المياه تحتل الاولوية في حروب المستقبل..!!

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


افراسيانت - مع تزايد عدد سكان العالم وتفاقم ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، يتراجع منسوب المياه العذبة أيضا، ما يفاقم مشكلة شح المياه ويهدد بنشوب حروب مستقبلا. فهل يمكن تدارك الأمر وإيجاد حلول وإبعاد شبح حروب المياه؟


في وقت سابق من هذا العام، قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس: "لسنوات، حاربنا من أجل النفط، لكن وخلال وقت قصير، سنحارب من أجل الحصول على المياه".


تغطي المياه أكثر من 70 بالمائة من مساحة الأرض، لكن هذا لا يعني بأن مياه الشرب متوفرة بكثرة. إذ فقط 2,5 بالمائة من المياه على سطح الأرض صالحة للشرب، وهو أمر مثير للقلق. وعندما نتحدث عن مواردنا المحدودة للمياه فإن المياه العذبة تشكل 3 بالمائة فقط من المياه على الأرض. وتشكل المناطق الجليدية والأنهار المتجمدة أغلب مصادر المياه العذبة، مما يجعل ما هو متاح أقل من واحد بالمائة وهو ما يمكن استخدامه للشرب والزراعة.


ومع زيادة عدد سكان الأرض، أصبح العالم في حاجة لمزيد من مصادر المياه للزراعة وإطعام الملايين حول العالم. ما زاد من صعوبة الأزمة، هو تزايد تلوث كميات المياه المتاحة للبشر سواء عن طريق الأسمدة أو التلوث الصناعي أو حتى الإفراط في استخدام المياه، مما يتسبب في انخفاض مياه الخزانات الجوفية في المدن المكتظة.


كل هذه الأمور قد تدفع البشر في نهاية المطاف إلى الحروب للحصول على المياه الصالحة للشرب التي يبدو أنها آخذة في التناقص. حتى إذا تم التعاطي مع ظروف الطقس السيئة الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي، فإن الوضع لا يزال مخيفا.


ففي الوقت الذي تعاني فيه بعض المناطق من فيضانات، تقترب مناطق أخرى من هاوية الجفاف. على سبيل المثال، تعاني 85 بالمائة من مساحة ولاية كاليفورنيا الأمريكية من جفاف خطير واستثنائي وباتت مدن ومناطق زراعية تعاني من نقص المياه. ونظرا لأن مناطق كثيرة تشهد هطولا متفاوتا للأمطار وبطريقة لا يمكن التنبؤ بها، فقد بات الأمر ينذر بوقوع مجاعة أو خروج الأمور عن نطاق السيطرة.


وفيما أودت الفيضانات بحياة أكثر من مائتي شخص في ألمانيا، يتوقع أن تشهد العقود المقبلة توترات وسوء تغذية بسبب ندرة المياه في المناطق القاحلة، ما سيؤدي إلى نزوح جماعي وسيفاقم هذا من خطورة الصراع المناخي خاصة في إفريقيا. وفي هذا الصدد، فإن كامالا هاريس محقة في تحذيرها من نشوب حروب المياه في المستقبل.


وإزاء ذلك، أين يكمن الحل؟ يقول الكثيرون إن الحل يكمن في الشواطئ أي تحلية مياه المحيطات والأنهار المتوفرة على سطح الأرض لنحل مشكلة نقص المياه ونتجنب شبح حروب المياه. بيد أن التحلية تأتي أيضا بمشاكل كبيرة. ففي مقدمة ذلك، يتطلب استخراج الملح من الماء طاقة مكثفة مما يعني أن العملية تزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي ساعدت في تغذية ندرة المياه في المقام الأول. ومثل مياه الأمطار، فإن محطات تحلية المياه باهظة الثمن وهي موزعة على نحو غير متساو. إذ إن نصف محطات تحلية المياه في العالم والبالغ عددها قرابة 20 ألفا تقع في بلدان الخليج الغنية بالنفط فيما تخدم غالبية هذه المحطات بلدان ذات دخول مرتفعة.


فعلى سبيل المثال في إفريقيا حيث يعاني شخص من كل ثلاثة أشخاص من انعدام الأمن المائي بشكل كبير، في المقابل فإن الوصول إلى محطات تحلية المياه يعد نادرا جدا خاصة في البلدان الإفريقية شديدة الفقر التي تعاني من ضعف الموارد ومن هطول أمطار متفاوتة أو موجات من الجفاف القاسية.


وتثير قضية تحلية مياه المحيطات والبحار مشكلة أخرى تتعلق بالمحلول الملحي، فبمجرد فصل المياه العذبة والحصول عليها، يتم إعادة المحلول الملحي إلى المحيط ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الملوحة فضلا عن استنفاد مستويات الأوكسجين في المياه وخنق الكائنات الحية.


الحاجة أم الاختراع!


ربما تقدم مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا بعض الحلول، ففي الوقت الذي تواجه فيه مستقبلا غامضا حيال مشكلة نقص المياه، إذ كانت في عام 2018 على شفا نفاد مواردها المائية، لجأت إلى قطع مئات الآلاف من الأشجار من أجل الحصول على المساعدة في إمدادات المياه.


وفي أمريكا الشمالية، انخفض الخزان الجوفي الذي يغذي مكسيكو سيتي إلى مستوى متدن خلال فترات الجفاف فيما تم إبلاغ عشرات الملايين من الأمريكيين في غرب الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة بأن عليهم تقليل وترشيد استهلاك المياه خلال العام المقبل بسبب المستويات المنخفضة في بحيرة ميد العملاقة التي تعد أكبر خزان اصطناعي في البلاد.


أما في تكساس وتحديدا في مقاطعة إل باسو ، قامت شركة مرافق المياه بتركيب منشأة خاصة بتنقية المياه ستكون بمقدورها بحلول عام 2028 معالجة مياه الصرف الصحي وتنقيتها وإعادتها ليتم استخدامها. أما فيما يتعلق بإعادة تدوير مياه الصرف الصحي للشرب، فالأمر يحدث منذ عقود في دول تعاني من نقص في المورد الحيوي المتمثل في المياه مثل ناميبيا، إذ يعد هذا من أرخص الطرق وأيضا أكثرها كفاءة مقارنة بتحلية مياه البحار أو المحيطات.


وفقا لتقرير مسرب أعده علماء مناح في الأمم المتحدة يُتوقع أن يصدر قريبا ، فإن قرابة 350 مليون شخص آخرين من سكان المدن سيعانون من ندرة المياه جراء الجفاف الشديد مع تسجيل درجات الحرارة ارتفاعا يصل إلى 1,5 درجة مئوية. وقد يحدث هذا الأمر خلال العقد المقبل، وفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.


وحذرت الهيئة من عواقب عدم خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الآن، إذ سيؤدي ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة وما ينجم عن ذلك من زيادة الضغوط على موارد المياه في العالم.


بعد كل هذا الكلام ماذا ستفعل امريكا المتعودة عى سرقة الشعوب ؟ بالتاكيد لا تفكر الا ياستخدام اساليبها المعتادة للسيطرة على مصادر المياه خاصة في منطقة الشرق الاوسط اذ تقول معلومات ان هنالك مباحثات توصف بالامنية مع حكومات المنطقة للتحكم بمسالة المياه وان هذه المسالة في طريقها لتؤكد السيطرة الامريكية على مياه الشرب تماما كرغبتها للسيطرة على البحار وكذلك على الموارد الطبيعية للشعوب .

©2024 Afrasia Net - All Rights Reserved Developed by : SoftPages Technology