افراسيانت - كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقرير لها قبل ايام، عن أن الولايات المتحدة أمدت “فصائل المعارضة المعتدلة” بسوريا، بصواريخ BGM-71 TOW الأمريكية الصنع، بموجب برنامج سري لمدة عامين تم تنسيقه بين الولايات المتحدة وحلفائها للمساعدة في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتقول ، إن مع دخول روسيا الآن ساحة الحرب لدعم الحكومة السورية في مواجهة هذه الجماعات، فإن الأسلحة الأمريكية تلعب دورا أعظم كثيرا مما كان مقررا لها عندما تم إرسالها قبل عامين. مضيفة أنها كانت سببا للمكاسب التي حققتها “جماعات التمرد” شمال غرب سوريا.
وفى الأيام الأخيرة الماضية، استخدم الجماعات المناهضة للرئيس الأسد لتحقيق نجاح كبير في مواجهة الضربات الروسية في سوريا والتي تستهدف داعش وغيره من “التنظيمات المتطرفة”، حسب الصحيفة الأمريكية.
وزعم مصطفى موراتي، قائد جماعة “العزة”، أن جماعته إستطاعت تدمير 7 دبابات ومدرعات مصفحة، روسية الصنع، من الجيش السوري النظامي.
وأضاف أنهم بانتظار مزيد من الصواريخ، مشيرا إلى أنهم تلقوا المزيد عقب الإنتشار العسكري الروسي، الأسبوع الماضي، لكن داعمي “المتمردين” من الدول الأخرى وعدوا بمدهم بالمزيد.
اذن .. من اين سياتي المزيد؟
هنا لابد من التذكير بان وزير الخارجية الامريكي جون كيري ، كان قد صرح في مقابلة له مع "msnbc " بان الارهابيون في سوريا سيحصلون على صواريخ محمولة ومضادة للطيران ، ولا بد من التذكير ليضا بان امريكا القت بحوالي خمسون طنا من الاسلحة قبل ايام فوق الاراضي السورية زاعمة ان هذه الاسلحة للمعارضة التي تسميها المعتدلة ، رغم ان تجربتها السابقة تؤكد ان مثل هذه الاسلحة تقع عاجلا ام آجلا بايدي الارهابيين التي تدعي ايضا محاربتهم.
لقد سبق وان اشار روبرت فورد، الذي عمل مبعوثا للولايات المتحدة في سوريا عندما بدأ برنامج تسليح المعارضة، أنه على علم باستيلاء جبهة النصرة على صواريخ TOW، غير أنه يقلل من هذا الأمر مشيرا إلى أنه تم إطلاق العشرات والعشرات من قبل جماعات التمرد المعتدلة، حسب وصفه.
الولايات المتحدة الامريكية لن تتوانى في ارسال الاسلحة الى سوريا الان بزعم دعم المعارضة الموالية لها ، بما في ذلك الصواريخ المحمولة والمضادة للطائرات بعد عاصفة السوخوي الروسية التي تحقق نجاحات كبرى في عملها ضد الارهابيين.
لكنها بالطبع ، لن تغامر بارسال مثل هذه الصواريخ من ترسانتها العسكرية ، وانما ستلتف على الامر لتحصل عليها من مصادر اخرى وستكون اوكرانيا التي تمتلك مثل هذه الصواريخ " وهي بالمناسبة صواريخ سوفياتية الصنع " مصدرا لها ، وهي تعلم انها يمكن ان تشتريها بالمال في بلد لا يمانع مسؤولوه في الحصول على المال بعد ان سلموا كل البلد الى امريكا وحلفاؤها.
تصريح جون كيري والذي ورد بتاريخ 29/9 الماضي كان واضحا وفجا يؤكد كيف تلجأ الولايات المتحدة الى سياسة ازدواجية المعايير ، فقد سبق وان اعترفت بفشل برنامجها سواء لتدريب المعارضة او تسليحها ، وان جهودها لم تسفر سوى عن التحاق من دربتهم الى صفوف من تصنفهم بالارهابيين بكامل اسلحتهم .
فهل ستخوض امريكا حربا بالوكالة من خلال من تسميهم المعارضة على الارض السورية.