افراسيانت - دعت وزارة الخارجية الروسية كييف ومقاتلي شرق أوكرانيا إلى انتهاز الفرصة المتاحة لسحب الأسلحة من منطقة النزاع.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية الاثنين 19 يناير/كانون الثاني، "ندعو الأطراف بإصرار لانتهاز الفرصة الحقيقية المتاحة لسحب الأسلحة الفتاكة من منطقة النزاع ومنع سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين".
وأكد البيان أن ذلك هو "الأولوية المطلقة" حاليا، مشيرا إلى أن القيام بهذه الخطوة سيسمح بتعزيز الثقة وتهيئة الظروف المناسبة لتنفيذ غيرها من بنود اتفاقات مينسك.
وأشار البيان إلى أن موسكو تنصح الجانب الأوكراني بعدم استبدال العمل على تخفيف حدة الوضع العسكري في جنوب شرق أوكرانيا بالدعاية السياسية الخارجية.
وأكدت الخارجية الروسية أنه في حال استعداد كييف بالفعل لسحب الأسلحة الثقيلة بشكل متبادل وفقا لبنود مذكرة مينسك فإنه يجب القيام بالخطوات العملية العاجلة على الأرض، خاصة وأن قادة "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" قد وافقوا على الجدول الزمني لسحب الأسلحة.
وأضاف بيان الخارجية أنه يجب على المركز المشترك للمراقبة والتنسيق بالتعاون مع بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أن يضمن مراقبة عملية سحب الأسلحة الثقيلة التابعة للقوات الأوكرانية وقوات دونيتسك ولوغانسك، وكذلك المساهمة في إكمال تنسيق بعض التفاصيل التقنية إذا تطلب الأمر ذلك.
وأشار إلى أن تنفيذ ذلك يتطلب منح كييف ممثلها في المركز المشترك الصلاحيات المطلوبة.
وأكدت الخارجية الروسية في بيانها أنه وحده النهج الرامي إلى تحقيق خطوات محددة، سيسمح بتجنب خطر استئناف المواجهة المسلحة.
كاراسين: تمسك كييف بالحل العسكري للنزاع قد يحمل آثارا لا رجعة عنها للدولة الأوكرانية
بهذا الصدد، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين أن محاولات كييف حل الصراع في جنوب شرق أوكرانيا بطرق عسكرية قد يؤدي إلى تبعات لا رجعة عنها للدولة الأوكرانية.
وقال كاراسين في تصريح صحفي الاثنين 19: "أعتقد أن تمسك السلطات الأوكرانية بالحل العسكري للأزمة داخل المجتمع الأوكراني وفي كافة قضايا جنوب شرق البلاد، يعد أكبر خطأ استراتيجي، وقد يؤدي ذلك إلى آثار لا رجعة عنها للدولة الأوكرانية".
وشدد الدبلوماسي الروسي على أن "هذا الأمر غير مقبول ولا يتماشي مع مصالح أوكرانيا نفسها".
يذكر أن الكرملين أعلن الأحد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث الخميس رسالة خطية إلى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قدم فيها خطة لسحب أسلحة طرفي النزاع الثقيلة في شرق أوكرانيا.
التصعيد العسكري من تبعات فشل قمة "النورماندي"
يأتي التصعيد العسكري الراهن حول مطار دونيتسك عقب فشل عقد قمة لقادة "النورماندي" في العاصمة الكازاخستانية أستانا والتي كانت مقررة في 15 يناير/كانون الثاني.
هذه القمة كانت فرصة هامة في طريق تعزيز الهدنة السارية في أقاليم جنوب شرق البلاد بين الجيش الأوكراني وقوات الدفاع الشعبي منذ 9 ديسمبر/كانون الأول تمهيدا لتنفيذ اتفاق مينسك بشكل كامل.
يذكر أن مجموعة "النوروماندي" تضم روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا، واستمدت هذه المجموعة اسمها من أول لقاء لقادة دولها في النورماندي الواقعة شمال فرنسا في يونيو/ حزيران الماضي.
وجاء تفاقم الأزمة الأوكرانية بالتزامن أيضا مع الفشل في عقد اجتماع لمجموعة الاتصال في مينسك يوم الجمعة الماضي، ما يرجح أن سلطات كييف قررت العودة إلى خيار المغامرة العسكرية مستهدفة في هجومها مطار دونيتسك، من أجل خلط الأوراق من جديد ومحاولة إحراز مكاسب على الأرض تقوي من موقفها التفاوضي على مستوى مجموعة الاتصال وعلى مستوى مجموعة "النورماندي".