افراسيانت - بقلم: وفيق زنداح - قبل ساعات من نهاية العام وبدء عام جديد ....لا زال المشهد الفلسطيني علي حاله بكل عناوينه وتفاصيله وازماته والتي لم تعد خافيه علي أحد ...أننا نواجه العديد من الازمات منها من هو داخلي علي صعيد استمرار حالة الانقسام والتشرذم في ظل المناكفات السياسية والاعلامية... ومحاولة خلط الاوراق والتعامل مع النتائج دون معالجة الاسباب ...في ظل غياب ترتيب الاولويات... وواقع القضية الفلسطينية وما تحققه من نقاط ايجابية علي الساحة الدولية ...الا أن هذا التراجع الداخلي وعدم القدرة علي اتمام المصالحة ...وايجاد الحلول لكافة الملفات التي لازالت عالقة ولم تجد طريقها الي الحل... في ظل غياب الارادة السياسية واستمرار النوايا غير الحسنة وفقدان الثقة ...مما عكر الاجواء حتي مع قدوم وزراء حكومة التوافق والعديد من المختصين بالشأن الحكومي في ظل اضرابات للموظفين التابعين للحكومة المقالة وعدم التعاطي بإيجابية في ظل استمرار هذه الاضرابات والاعتصامات والمطالبات ...مما وضع حكومة التوافق أمام أعباء كبيرة وقضايا متشابكة تخرج عن اطار القضايا الادارية والفنية ...لتعود الي مربع الجهد السياسي المطلوب والغائب ما بين القطبين الاكبر حركتي حماس وفتح .
استمرار المشهد في قطاع غزة في ظل حكومة التوافق التي لم تتسلم مهامها بشكل كامل... يضع مجمل القضايا أمام مفترق طرق وأهمها قضية الاعمار والمعابر وعملية دمج الوزارات والمؤسسات وبداية صفحة جديدة للعمل الحكومي المنظم والمنتظم بخدمة المواطنين وتسهيل أمورهم الحياتية بعيدا عن التجاذبات السياسية والمناكفات الاعلامية والتي تزيد من الأزمة ولا توفر فرص الحل لها .
المحصلة النهائية لهذا العام الذي سيغادرنا وبدء عام جديد واذا ما استمر حالنا علي ما نحن عليه... يجب ان تتكاتف الجهود لايجاد السبل والطرق للخروج من هذه الأزمة والتخفيف عن سكان القطاع الذين يعانون ويلات وكوارث الحرب الماضية في ظل ألاف الاسر المشردة وفي واقع ظروف قهرية ومأساوية تعيشها عشرات الالاف من الاسر وعدم امتلاكهم لقوت يومهم ودمار منازلهم... وبطالة متفشية .. وعشرات الالاف من الخريجين الجامعيين الذين بنوا أمال كبيرة علي المصالحة وتشكيل حكومة التوافق حتي تتوفر فرص عمل جديدة ....لنجد أنفسنا أمام معضلات قائمة لا نجد لها حلول بالمدي القريب في ظل استمرار المواقف علي ما هي عليه .
المشهد السياسي الفلسطيني لم ينصدم بالموقف الامريكي وعدم القدرة علي تمرير القرار العربي الفلسطيني وحتي ولو مرة وتم الموافقة عليه من 9 أعضاء لكان الفيتو الامريكي بانتظاره ...لكن أمريكا استخدمت نفوذها ومارست ضغوطاتها حتي لا يصل القرار الي مرحلة استخدام الفيتو في ظل تحالفها ضد الارهاب .
المشهد العربي وخاصة الدول التي تعاني من الارهاب والجماعات التكفيرية لا زالت علي حالها في كل من سوريا وليبيا والعراق وحتي اليمن ...كما تشهد الساحة المصرية استقرارا اكبر... وفعلا ملموسا ...علي صعيد المشاريع التنموية الاستراتيجية وتحسين الاداء الحكومي وبناء العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية وفتح افاق لعلاقات استراتيجية ليس أخرها زيارة الرئيس السيسي للصين الشعبية وتوقيع عشرات الاتفاقيات بكافة المجالات والتي كانت الزيارة الابرز والاكثر أهمية للرئيس المصري اقتصاديا وسياسيا تمهيدا للمؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في شهر مارس القادم والذي سيشكل بحضور العديد من الدول ورجال الاعمال والمستثمرين نقلة نوعية علي الصعيد الاستثماري والتنموي .
تونس الخضراء وقد أسقطت النهضة... لترفع نداء تونس الي كرسي الحكم بعد انتخابات ديمقراطية أثبت من خلالها التونسيين قدرتهم الكبيرة علي معالجة خلافاتهم الداخلية بروح الوطنية والديمقراطية مما اكسبهم احترام الجميع . ونحن نقترب بعد ساعات من نهاية العام لنبدأ عام جديد ...لا نمتلك الا الدعاء الي الله عز وجل أن يحفظ شعبنا وقيادته الشرعية وكافة فصائل العمل الوطني والاسلامي بما فيه خير شعبنا وقضيتنا ..وأن يستفاد من تجربة العام للتقييم والتقويم والتصويب ...وأن يستفاد من التجربة والاستخلاصات الخاصة بكل جهة حتي نتمكن من توفير المناخ الوطني الوحدوي الذي يمكن من خلاله أن ننجح في مهامنا الوطنية وأن نتخلص من هذا العدو المحتل والمتربص بنا ...وان نحافظ علي هويتنا الوطنية وقدسنا ..وأن لا نوفر الفرصة للمزيد من الخلاف والاختلاف . كل التهنئة لكافة الاخوة الاعلاميين والكتاب وكافة المساهمين بالعمل الاعلامي وأخص كافة المواقع الاخبارية والاذاعات المحلية .
وكل التهنئة لأمتنا العربية والاسلامية الذين يقفون معنا ويساندون قضيتنا .. وتمنياتنا لهم جميعا بالتقدم والاستقرار والازدهار .
كل التهنئة للأخوة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بذكري الانطلاقة الخمسين متمنيا من الله عز وجل أن يحفظ هذه الحركة الوطنية العملاقة ..وأن يزيد من محبة الجماهير لها ..وأن يمكنها من تحقيق المشروع الوطني بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .
كلمة أخيرة في هذا العام ..... يجب أن نعيد صياغة المواقف ... وان نرتب الاولويات ... بعد احداث المزيد من المراجعات ... لأن محصلة العام كما الاعوام السابقة وللأسف الشديد فاننا نتراجع ولا نتقدم ... مع أننا نمتلك من الخبرات والأفكار والتجربة الطويلة ... ما يمكننا من استخلاص العبر والدروس واحداث التقييم الشامل لمجريات أوضاعنا ... وحتي لا نستمر في اهدار طاقتنا ووقتنا في قضايا جانبية لا علاقة لها بتحسين أوضاع شعبنا ... كما ليس لها علاقة بتحرير وبناء الوطن .