افراسيانت - واشنطن - نقلت صحيفة القدس التي تصدر في رام الله , أن الفريق الأميركي المكون من صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر ومستشاره لشؤون المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات ونائبة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي دينا باول يحملون معهم اقتراحاًت لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل تنبع من رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بأن "السلام يتحقق بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي عند اقتناع الطرفين أن السلام هو في مصلحة شعبيهما في الازدهار والاستتباب" وهو الأمر الذي لم يلمسه الرئيس الأميركي من أي من الطرفين حتى هذه اللحظة بحسب مصدر مطلع على تطور إستراتيجية البيت الأبيض نحو السلام.
ويضيف المصدر "في الوقت الذي يؤمن الرئيس (ترامب) بقوة بأن الحل لا بد أن يكون شاملاً ونهائياً، وعبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين، لكنه لا يؤمن بأن إطلاق المبادرات الكبرى لاستئناف المفاوضات قبل استئنافها هو أفضل السبل، أولا لجلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات مجدداً، وثانياً، لضمان أن الطرفين سيخوضان هذه المفاوضات حتى النهاية" في إشارة غير مباشرة لامتناع الرئيس ترامب أو وزارة الخارجية الأميركية بالإعلان علناً أن هدف الولايات المتحدة في نهاية المطاف هو قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس على حدود عام 1967 "مع تبادل أراض" كما كان حال الإدارات السابقة.
يشار إلى الوفد ألأميركي وصل إسرائيل والأراضي الفلسطينية مساء الأربعاء حيث وفق ما علمت" القدس" أن الوفد (كوشنر، غرينبلات، وباول) سيلتقون الرئيس الفلسطيني في رام الله الخميس (24/8) السابعة مساءً.
يشار إلى أن البيان الذي أصدره البيت الأبيض الأسبوع الماضي بشأن الزيارة ركز على أن الرئيس ترامب يؤكد التزامه الشخصي في "تحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين من شأنه أن يبشر بعهد يسوده السلام والازدهار اقليميا".
ويضيف البيان أن ترامب يؤمن أن "استعادة الهدوء واستقرار الوضع في القدس بعد الأزمة الأخيرة في الحرم الشريف قد خلق فرصة لمتابعة المناقشات والسعي لتحقيق السلام الذي بدأ في وقت مبكر من إدارته" وأنه (ترامب) "بعد اجتماعات مختلفة بين وزير الخارجية ريكس تيلرسون وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي ومستشار الأمن القومي الجنرال إش.آر. مكماستر وكبير المستشارين جارد در كوشنر والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جيسون كرينبلات ومساعدة مستشار الأمن الوطني للشؤون الاستراتيجية دينا بأول والسفير الأميركي إلى إسرائيل ديفيد فريدمان، قرر الرئيس أن يقوم بإرسال كوشنر وغرينبلات والسيدة باول إلى المنطقة لمتابعة المناقشات مع الشركاء الإقليميين حول أفضل طريقة لدعم جهود السلام، وسيلتقوا مع القادة في السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن ومصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وقد طلب الرئيس - بحسب البيان - أن تركز هذه المناقشات على سبل التوصل إلى محادثات سلام إسرائيلية-فلسطينية جوهرية ومحاربة التطرف والوضع في غزة، بما في ذلك حول كيفية التخفيف من الأزمة هناك، وتقوية علاقاتنا مع الشركاء الإقليميين والخطوات الاقتصادية الممكن اتخاذها سواء الآن أو بعد توقيع اتفاق سلام يضمن الأمن والاستقرار والازدهار للمنطقة.
وفي حين أن المحادثات الإقليمية من شأنها أن تلعب دورا مهما، فأن الرئيس يؤكد أن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن أن يتفاوض عليه إلا بين الطرفين بشكل مباشر، وأن الولايات المتحدة ستواصل العمل عن قرب مع الطرفين لإحراز تقدم نحو تحقيق هذا الهدف.
وقد سبق للرئيس الأميركي أن أشار إلى أن التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي-فلسطيني دائم "سيكون صعب التحقيق، لكنه لا يزال متفائلا بأن السلام ممكن، ولذلك، ومن أجل تعزيز فرص السلام، يتعين على جميع الأطراف أن تشارك في خلق بيئة تفضي إلى صنع السلام مع إتاحة الوقت والمكان اللذين يحتاجان إليها الأطراف للتوصل إلى ذلك" بحسب البيان المذكور.
وقد التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الثلاثاء مع جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس ألأميركي ومع جيسون جرينبلات نائب الرئيس التنفيذى والممثل الخاص للولايات المتحدة للمفاوضات الدولية ونائب مستشار الامن القومى للاستراتيجية للرئيس دونالد ترامب دينا باول "حيث تناولت المناقشات آليات تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة واستمرار التنسيق بين البلدين، إلى جانب التطورات الإقليمية" بحسب بيان صدر عن الديوان الملكي الأردني.
وأضاف البيان "إن المحادثات ركزت على الجهود الرامية إلى دفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية الى الإمام وإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفعالة بين الجانبين على أساس حل الدولتين وهو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع".
من جهته قال مبعوث السلام السابق جورج ميتشل لشبكة سي.بي.إس الأربعاء "أن الإبقاء على الانخراط (عبر إرسال كوشنر وغرينبلات وباول) هو أمر مهم جداً، ولكن الإدارات السابقة دائماً حددت التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين على أساس حدود 67 الأمر الذي لن تفعله هذه الإدارة (إدارة ترامب)" مما يضع موقف الإدارة تجاه الحل النهائي في موضع الشك.
إلا أن الرئيس الأميركي بات مقتنعاً بأنه "يجب مناقشة الخيارات الممكنة سراً والعمل على تحقيق نتيجة ملموسة،وتجنب إطلاق مبادرات كبرى علنية قبل التأكد من إمكانية نجاحها" بحسب المصدر.
كما أنه "ينبغي أن تركز الجهود الأولية على معالجة شكوك كلا الجانبين وإثبات أن التغيير بات ممكناً، وأن من الضروري التركيز على تحسين الاقتصاد الفلسطيني والبنية التحتية وبناء المؤسسات كجزء من عملية صنع السلام".
ويضيف المصدر "الرئيس ترامب أعاد النظر في الالتزام بالطابع الثنائي للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ويعتقد أن هناك إمكانية لمشاركة البلدان العربية في المفاوضات دون مشاركة الأمم المتحدة" ولذلك قام بإرسال الوفد أولاً لحلفاء الولايات المتحدة في الخليج ومصر والأردن بحسب المصدر إلا أنه "يعتقد تماماً أن التوقيع النهائي يجب أن يتم من قبل الطرفين".