واشنطن - افراسيانت - قال السيناتور الأميركي عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، أن إسرائيل تستخدم القوة المفرطة في قمع المظاهرات السلمية في غزة التي انطلقت يوم 31 آذار الماضي تحت شعار "مسيرات العودة".
وجاء ذلك خلال خطابه في اليوم الثاني لمؤتمر المنظمة اليهودية الأميركية الليبرالية "جي ستريت"
وقال ساندرز، وهو أميركي يهودي الديانة، الاثنين، "إن وجود أعضاء من حركة حماس بين حشد من عشرات الآلاف المشاركين في المسيرات لا يبرر مستوى العنف الذي رأيناه ، وبصراحة من المدهش بالنسبة لي أن يجد أي شخص هذه النقطة مثيرة للجدل: لقد أدنت (في السابق) استخدام حماس للعنف الإرهابي وسأستمر في فعل ذلك، ولكن ذلك لا يمكن أن يبرر إطلاق النار على المحتجين العزل ، ولا يمكن أن يعفي احتجاز حوالي مليوني شخص داخل غزة" تحت الحصار.
كما انتقد ساندرز الذي يحظى بشعبية عالية لدى الشباب الليبراليين في الولايات المتحدة أن "السياسات الرجعية لرئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو" وانتقد بشدة "الحصار اللاانساني على غزة" مطالباً برفعه ومحذرا من تداعيات الوضع الإنساني المنهار في غزة. كما طالب دولا أخرى القيام بواجبها الإنساني تجاه المواطنين الفلسطينيين ذاكراً بالتحديد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي زار الولايات المتحدة مؤخرا.
كما ندد ساندرز بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل محذرا أن ذلك يعقد ويعرقل عملية السلام.
واستمر ساندرز في مناقشة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأوسع ، معربا عن قلقه بشأن مستقبل حل الدولتين. وحسب ساندرز ، فإن وضع حد للاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية "يصب في مصلحة الأميركيين والإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة برمتها، ولكن يبدو أن رئيس الوزراء نتنياهو وحلفائه يستعدون لمستقبل مختلف ، تسيطر فيه إسرائيل على كامل المنطقة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن إلى الأبد".
وكان سفير مفوضية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط قد خاطب المؤتمر الذي شارك به قرابة 2000 شخص مؤكداً أن الأغلبية بين اليهود الأميركيين يؤيدون حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والتخلص من الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، مذكرا الحضور "قبل خمس سنوات ، قلت أنا في مؤتمركم إن السلام يمنحكم فرصة وأنتم تمنحوننا الأمل وأن المستقبل لا يتم رسمه من قبل أولئك الذين يشاهدونه فقط ولكن من قبل أولئك الذين يقررون عن طيب خاطر تأليفه، وفي هذه القاعة، أرى آلاف تعمل من أجل مستقبل يفي برؤيتنا المشتركة والتزامنا بالسلام والعدالة".
كما ذكر الحاضرين أن الفلسطينيين اعترفوا بدولة إسرائيل على 78٪ من فلسطين التاريخية ، ووقعنا اتفاقات أوسلو للسلام لتحقيق تلك الرؤية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، ولإقامة دولة مستقلة ذات سيادة ، معترف بها؛ الدولة المستقلة على 22% من أرضنا التاريخية، الدولة الفلسطينية التي هي ليست مطلبا فلسطينيا بل هي تنازل فلسطيني "ونحن عملنا مع العالم العربي لنقدم لإسرائيل مبادرة السلام العربية التي تبنتها الدول العربية الـ22 والعالم الإسلامي كله في عام 2002 وتأكدت في القمة العربية في السعودية بالأمس فقط".
وقال زملط أن الفلسطينيين "يصرون على اللاءات التالية ونقولها بصوت واضح لا لبس فيه : أولا، لا لإعادة تعريف ما يعنيه حل الدولتين؛ لا للدولة الناقصة؛ لا لدولة مؤقتة؛ لا لدولة تقام على أقل من حدود عام 1967 ، ولا دولة بدون القدس الشرقية عاصمة لها.؛ ولا دولة دون حل قضايا اللاجئين؛ لا دولة بدون غزة أو في غزة وحدها؛ ولا لدولة يظل فيها جندي إسرائيلي واحد".
