افراسيانت - طارق العبد - فصل جديد من معركة القلمون تكتب تفاصيله في الزبداني والجرود المحيطة بها، ضمن مواجهات تسعى من خلالها المجموعات المسلحة للتقدم وفتح طرق إمداد، فيما يصمم الجيش على تطويقها، تمهيداً لتشديد الحصار واستعادتها، في الوقت الذي تشهد فيه الغوطة، وتحديدا في عربين، في ريف دمشق إعادة تموضع للفصائل.
ويخفي الهدوء النسبي على الطريق الدولي بين دمشق وبيروت ضجيج المعارك التي تدور في الزبداني والجرود والتلال المحيطة بها. وتفيد آخر المعلومات عن سيطرة للجيش على بلدة معبر شمال كفير يابوس واستعادة تلة الكتيبة الصاروخية وتلة الخزان، حيث تقدمت في وقت سابق مجموعات تابعة لـ «الجيش الحر» و «الجبهة الإسلامية» و «جبهة النصرة».
وشن الجيش السوري هجوما مضاداً بعد اقتراب المسلحين من نقطة المصنع الحدودية مع لبنان، ووصل إلى تلة الوردة وتلة المريجات تمهيداً لتطويق مدينة الزبداني بالكامل، ومنع أي عمليات تطال المرتفعات المجاورة، سواء في العمق السوري أو اللبناني، بالإضافة إلى تأمين الطريق الدولي.
وأكد مصدر ميداني معارض انسحاب المسلحين من ضهور الوردة بسبب كثافة القصف، نافياً «أي تواجد للمسلحين في كفير يابوس حيث دخل الجيش». واشار الى ان «المعركة بدأت بتصدي المسلحين لكمين في الجبال الغربية للزبداني، قبل أن يتقدموا لفتح طريق إمداد في السلسلة المحاذية لسرغايا، وكذلك الجرود المطلة على وادي عنجر لبنانياً، وهي سلسلة وعرة من الصعب العمل فيها إلا من قبل أبناء المنطقة».
ويؤكد المصدر «عدم وجود أي مدنيين في المنطقة، فهم في الجبال الشرقية للزبداني، أي في بلدات بقين والمعمورة وبلودان ومضايا»، والأخيرة دخلت في اتفاق مصالحة مع الدولة.
وفي غوطة دمشق، أعلن «لواء أم القرى»، في بيان، انضمامه إلى «فيلق الرحمن». وقال مصدر ميداني معارض، لـ «السفير»، إن «الفصيل كان شارك مع فيلق الرحمن في معارك الدخانية، قبل أن يقرر الانضواء تحت رايته»، مستبعداً في الوقت ذاته أن «تكون للأمر علاقة بمسألة الهدنة التي طرحها لواء أم القرى في عربين، معقله الأساسي»، مشيراً إلى أن «الفيلق كان قبل ضمنياً الاتفاق».
غير أن بعض الأنباء تشير إلى دور خفي لـ «جبهة النصرة»، التي أصدرت بياناً هاجمت فيه «لواء أم القرى» الذي سبق وبايع «الجبهة» سابقاً، واتهمته «بالكذب حين قال إن النصرة تعرقل الاتفاق، فيما الحقيقة أن الجبهة وضعت شروطاً لفتح المعبر لم يتم الالتزام بها».
كما اتهمت «النصرة» قائد «لواء أم القرى» أبو أيمن مفيد بتفويض شخصية للتوجه إلى دمشق ومفاوضة السلطة على اتفاق في البلدة، ما دفع الجبهة لاعتقال الشخصية، فرد اللواء بمهاجمة مقرات تابعة لـ «النصرة» ونشر حواجز في عربين. ومن المحتمل أن تفتح الخطوة الأخيرة لـ «لواء أم القرى» الباب أمام مواجهة بين «النصرة» و «فيلق الرحمن» في حال استمر الأخير على موقف «أم القرى» من الهدنة، إلا إذا قررت الجبهة التهدئة في الوقت الحالي على خلفية المعارك الداخلية في الغوطة.
وفي حلب دارت اشتباكات عنيفة على المحور الشمالي الشرقي للمدينة، وسط محاولات مجموعة من المجموعات المسلحة، بينها «الجبهة الإسلامية» وفصائل محلية أخرى، التقدم نحو نقاط تمركز الجيش السوري لكسر الطوق في محيط المدينة، حيث تمكن المسلحون من السيطرة بشكل موقت على تلة المياسات المطلة على دوار البريج الاستراتيجي، إضافة إلى أسر عدد من عناصر الجيش والفصائل التي تؤازره، في حين كثف الطيران الحربي غاراته في محيط المنطقة، كما ارتفعت وتيرة القصف المدفعي.