افراسيانت - شهاب المكاحلة - توعد المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، قائلا إنه سيتفرغ لها ولزوجها.
جاء ذلك مع إعلان "الحزب الديمقراطي"، الثلاثاء 26 يوليو 2016 في فيلادلفيا، أن هيلاري كلينتون، هي مرشحته الرسمية في الانتخابات الرئاسية في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وعقب إعلان كلينتون أنها ستقبل يوم الخميس 28 يوليو ترشيحها رسمياً، وذلك في ختام المؤتمر العام للحزب الديمقراطي.
وفي خضم تلك المواجهات الشرسة بين المتنافسين الجمهوري والديمقراطي، أطلق ترامب تغريدات تتزامن مع وقائع اليوم الثاني لمؤتمر الديمقراطيين، مبدياً انزعاجه من السيناتور بيرني ساندرز، الذي أيد كلينتون في ترشيح نفسها عن الحزب رغم ما سربه موقع "ويكيليكس" من وثائق تظهر تآمر الحزب الديمقراطي لإخراج ساندرز من سباق الرئاسة.
الفوضى الرئاسية الأمريكية وعقدة اتهام روسيا ليست جديدة
كلما ظهرت مشكلة في الولايات المتحدة، تتهم السلطات هناك روسيا بالوقوف وراءها. واليوم تتهم حملة كلينتون موسكو مباشرة بتسريب تلك الوثائق. وذلك تمهيداً لفوز ترامب الذي تعدُّه كلينتون مؤيداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فوفق ما قاله روبي موك، مدير حملة كلينتون لشبكة (ABC) الأمريكية، فإن "مندوبين من روسيا انتشروا داخل لجنة الحزب الديمقراطي، وحصلوا على رسائل البريد الإلكتروني لتسريبها إلى مساعدة ترامب"؛ مشيرا إلى أن "ترامب أدخل تعديلات على برنامج حزبه، لكي يصبح أكثر جاذبية لنظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
ووفقا لما يقوله بعض الخبراء هنا، فإن ذلك يعني ضمنياً القبول بروسيا كدولة عظمى والعودة إلى النظام العالمي ثنائي القطبية في حال فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية؛ وهو ما يخيف الإدارة الأمريكية الحالية.
ولقد سادت حالة من الفوضى الشارع الأمريكي عقب قيام رئيسة الحزب الديمقراطي ديبي واسرمان شولتز بتقديم استقالتها من منصبها، وسط فضيحة كبيرة بشأن رسائل مسربة بالبريد الإلكتروني. وقالت واسرمان شولتز في بيان الاستقالة إن "أفضل طريق لمساعدة الحزب الديمقراطي على تحقيق هدفه بوصول كلينتون إلى البيت الأبيض هو الاستقالة.. وقد خططنا لاجتماع عظيم يظهر وحدتنا هذا الأسبوع، وأتمنى وأتوقع من فريق الحزب الذي بذل جهداً كبيراً حتى وصلنا لهذه المرحلة أن يحظى بالدعم القوي من كل الأعضاء لجعل هذا أفضل اجتماعاتنا على الإطلاق".
من جانبها، شكرت كلينتون السيناتور ديبي شولتز، قائلة: "عندما أكون رئيسة سأحتاج إلى مقاتلين مثل ديبي في الكونغرس ليكونوا مستعدين من اليوم الأول للعمل من أجل الشعب الأمريكي"، وهذا ما يؤكد تواطؤ رئيسة الحزب الديمقراطي مع هيلاري كلينتون ضد خصومها في نفس الحزب، وخصوصاً ساندرز.
فرص كلينتون في الفوز في انتخابات الرئاسة
من المرجح أن تلعب تلك التسريبات دوراً كبيراً في التأثير في وحدة الحزب الديمقراطي في الحاضر والمستقبل، وابتعاد من كانوا يدعمون كلينتون عن تأييدها؛ لأن ما قامت به يُعدُّ مؤامرة وتحايلاً على القانون باستخدام لوبي داخلي في الحزب انتزع تقدُّم ساندرز في عدة ولايات، وجيَّره لمصلحة كلينتون. وفي هذا التغيير "غير الديمقراطي" في الحزب الديمقراطي تعزيز لفرص ترامب، الذي استغل الخلاف داخل الحزب المنافس؛ مطالباً كلينتون بالاستقالة. إذ قال ترامب في إحدى تغريداته: "تُظهر الرسائل المسربة خططاً لتدمير بيرني ساندرز، والسخرية من إرثه في هذا الحزب. إن المؤسسة الديمقراطية فاسدة، والانتخابات مزورة".
وهنا سيسعى ترامب للحصول على أصوات الممتعضين من كلينتون، وممن دعموا ساندرز للسباق الرئاسي. وذلك سيرجح كفته في الانتخابات الرئاسية.
وفي هذا السياق، يبدو أن حظوظ ترامب تتزايد في السباق الرئاسي؛ وهو ما يدفع الحزب الديمقراطي إلى العمل على إعاقة هذا التقدم بالتهجم تارة على شخص ترامب وطورا على علاقته بالحكومة الروسية وخاصة الكرملين والرئيس بوتين. وهنا سيلعب ترامب مع منافسته لعبة "البريد الالكتروني" الخاص بكلينتون حينما كانت وزيرة للخارجية.
وفي هذا السياق، لا بد من التذكير بأن فيلادلفيا شهدت الأحد الماضي (24/07/2016) تظاهرة حاشدة شارك فيها الألوف للإعراب عن سخطهم بعد فضيحة التسريبات، التي تتهم إدارة الحزب الديمقراطي بمحاولات عرقلة حملة ساندرز؛ حيث أكد المتظاهرون أن "الحزب الديمقراطي متواطئ مع هيلاري، ولم يمنح فرصة لبيرني للترشح للانتخابات الرئاسية".