وأضاف زملط "لا لقرار الإدارة الأميركية بشأن القدس. رفضنا ذلك ونرفضه الآن. لأن هذا القرار لا يساعد قضية السلام لأن القدس هي مفتاح السلام وقلب حل الدولتين. هذا القرار لا ينصف الواقع ، وتاريخ وهوية مدينة القدس القديمة هي المدينة المقدسة لجميع المؤمنين بالله الواحد ، ولجميع أبنائه ، مفتوحة ، تتسم بالتعايش والتسامح والشمولية؛ الحقيقة هي أن القدس يتقاسمها مئات الآلاف من الناس. إن الشعب الفلسطيني في القدس الشرقية أكثر تحديا لحماية مدينتهم ومعهم شعبهم والأغلبية العظمى من العالم. إذا كان الواقع هو مسألة ملكية ، فإن شعبنا في القدس يمتلك بيوتهم ومتاجرهم ، وما زالوا يعبدون في أماكنهم المقدسة".
وشدد زملط "لا لاستهداف الأونروا كطريقة لتقويض حقوق اللاجئين الفلسطينيين. قطع المعونة للأونروا لا ينهي قضية اللاجئين الفلسطينيين كما يعتقد نتنياهو ، بل يجعلها أكثر إلحاحا فقط. كما شهدتم في الأسابيع القليلة الماضية ، يقوم اللاجئون الفلسطينيون (في قطاع غزة) بتعبئة وطنية وإقليمية ويطالبون بحقوقهم الطبيعية والمعترف بها دوليا" ولذك فإن "كل هذه القرارات الأحادية لا تغير ولن تغير وضع القدس أو اللاجئين أو الحقوق التاريخية والشرعية للشعب الفلسطيني، وأن الوضع الوحيد الذي تغير هو وضع الولايات المتحدة كوسيط نزيه".
وأكد زملط أنه "منذ عام 1988 ، حافظنا على وعودنا والتزاماتنا واستثماراتنا التي لا هوادة فيها والجهود المبذولة لتحقيق حل الدولتين؛ بقينا على طاولة المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة لمدة 26 سنة؛ لم نتوقف أبدًا على الرغم من عدم فعالية الولايات المتحدة في لعب دور الوسيط المحايد، ومع ذلك ، في 6 كانون الأول 2017 ، نكثت الإدارة الأميركية بوعودها والتزاماتها كما هو منصوص عليه منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 ".
وقال "دعونا نوضح السجل هنا. لن يكون هناك حلا دون القدس وحل قضية اللاجئين وجميع قضايا الوضع النهائي الأخرى عليه؛ لن يجلس أي فلسطيني على طاولة كهذه " ، معتبراً أن الهجوم على آفاق السلام في الآونة الأخيرة ليس سبباً للتخلي عن طموحاتنا ورؤيتنا بل للدفاع عنها.
وقال "هنا نقول نعم لسلام عادل كريم ، نعم لحل الدولتين على حدود 1967 ، نعم للأسرة الدولية وللقانون الدولي والقرارات الدولية؛ نعم للاعنف ؛ نعم لدولتين سياديتين (فلسطين وإسرائيل) تحكمتن بالديمقراطية والمساواة ؛ نعم لعملية سلام حقيقية وذات مغزى".
وأشار زملط في كلمته إلى أن الطرف الفلسطيني لا يعلم تطورات "عملية السلام" التي تتحدث عنها الإدارة الأميركية حيث أنها تمارس ذبك بشكل أحادي.
وتحدث أيضا السيناتور عن ولاية هاواي براين سكاتز، وهو يهودي أميركي مندداً بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل دون الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
كما تحدث للمؤتمر السيناتور من ولاية ميريلاند بن كاردن المعروف بتأييده المطلق للوبي الإسرائيلي إيباك ، ولكنه طالب بحل الدولتين.
كما شارك في المؤتمرالعشرات من أعضاء الكونغرس من الحزب الديموقراطي.