افراسيانت - قدمت موسكو، أمس، أوضح دعم لخطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لـ "تجميد القتال" في حلب، مشيرة إلى أن "التجميدات الموضعية" تطبق بنجاح في مناطق في غوطة دمشق، فيما أعلن الجيش السوري والمسلحون الأكراد عن هدنة مؤقتة بينهما في الحسكة.
إلى ذلك، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر رفيع المستوى في "الائتلاف الوطني السوري" المعارض قوله إن «اجتماع أعضاء الائتلاف في اسطنبول استقر على اختيار ثلاثة من أبرز قياداته لإجراء حوار مع هيئة التنسيق السورية في القاهرة في 22 و23 كانون الثاني الحالي». ويستهدف الحوار المزمع انعقاده في القاهرة التوصل إلى رؤى مشتركة، والتغلب على اختلافات وجهات النظر بين «الائتلاف» و «التنسيق».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن «روسيا تؤيد أفكار دي ميستورا، حول حل الصراع المسلح في سوريا، وفق مبدأ من الأصغر إلى الأكبر، ومن خلال ما يعرف بالتجميدات الموضعية».
وأضافت «روسيا تؤيد بقوة هذه البدايات، المرتكزة بشكل أساسي على محاولات حل الوضع في مدينة حلب الكبيرة. ونحن ننطلق من أن هذه الجهود تهدف لوقف العنف، وتخفيف معاناة السكان المدنيين، وعودة الناس للحياة الطبيعية».
وأشارت إلى أن «مهمة دي ميستورا الرئيسية تبقى محصورة بأفكار التوصل إلى حل الصراع الداخلي المسلح في سوريا، وفق مبدأ من الأصغر نحو الأكبر، من خلال ما يعرف بمبدأ التجميدات الموضعية».
واعتبرت وزارة الخارجية أن «الإعلان عن التوصل لهدنة 10 أيام في ضواحي مدينة كبيرة أخرى ثانية، هي حمص، يستحق الاهتمام الكبير»، مضيفة إن «السلطات السورية وعددا من قادة المجموعات المسلحة المعارضة يأملون من خلال وقف إطلاق النار، التوصل إلى شروط تجميد الصراع بشكل دائم في منطقة الوعر، المنطقة الأخيرة المتبقية تحت سيطرة المعارضة المسلحة في المدينة، والمهم كذلك أن منطقة الوعر بدأت بتلقي المواد الغذائية من خلال وكالات الأمم المتحدة».
وذكرت بأن «مبدأ تنفيذ التجميد الموضعي يطبق بنجاح في منطقة الغوطة الشرقية لمدينة دمشق، حيث تمكنت السلطات من إبعاد حوالي ألفي شخص عن مناطق الأعمال العسكرية، وتنظيم وضع حوالي 450 شخصا من أفراد المجموعات المسلحة المعارضة، الذين اتخذوا قراراً بالتخلي عن الممارسات المسلحة». وتابعت «نرى أن التجربة التي ستتراكم نتيجة مثل هذه التجميدات، ستكون مفيدة جداً، والطرق المستخدمة لحل أوضاع صعبة بهدف وقف العنف، يمكن أن يتم استخدامها في حلب».
ميدانيا، توصل الجيش السوري و «وحدات حماية الشعب الكردي» في مدينة الحسكة إلى هدنة مؤقتة، بعد اشتباكات دامت يومين، راح ضحيتها حوالي 20 شخصا من مقاتلي الطرفين والمدنيين.
وقال ناشطون إن وفداً أمنياً سورياً وصل إلى الحسكة ليل أمس، وطلب تثبيت هدنة مؤقتة، بالاتفاق مع قيادات لجان الحماية، خصوصا وأن جانباً من المعارك كان يجري بين لجان الدفاع الوطني بشكل أساسي والوحدات الكردية.
وعقد الجانبان بحضور محافظ الحسكة ووجهاء دينيين ومدنيين اجتماعاً، تم خلاله الاتفاق على هدنة 24 ساعة قابلة للتمديد إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي.
وقال سكان من الحسكة أمس إن الأفران عادت للعمل في المدينة، وأن هدوءا يسودها. وتردد أن حصيلة الاشتباكات كانت ستة قتلى من الأكراد ومدنيين على الأقل، فيما تحدثت مصادر كردية عن مقتل ثمانية مقاتلين من الدفاع الوطني.
ونشبت المعارك بين الطرفين بسبب الخلاف على حاجز عسكري، وهي المرة الثانية التي يصل فيها مستوى التوتر إلى الاشتباك الناري. ويقتسم الطرفان بالاتفاق السيطرة على مدينة الحكسة، وتتواجد قوات منفصلة من الجيش ولجان الحماية في مدن أخرى مثل القامشلي ومناطق عدة في الشمال الشرقي.
من جهة ثانية، استعاد المقاتلون الأكراد السيطرة على هضبة مشتى نور الإستراتيجية في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» عليها.
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى أن «المقاتلين الأكراد استطاعوا بذلك السيطرة بالنار على طرق إمدادات «داعش» من حلب والرقة، بالإضافة للسيطرة النارية على كامل عين العرب، بما فيها الجزء الشرقي والجنوبي الشرقي، الذي لا يزال تحت سيطرة عناصر الدولة الإسلامية، ويشكل نحو 15 في المئة من مساحة المدينة».