افراسيانت - محمد الأحمد - أعلن المبعوث الدولي الخاص باليمن تمديد محادثات السلام الجارية في الكويت أسبوعاً إضافياً، وقدم خطة للحل قبلتها الحكومة ورفضها الحوثيون وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
إعلان تمديد محادثات السلام اليمنية كان متوقعاً، لكن ما لم يكن متوقعا هو تصميم المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد على طرح رؤيته للحل وهو يعلم يقيناً أن الحوثيين وحزبَ الرئيسِ السابق لن يقبلوا بها، ولهذا فإن التمديد لن يغير من واقع الحال، بل سيمد من عمر الخلافات التي لم تحسم.
ولأن ملامح خطة المبعوث الدولي كانت معروفة لدى الجانبين، فقد رفضها الحوثيون منذ استئناف المحادثات قبل نحو أسبوعين، لأنها تنص على تشكيل لجنة عسكرية تتولى استلام العاصمة ومحافظتي تعز والحديدة كخطوة أولى، والإفراج عن المعتقلين، وفتح الممرات لإيصال المساعدات للمدنيين، وهذا كان مطلب الجانب الحكومي المدعوم من السعودية، الذي يرفض أن يتم ربط الانسحاب من المدن ونزع الأسلحة بالحل السياسي.
وبما أن الخطة هي في الأساس مطلب الحكومة فقد سارع الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عقد اجتماع طارئ لكبار مساعديه في الرياض ووافق عليها وفوض ممثليه في المحادثات بالتوقيع عليها بهدف إظهار الطرف الآخر بأنه يعيق عملية السلام، مع أن هذا الطرف كان استبق الموقف الحكومي وأعلن بوضوح رفضه لهذه الخطة وتمسكه بمطلب إنجاز اتفاق شامل ينهي الحرب ويلغي الحصار الذي تفرضه قوات التحالف بقيادة السعودية على اليمن .
وفي ظل هجوم واسع للحوثيين على الحدود السعودية، يواصل كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام عقد لقاءات سرية في العاصمة العمانية مسقط منذ عدة أيام.. والجميع بانتظار نتائج تلك اللقاءات، التي ستحدد مستقبل الصراع القائم اليوم، إما بالاتجاه نحو تسوية تأخذ في الاعتبار مطالب الجانبين، أو أن تدفع بالأمور نحو مزيد من القتال والدمار.
وبما أن القبول الحكومي بخطة المبعوث الدولي كان متوقعاً، ورفضها من قبل الحوثيين وحزب الرئيس السابق كان متوقعاً ايضا، فإن تمديد عمر المشاورات أسبوعاً آخر سيشكل فرصة إضافية للدول الراعية للتسوية لتقريب وجهات نظر الطرفين، خاصة وأن الحوثيين لا يعترضون على مضامين الخطة العسكرية والأمنية، ولكنهم يريدون ربطها بالحل السياسي وبما يضمن تشكيل حكومة شراكة من كل الأطراف، وصولاً إلى موقع رئاسة الدولة .
وإذا كانت الحكومة قد فشلت في إدارة المناطق التي تم تحريرها من قبضة الحوثيين وأتباع الرئيس السابق، فإن ذلك شكل حجة للحوثيين لرفض تسليم الأسلحة والانسحاب من المدن قبل تشكيل حكومة جديدة يكونوا طرفاً فيها حتى يطمئنوا إلى أنهم لن يكونوا عرضة لعمليات انتقامية، فإن رفض الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بشكل قطعي الاعتراف بشرعية الرئيس عبد ربه هادي أو القبول بعودته لأسباب شخصية بين الرجلين، ستكون هناك آمال ضعيفة يمكن البناء عليها في تحقيق اختراق خلال الفترة الزمنية الجديدة لمحادثات السلام في الكويت.
ومع عجز الجانبين عن تحقيق انتصار عسكري يفرض السلام، لجأ الحوثيون وقوات الرئيس السابق إلى مهاجمة الأراضي السعودية بشكل كثيف، باعتبار أن ذلك هو الذي سيجبر الرياض على التراجع عن موقفها الداعم بشكل مطلق للموقف الحكومي، والقبول بحل يجمع بين العسكري والسياسي، بما في ذلك التخلي عن فكرة عودة هادي لحكم البلاد .