افراسيانت - اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، مع رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، ذي الدور التاريخي في التحالف مع أمريكا لاجتياح العراق عام 2003، رفقة جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السياسي السابق لشؤون الشرق الأوسط.
تناول الاجتماع ملفّات «اليوم التالي» على سيطرة إسرائيل على القطاع، وناقش، كما أوضح موقع «إكسيوس» الأمريكي، «أفكارا لكيفية حكم غزة من دون وجود حماس في السلطة».
كانت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية قد سلّطت الضوء، الشهر الماضي، على تورط المؤسسة الاستشارية التابعة لبلير في المشاورات المتعلقة بـ«ريفييرا غزة» وهي مشاريع عمرانية وسياحية واقتصادية تخيّلها ترامب لاستعمار سواحل قطاع غزة بعد إخلائه من سكانه!
أوضحت وسائل إعلام وجود تنسيق بين «معهد توني بلير» في لندن الذي شارك في تطوير خطة ما بعد الحرب، ومجموعة من المستثمرين الإسرائيليين في شركة «بوسطن كونسالتنغ» الأمريكية التي لعبت دورا رئيسيا في تأسيس ما يسمى «مؤسسة غزة الإنسانية».
أما العنوان الذي وضعه «معهد توني بلير» للخطة وكان: «الثقة العظيمة: من وكيل إيراني مدمّر إلى حليف إبراهيمي مزدهر» فيفسّر أهمية وجود كوشنر الذي كان مهندس «صفقة القرن» و«الاتفاقات الإبراهيمية» للتطبيع العربي مع إسرائيل، كما كان وراء فكرة «ريفييرا غزة».
يقدّم اللقاء المذكور، وترابطه مع رجال الأعمال الإسرائيليين والأمريكيين من رعاة «مؤسسة غزة الإنسانية» إضاءة على الطرق التي تنجدل فيها خطط الإبادة والتطهير العرقي مع نوع خاص من البشر، على شاكلة ترامب وبلير وكوشنر، وهم الساسة الذين يحوّلون خطط التطهير العرقي وسحق البشر إلى عروض «بور بوينت» وتغيير صفة «يوم القيامة» الجحيمي الذي يعيشه الغزيون إلى «اليوم التالي على القضاء على حماس» وتحويل الدماء والعظام المطحونة لأطفال ونساء ورجال غزة إلى أموال طائلة في المصارف.
حسب الأخبار فإن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سيكون موجودا بالتزامن مع الاجتماع الذي يعقده ترامب مع بلير وكوشنر، ورغم أن خطة بلير تم عرضها، كما ذُكر، على «عدد من الحكومات والجهات في الشرق الأوسط» فما يبدو عليه الأمر أن تلك الحكومات والجهات سيقتصر دورها على تلقّي ما يتفق عليه رجال الأعمال/ الساسة الأمريكيون والإسرائيليون والبريطانيون.
يضيف إلغاء الخارجية الأمريكية لتأشيرات دخول أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية إلى الولايات المتحدة (وبالتالي منع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من السفر إلى نيويورك لإلقاء خطاب في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة) بعدا آخر على الخطط الأمريكية ـ الإسرائيلية يتجاوز موضوع «اليوم التالي» في غزة، إلى «اليوم التالي» على المشروع السياسي الفلسطيني برمّته، استعدادا، كما يظهر، لتضمين خطط نتنياهو وشركاه في «تشكيل الشرق الأوسط» كما يسميها، بما فيه ضم الضفة الغربية وإنهاء السلطة الفلسطينية وتوسيع التطهير العرقي ليشمل جميع الفلسطينيين.