افراسيانت - يأمل نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، أن تدفع تهنئة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة اليوم الوطني لروسيا إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال قورتولموش، خلال لقائه مجموعة صحفيين في أنقرة الثلاثاء 14 يونيو/حزيران: "هذه الخطوة تشير إلى رغبة تركيا في إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي مع روسيا".
وأعرب قورتولموش عن أمله في تحسن العلاقات بين البلدين، التي تضررت جدا على خلفية أزمة إسقاط أنقرة مقاتلة روسية كانت تقصف مواقع الإرهابيين في سوريا.
وكان أردوغان بعث برسالة إلى الرئيس بوتين هنأ فيها الشعب الروسي بـ "يوم روسيا" الذي أحياه الروس في الـ12 من يونيو/حزيران الجاري، معربا عن أمله في أن تعود العلاقات بين موسكو وأنقرة إلى طبيعتها وترتقي إلى المستوى اللائق.
من جهته بعث رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم رسالة إلى نظيره الروسي دميتري مدفيديف أعرب فيها عن أمله في أن يصل التعاون بين تركيا وروسيا في القريب العاجل إلى المستويات الضرورية بما يلبي المصالح المشتركة للشعبين.
وأشار قورتولموش إلى استمرار اختلاف وجهات نظر البلدين في الكثير من مسائل المنطقة وفي مقدمتها المسألة السورية وخاصة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم.
وكان رئيس الوزراء الجديد يلدريم قال، بعد أيام من توليه منصبه الشهر الماضي، إن تركيا بحاجة إلى "زيادة أصدقائها وتقليل أعدائها"، في اعتراف ضمني على ما يبدو بأن سياسات سلفه أحمد داوود أوغلو تسببت في تهميش بلده.
وتشمل سياسة يلدريم أربعة مجالات يسعى لاتخاذ خطوات جديدة فيها، وهي إسرائيل وروسيا والاتحاد الأوروبي وسوريا.
وقال مسؤول كبير من "حزب العدالة والتنمية" الحاكم، طالبا عدم نشر اسمه، لوكالة "رويترز": "أنقرة لن تغير موقفها من الأسد... لكني لا أؤيد حكما ذاتيا للأكراد. ربما لا نحب بعضنا البعض لكن في هذه المسألة نؤيد سياسة واحدة".
ويرى مراقبون أن عزم تركيا منع قيام منطقة حكم ذاتي للأكراد في شمال سوريا، ربما يؤدي إلى التخفيف من مطالبتها برحيل الرئيس بشار الأسد فورا.
وتخاف أنقرة من أن تعزز سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية المدعومة من قبل واشنطن، على أراض في شمال سوريا من تمرد "حزب العمال الكردستاني"، الهادف للحصول على استقلال في جنوب تركيا قرب الحدود السورية.
من جهته رأى محمد يجين، المحلل في مؤسسة "يو.إس.إيه.كيه" البحثية، لوكالة "رويترز"، أن هذا لا يترك لتركيا سوى خيارات قليلة هي استئناف محادثات السلام مع "حزب العمال الكردستاني"، وهو ما تستبعده الحكومة حاليا، أو الاعتماد غير المباشر على الأسد كـ "حائط صد".
وأضاف يجين: "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتغير هو أن تركيا قد تكف عن الإصرار على رحيل الأسد".