خلاف بين اليهود .. وحملة في إسرائيل ضد أوباما .. الأميركيون يتحفظون عن خطاب نتنياهو
افراسيانت - حلمي موسى - أظهر استطلاع للرأي، نشره موقع «هافينغتون بوست» أمس، أن غالبية الجمهور الأميركي تتحفظ عن دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس، لكنها ترى مع ذلك ضرورة أن يلتقي الرئيس باراك أوباما مع نتنياهو أثناء زيارته واشنطن.
من جهة أخرى، فإنه ليس من المستبعد أن توقد الحملة التي يشنّها أنصار نتنياهو في إسرائيل ضد أوباما حملة مضادة في الصحف الأميركية، تزيد التوتر حدة بين الطرفين. وقد اشتعل الخلاف بين التيار المركزي في المنظمات اليهودية ومنظمة «جي ستريت» اليهودية، التي شنّت حملة ضد نتنياهو بعنوان «أنا يهودي ونتنياهو لا يمثّلني».
وأشار استطلاع «هافينغتون بوست»، الذي أجري على مدى أربعة أيام، مطلع شباط الحالي بمشاركة ألف شخص، أن 47 في المئة من الأميركيين المشاركين في الاستطلاع يؤمنون بأن دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس «ليست مناسبة». وفي المقابل، رأى 30 في المئة أنه ليس في الدعوة ما يعيب. ومع ذلك فإن 58 في المئة قالوا إن على أوباما أن يلتقي نتنياهو أثناء وجوده في واشنطن في آذار المقبل، مقابل 19 في المئة أيدوا قرار أوباما عدم لقائه.
ورأى 46 في المئة أن على نوابهم في الكونغرس حضور خطاب نتنياهو، مقابل 24 في المئة قالوا عكس ذلك، في حين امتنع 30 في المئة عن إبداء رأي. ويسمح هذا الموقف لأنصار نتنياهو بادعاء أن غالبية من أبدوا رأيهم يؤيدون حضور ممثليهم الخطاب، في حين أن أنصار أوباما يمكنهم القول أن أكثر من نصف الأميركيين لا يؤيدون حضور الخطاب. ومن المهم الإشارة إلى أنه بين الديموقراطيين قال ما بين 30 و39 في المئة إنه لا ينبغي لنوابهم حضور خطاب نتنياهو.
وفي شرح للاستطلاع، ظهر أن التصويت يبين بشكل واضح الاستقطاب بين أنصار الحزبين، الجمهوري والديموقراطي، بهذا الشأن، فضلا عن الانقسام العرقي. فما بين 30 و59 في المئة من الجمهوريين ترى أن دعوة رئيس مجلس النواب جون بوينر لرئيس الحكومة الإسرائيلية مناسبة، فيما أن النسبة معاكسة عند الديموقراطيين، حيث يرى 72 في المئة أن الدعوة غير مناسبة. وبين المستقلين رأى 41 في المئة أن الدعوة غير مناسبة، في حين وافق عليها 31 في المئة.
ومن تحليل الانتماء العرقي للمشاركين، يتبين أن نسبة التحفظ لدى البيض معتدلة، وتبلغ 47 في المئة ضد و30 في المئة مع، في حين يرتفع في صفوف الأميركيين الناطقين بالاسبانية إلى 55 في المئة ضد، و12 في المئة مع. لكن النسبة بين الأميركيين السود ساحقة، حيث اظهر الاستطلاع أن 67 في المئة ضد و12 في المئة مع. والسود يعارضون بشكل مطلق مشاركة ممثليهم في حضور الخطاب. ويرفض 47 في المئة سماع الخطاب، في حين أن 53 في المئة من البيض يؤيدون سماعه. ومعروف أن معظم النواب السود أعلنوا أنهم سيتغيبون عن الخطاب الذي يرون فيه «قلة احترام» للرئيس.
من جهة ثانية، احتدم الخلاف بين «الرابطة ضد التشهير» ومنظمة «جي ستريت» بسبب حملة الأخيرة ضد نتنياهو. ورغم أن رئيس الرابطة إيف فوكسمان كان بين أول من انتقدوا خطاب نتنياهو، إلا أن الرابطة رأت في حملة «جي ستريت» نوعا من دعوة يهود أميركا لرفض «التزام ومسؤولية رئيس الحكومة الإسرائيلية تجاه يهود العالم».
وقال فوكسمان، في بيان، إنه «في ذروة الخلاف حول الخطاب المقرر لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الكونغرس، فإن حملة جي ستريت، التي تحاول إبعاد نفسها ويهود أميركا عن رئيس حكومة إسرائيل المنتخب قانونياً، مرفوضة ومثيرة، وتفاقم الوضع الساخن في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، في وقت دخلت فيه المفاوضات بين الغرب وإيران مفترقاً حاسماً».
وطالب فوكسمان «جي ستريت» بإدراك «ما هو موجود على كفة الميزان» في إشارة للحاجة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وهو ما يعرض وجود إسرائيل للخطر. وكانت «جي ستريت» شنت حملة «أنا يهودي ونتنياهو لا يمثلني» في كل أنحاء الولايات المتحدة، في أعقاب إعلان نتنياهو «أنني أمثل كل يهود العالم» في خطابه أمام الكونغرس.
تجدر الإشارة إلى حملة بدأت ضد أوباما في صحيفة «إسرائيل اليوم»، التي يمولها صديق نتنياهو الأول وعدو الرئيس الأميركي الأول الملياردير الأميركي شلدون أدلسون. وتحت عنوان «تحليل لفشل مدو» كتب البروفيسور أبراهام بن تسفي، الخبير في الشؤون الأميركية، أن «تنازلات أوباما، التي تسمح لإيران بإبقاء أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، تشهد على تصميمه للتوصل لاتفاق حتى لو كان ثمنه غير محتمل بالنسبة لإسرائيل».
أما محرر الشؤون الدولية في الصحيفة بوعز بسموت فكتب في حملة على أوباما، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي تجاوز كل الخطوط الحمراء. وربط بين أقوال أوباما عن «الإرهاب الإسلامي» مقللا من خطورته ومواقفه تجاه إيران، وخلص إلى أن «أوباما حطّم رقماً قياسياً جديداً من عدم الفهم الشديد، أو التضليل المتعمد». وقال «سيدي الرئيس، نحن مستعدون لابتلاع الكثير من أقوالك، لكن هذه هي الأخيرة، هذا هو الخط الأحمر لنا».