افراسيانت - شهدت محافظة تعز وسط اليمن مظاهرات حاشدة ضد الحوثيين مع قرب انتهاء المهلة التي منحها هؤلاء للقوى السياسية في البلاد لحل أزمة الفراغ السياسي أو مواجهة رد، وصف بالثوري.
ورفع آلاف من المتظاهرين في تعز عدة مطالب منها إخراج المسلحين الحوثيين من العاصمة صنعاء والمناطق الأخرى التي سيطروا عليها وبسط نفوذ الدولة وإعادة الأسلحة المنهوبة.
وفي جنوب البلاد، قتل جندي من الجيش اليمني الثلاثاء 3 فبراير/شباط بنيران مسلحين مجهولين في محافظة شبوة، فيما يواصل مسلحون ينتمون إلى الحراك الجنوبي هجماتهم على قواعد تابعة للجيش بالمنطقة في محاولة للسيطرة عليها.
واغتال مسلحان يستقلان دراجة نارية قياديا من الحوثيين في محافظة إب وسط البلاد، فيما هاجم مسلحون من تنظيم "أنصار الشريعة" التابع للقاعدة معسكرا للقوات الخاصة في مدينة القطن بوادي حضرموت غرب البلاد، كما شن مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة عدة هجمات على مواقع في محافظة لحج أعقبتها اشتباكات، وصفت بالعنيفة مع جنود قوات الأمن الخاصة.
وفي الشأن السياسي، يعيش اليمن حالة من الترقب مع قرب انقضاء المهلة التي منحها الحوثيون لخصومهم السياسيين للاتفاق على حل لملء الفراغ الرئاسي والحكومي أو تنفيذ ما وُصف بأنه تفويض "اللجان الثورية وقيادة الثورة باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطات الدولة والمرحلة الانتقالية".
وفي هذا السياق، كشف علي العماد، أحد قادة الحوثيين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن سفراء الاتحاد الأوروبي باليمن يرفضون الخطوة التي تسعى إليها جماعته بالإعلان عن مجلس رئاسي لإدارة البلاد.
وأشار العماد إلى أن الأوروبيين "هددوا بشكل مباشر بقطع المعونات والحصار الاقتصادي والإعلامي، إذا ما اتجهنا إلى الإعلان عن مجلس رئاسي يمثل فيه الجميع".
ويسعى الحوثيون في الظرف الراهن للمحافظة على مكاسبهم العسكرية عبر تشكيل مجلس رئاسة وحكومة إنقاذ وطني، وإلى دمج تشكيلاتهم المسلحة في الجيش وتعيين قادة جدد له.
ومن هذا المنطلق برز مؤخرا خلاف صريح مع حليفهم حزب المؤتمر الشعبي العام، بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إذ يدعو الأخير وأنصاره إلى الرجوع إلى مجلس النواب للبت في استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك لتمتع حزبه بأغلبية 191 نائبا من أصل 301 ما يسمح له بالتصويت لصالح قبول الاستقالة، ومن ثم تولي رئيس مجلس النواب يحيى الراعي، المقرب من علي عبد الله صالح الرئاسة المؤقتة للبلاد، ما يمهد الطريق لعودة الرئيس السابق إلى الواجهة.
وتمكنت جماعة الحوثيين التي تأسست عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي الذي قتلته القوات الحكومية عام 2004 من تحقيق مكاسب كبيرة توجت باجتياح صنعاء في 21 سبتمبر الماضي والسيطرة على معظم المؤسسات الأمنية والعسكرية الهامة، والتمدد لاحقا إلى محافظات أخرى.
وبات الحوثيون في فترة قصيرة من الزمن اللاعب الرئيس في اليمن بعد أن كانوا قبل أحداث عام 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، جماعة محظورة وغير شرعية.
المصدر: وكالات