افراسيانت - شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أهمية إدراك الأطراف السورية المجتمعة في موسكو لضرورة التوحد في مواجهة الخطر المشترك، مؤكدا أنه أساس الحل في سوريا.
وانطلقت المباحثات بين وفدي المعارضة والحكومة السورية في موسكو الأربعاء 28 يناير/كانون الثاني بعد يومين من مشاورات المعارضة فيما بينها للخروج بموقف موحد تجاه المسائل الهامة.
وأكد سيرغي لافروف في كلمته أمام المجتمعين أن مهمة الانتقال إلى الحوار وحل المسائل الملحة المطروحة على جدول الأعمال الوطني تتطلب جهودا كبيرة واستعدادا لتقديم تنازلات متبادلة لا بد منها وإيجاد حلول وسط.
وقال لافروف مخاطبا ممثلي القوى السياسية السورية: "حسبما أفهم، كنتم تسعون خلال مناقشاتكم في موسكو إلى الانطلاق من المواقف المشتركة لجميعكم، ألا وهي وحدة وسيادة واستقلال سوريا، والطابع العلماني للدولة، وبعد ذلك الانتقال إلى مناقشة نقاط محددة خاصة بأرضية التوافق الوطني".
وتابع الوزير قائلا إن ذلك سيتطلب مفاوضات غير بسيطة تهدف إلى الاتفاق على إجراءات محددة لتعزيز الثقة بين الحكومة السورية وقوى المعارضة السياسية والمجتمع المدني، والمضي قدما في تجميد القتال بمناطق معينة، ورفع العوائق أمام توريدات المساعدات الإنسانية، وتسوية أوضاع المقاتلين الذين ألقوا السلاح والإفراج عن المعتقلين غير المتورطين في جرائم الإرهاب.
وقال وزير الخارجية الروسي إنه لا يمكن التوصل إلى حل لجميع مشاكل سوريا خلال بضعة أيام من المفاوضات.
وأكد لافروف أن موسكو تدعم عمل بعثة المندوب الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا وكذلك مبادرته.
وقال: "نرى أن هناك قدرة كبيرة في بعثة المبعوث الخاص الأممي ستافان دي ميستورا الذي يطرح عددا من المبادرات المهمة التي تتطلب طبعا التنسيق مع كافة الأطراف المعنية".
لافروف: سنرحب بجهود أي طرف تهدف إلى دعم الحوار السوري السوري
بالإضافة إلى ذلك أكد سيرغي لافروف أن الجهود التي تبذلها موسكو للتسوية شفافة تماما، وهي منفتحة على التعامل مع كل الجهات المعنية بدعم التسوية السياسية على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأشار كذلك إلى أن روسيا على اتصال دائم مع الزملاء المصريين فيما يتعلق بجهود التسوية، وسترحب بجهود أية جهات، سواء كانت دولا أو منظمات، تهدف إلى دعم الحوار السوري - السوري وتهيئة الظروف الملائمة للحوار الوطني الشامل.
وأكد أن التدخل الخارجي، سواء بشكل عمليات عسكرية أو محاولات الإملاءات السياسية باستخدام العقوبات أحادية الجانب، يقوض بيان جنيف روحا ونصا.
وأعرب لافروف عن قناعته بأن المشاركين في اللقاء التشاوري في موسكو يدركون جيدا خطورة أن تفرض على السوريين حلول خارجية تعكس أطماعا جيوسياسية غريبة.
الخارجية الروسية: هدف المباحثات هو تمكين الأطراف السورية من إنهاء سفك الدماء
وفي وقت سابق قال بيان للخارجية الروسية إن هدف المباحثات هو تمكين الأطراف السورية من إنهاء سفك الدماء بين الأشقاء ووقف معاناة الشعب السوري وتوحيد القوى لمواجهة الإرهاب والتطرف وتسوية الأزمة سياسيا مع التأكيد على أن سوريا دولة موحدة، ذات سيادة، علمانية وديمقراطية.
وكانت المعارضة وضعت على جدول أعمالها عدة نقاط لبحثها مع الحكومة منها الوضع الإنساني وإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى مناطق النزاع ووقف الاقتتال وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومواجهة التدخل الخارجي والعمل على رفع العقوبات.
وترتكز مشاورات موسكو على الحل السياسي المبني على بيان جنيف، وأطلقت روسيا على اجتماعات موسكو تسمية "منتدى" كونها ليست "حواراً" أو "مفاوضات" ولا جدول أعمال مطروحا على الطرفين لبحثه بل هو لقاء تشاوري يمهد لحوار قد يجري لاحقا في موسكو أو في دمشق، وفق ما يتفق عليه المجتمعون، وخاصة أن روسيا حريصة على أن يكون اللقاء من دون أي تدخل خارجي، وينتج عنه فقط ما يتفق عليه المجتمعون.
المصدر: وكالات