراً للسلام..والرياض ترفض دوراً لطهران .. إيران تعرض نفوذها لوقف الحرب على اليمن
افراسيانت - أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف امس الأربعاء، أن بلاده "ستستخدم كل نفوذها في المنطقة واليمن للتوسط في اتفاق سلام " ينهي الحرب التي تشنها السعودية على اليمن بغطاء إقليمي ودولي منذ ثلاثة أسابيع، في وقت برز عرض تركي اليوم باستضافة مؤتمر للسلام في اليمن في أنقرة أو الرياض.
وقال ظريف خلال مؤتمر صحافي العاصمة البرتغالية لشبونة: "نحن قوة رئيسية في المنطقة، ولدينا علاقات بكل الجماعات في مختلف الدول وسوف نستخدم ذلك لجمع كل الأطراف على طاولة المفاوضات"، موضحاً انه "لدينا نفوذ لدى كثير من الجماعات في اليمن، وليس لدى الحوثيين والشيعة فحسب."
وأضاف ظريف أن إيران "تشاورت بالفعل مع تركيا وباكستان ومع سلطنة عمان"، معيداً التشديد على أن " جهود إحلال السلام في اليمن يجب أن تبدأ بمقدمة سليمة، وهي أننا بحاجة إلى إنهاء القصف وسفك الدماء ومنع تنظيم القاعدة من الاستفادة من هذا الوضع البغيض."
وكان وزير الخارجية الإيراني طرح أمس خطة سلام من أربع نقاط لإنهاء الأزمة اليمنية، تتضمن وقفاً لإطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية وإجراء حوار داخلي وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة.
وحث ظريف على "إنهاء قصف جوي ضد شعب اليمن"، مشيراً إلى أنه "لا يكاد يوجد أي أهداف عسكرية في اليمن".
وعلقت طهران على قرار مجلس الأمن القاضي بفرض عقوبات على جماعة "أنصار الله"، إذ اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أنه "تجاهل جميع القضايا التي تتعلق بالعدوان الحاصل على اليمن"، داعیة إلى "ضرورة اعتماد نظرة واقعیة لان الخیار العسكري لن یکون حلاً، بل إن الحوار هی السبیل الوحید لحل الأزمة الیمنیة".
وتطرقت أفخم إلى المبادرة الإيرانية لوقف الحرب في اليمن، مؤكدة أن هذه المبادرة "هي الوحيدة الكفيلة لحل الأزمة".
وفي تطور جديد على صعيد المساعي الديبلوماسية لإنهاء الحرب على اليمن، أعلن رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشيك من العاصمة الروسية موسكو أن بلاده "ترغب في تنظيم مؤتمر دولي للسلام في اليمن تحضره جميع أطراف النزاع ويعقد في اسطنبول أو الرياض".
وقال تشيتشيك خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الروسية حيث يجري زيارة رسمية إن "تركيا مستعدة لاستضافة جميع الأطراف للمساعدة على حل سلمي للنزاع"، مقترحاً عقد المؤتمر "في الرياض أو اسطنبول". ولكنه أشار إلى أنه "من الضروري أن يقوم الحوثيون بإخلاء الأراضي التي سيطروا عليها وسحب قواتهم".
ولكن الرد السعودي جاء سريعاً اليوم على لسان سفير المملكة لدى الولايات المتحدة عادل الجبير الذي قال أن "لا دور لإيران في مستقبل اليمن".
وأضاف الجبير إن بلاده "ليس لديها أي طموحات خارج حدودها"، مؤكداً "تطلع المملكة وحلفائها إلى بدء العملية السياسية لنقل اليمن لوضع أفضل".
وقال الجبير خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن أن "عاصفة الحزم ليست حرباً بالوكالة، بل استجابة لطلب رئيس اليمن الشرعي"، ومتهماً الحوثيين بـ"نقض أكثر من 60 اتفاقاً خلال ثلاث سنوات".
وحول الدور الإيراني في اليمن، أكد الجبير أنه "لا يوجد دور لإيران في مستقبل اليمن"، مشيراً إلى أن "إيران قدمت السلاح للحوثيين في الماضي، أما اليوم فالحظر كامل".
وبعدما رفضت "اللجنة الثورية العليا" في صنعاء أمس قرار مجلس الأمن، داعية إلى تظاهرات حاشدة اليوم في مختلف المحافظات اليمنية، جدد القيادي في "أنصار الله" محمد البخيتي اليوم رفض الجماعة "الخضوع لقرار مجلس الأمن"، واصفاً إياه بأنه "غير عادل ولا أخلاقي ولا منطقي".
وقال البخيتي في حديث لوكالة "الأناضول" أن الجماعة "لا تنتظر خيراً من مجلس الأمن، لأن قراراته لا تبنى على أسس أخلاقية ولا حتى منطقية، بل على أساس المصالح والعداوات".
وأضاف: "القرار غير عادل، ولن ننصاع له بأي حال من الأحوال، والشعب اليمني ماضٍ في ثورته للقضاء على الإرهابيين والتكفيريين والفساد، في طريق استعادة عزة وكرامة واستقلال اليمن".
وفي وقت يزداد الوضع الإنساني في اليمن صعوبة يوماً بعد يوم، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" اليوم إن "مخزون اليمن من الغلال استقر عند نحو 860 ألف طن لدى بدء الحرب، وهي كمية تكفي لثلاثة أو أربعة أشهر".
وقال مساعد المدير العام للمنظمة لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأدنى عبد السلام ولد أحمد إن "معظم الغلال هي من القمح، لكنها تشمل أيضاً الأرز والذرة"، معرباً عن شعور المنظمة الأممية بـ"القلق البالغ من ألا يكون في مقدور هذا البلد الاستمرار في الواردات في الوقت الذي تتقلص فيه المواد الغذائية نتيجة استمرار الصراع."
(موقع السفير، أ ف ب، رويترز، "الأناضول")