افراسيانت - إيهاب نافع - اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي على تكثيف التعاون بين أجهزة الأمن في البلدين للبحث عن المتورطين في العملية الإرهابية على متن الطائرة الروسية المنكوبة.

السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أكد أن الرئيسين توافقا خلال اتصال هاتفي على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة الإرهاب، خاصة وأن المرحلة الحالية تفرض أكثر من أي وقت مضى أهمية تضافر جهود البلدين عبر مقاربة دولية شاملة تضمن اتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة ضد قوى التطرف والإرهاب التي باتت تستهدف كل دول العالم من دون تفريق.

السيسي: نتفهم آلام الشعب الروسي وسنواصل الجهود لكشف ملابسات الحادث

وأعرب الرئيس السيسي عن تفهم مصر وشعبها للألم الذي يشعر به الشعب الروسي الصديق جراء حادث الطائرة الروسية المنكوبة، منوها بالتعاون الذي تبديه السلطات المصرية مع موسكو في كل مراحل التحقيق للوقوف على الملابسات والتفاصيل التي تحيط بهذا الحادث.

مصر تتعهد بالتعاون مع روسيا لضبط الجناة "حال ثبوت تفجيرها"

الاتصال بين الزعيمين سبقه رد رسمي لمصر على إعلان روسيا تحطم طائرتها المنكوبة في سيناء في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي نتيجة عمل إرهابي، إذ أكد رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل في مؤتمر صحفي عقد بشرم الشيخ أن الحكومة أحيطت علما بنتائج التحقيقات التي قامت بها السلطات الروسية المعنية والتي شارك فيها فريق البحث الجنائي التابع لوزارة الطوارئ الروسية، وأنه سيجري فور ورود تلك المعلومات تضمينها في عملية التحقيق الشاملة التي تقوم بها لجنة التحقيق المشكلة من جميع الأطراف الدولية المعنية بالحادث، تمهيدا لاتخاذ اللازم وفقا للقواعد الدولية الخاصة بالتحقيقات في حوادث الطيران لاستكمال الإجراءات اللازمة.

وزير الداخلية المصري ينفى توقيف موظفين بمطار شرم الشيخ

المؤتمر الصحفي شهد كذلك نفيا رسميا من وزير الداخلية، اللواء مجدى عبدالغفار، لما أذاعته وكالة "رويترز" للأنباء بشأن توقيف مصر لموظفين إثنين بمطار شرم الشيخ للاشتباه بضلوعهما في الحادث، كما نفى وزير الطيران المدني حسام كمال تبليغ مصر ولجنة التحقيق في الحادث حتى الآن بالنتائج الرسمية للتحقيقات الروسية.

سامح شكري: الحديث عن وجود قنبلة متروك للتحقيقات.. ولندن وواشنطن لم تمدانا بمعلومات

من جهته أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري موقف القاهرة الرافض لاستباق التحقيقات، وأن الحديث عن وجود قنبلة متروك لفريق التحقيق، ولكن يجري أخذ كل الأمور بعين الاعتبار ولا يتم استبعاد أي شيء، ولذلك جرى تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ، وتم النظر في كل ما نشرته وسائل الإعلام حول فرضيات سقوط الطائرة وعلاقتها بالإرهاب.. مشيرا الى ان واشنطن ولندن لم تمدانا بأية معلومات استخباراتية تفيد التحقيق، كما فعلتا مع روسيا.

روسيا تعلن تعقبها للجناة وتدعو مجلس الأمن لتشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب

الإعلان الروسي عن تفجير الطائرة المنكوبة وإعلان تعقب الجناة ومعاقبتهم أينما كانوا، ووضع مكافأة مالية قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن الجناة، وتفعيل استراتيجية روسية أكثر قوة في مواجهة "داعش" في سوريا، وما تلا ذلك من تأكيد التنسيق مع الجانب الفرنسي في الضربات الموجهة لداعش، ومطالبة روسيا مجلس الأمن بإقرار تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب.. كلها تطورات أثارت ردود فعل عديدة داخل المجتمع المصري حكومة ومفكرين وخبراء .

خالد صلاح : مصر وضعت نتائج التحقيقات الروسية في عين الاعتبار.. لكنها لم تعترف بها

من جانبه اعتبر رئيس تحرير موقع وجريدة "اليوم السابع" خالد صلاح أن البيان الروسي يؤثر على شرم الشيخ وسمعة المطارات المصرية، وانتقد في الوقت نفسه تأخر الرد من قِبَل الحكومة، معتبرا أن صياغة الرد المصري على البيان الروسي لا تؤكد المعلومة التي توصلت إليها موسكو، ولكن تضع الأمور في عين الاعتبار، داعياً الحكومة إلى عدم الخوف من ردود الفعل العالمية حال ثبوت اسقاط الطائرة بفعل عمل إرهابي، لأن الإرهاب ظاهرة عالمية، وما حدث في المطارات الأمريكية في أحداث 11 سبتمبر، وما جرى مؤخرا في باريس من أعمال إرهابية يؤكد هذا الأمر، والأجدى بمصر أن تتعامل مع فكرة التفجير الإرهابي على أنه احتمال وارد وبقوة واستنفار العالم للوقوف بجوار مصر في محاربة هذه الآفة التي تستهدف الجميع.

الشعب المصري يتخوف من نجاح الغرب في خلق الوقيعة بين مصر وروسيا

المجتمع المصري لايزال يدرك خطورة المرحلة ويشعر بالألم بسبب كارثة الطائرة المنكوبة ويتعاطف مع ردود الفعل الروسية، لكن غالب حديث المصريين يأمل في أن تنعكس التحديات الراهنة صلابة وقوة في العلاقات بين البلدين في مواجهة الإرهاب.. إذ أن من يحاول خلق الوقيعة بين مصر وروسيا هو من يمثل قوى الغطرسة الحاكمة للعالم التي تريد تحقيق مصالحها وحدها والإبقاء على دوران الأرض في فلك أوحد يكره كل من نازعه سطوته ونفوذه في كل مكان على وجه الأرض، وفي القلب منه منطقة الشرق الأوسط.