افراسيانت - فيما اعتبر نكسة لحملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في مواجهة المرشح الجمهوري الفوضوي دونالد ترامب، أعلن مدير حملة كلينتون في وقت متأخر الأحد إلغاء "الظهور الانتخابي"الأول للرئيس الأميركي باراك أوباما مع المرشحة كلينتون في أعقاب إعلانه (أوباما) دعم ترشيح كلينتون رسمياً الخميس الماضي، وذلك بسبب مجزرة أورلاندو التي قتل فيها الأميركي من أصول أفغانية مسلمة، عمر متين 49 شخصا واصاب 53 في ملهى ليلي للمثليين.
يشار إلى أنه ومنذ أن تم الإعلان رسميا عن فوز كلينتون بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية، ارتفعت أسهمها على منافسها، مرشح الحزب الجمهوري ترامب في استطلاعات الرأي العام، بشكل جعل ترامب يترنح في حلبة الصراح الانتخابي حيث أنه، وبحسب آخر استطلاع أجرته وكالة "رويترز" ومؤسسة "إبسوس"، فان 46% من الناخبين المحتملين اعربوا عن دعمهم لكلينتون، مقابل 34.8% لمنافسها ترامب، فيما قال 19.2% إنهم لن يساندوا أيا منهما.
ورغم ذلك الا ان الكثير من الخبراء يعتقدون أن هذا الفارق سيتغير ولو مرحلياً لصالح ترامب بعد المجزرة التي وقعت الأحد في مدينة أورلاندو الأميركية، وخلفت 49 قتيلا، في حادثة وصفتها وسائل الإعلام الأميركية بأنها الأبشع التي ألمت بالبلاد منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001 والأكبر في تاريخ الولايات المتحدة بالقتل المتعمد بالرصاص.
يشار إلى أن الكثير من الخبراء اعتبروا المجزرة التي ارتكبها المسلم الأميركي (من أصول باكستانية) سيد فاروق وزوجته تاشفين مالك، والتي قتل فيها 14 شخصاً وجرح فيها 17 آخرون يوم 2 كانون الأول 2015 والتي جاءت ثلاثة أسابيع من هجمات باريس يوم 13 تشرين الثاني 2015 كانت العامل الأساسي في صعود نجم دونالد ترامب وتفوقه على منافسيه من الحزب الجمهوري، حيث أشارت بعض استطلاعات الرأي الى إن الأميركيين باتوا بعد هذه الأحداث أكثر ميلا لاختيار "رجل قوي قادر على مواجهة الإرهاب".
ويسعى ترامب الذي اختار لنفسه خط "التطرف" للاستفادة من كل حادث إرهابي لتأكيد وجهة نظره المعادية للعرب والمسلمين وقال إثر تفجيرات باريس إنه "سيفكر بجدية في إغلاق المساجد" وتابع في مقابلة مع مقابلة أجراها مع قناة MSNBC آنذاك "في الواقع سأكره فعل ذلك، ولكنه أمر يتوجب علينا التفكير به بجدية، حيث ان بعض أكثر الكارهين يأتون منها".
ولم يخيب المرشح الجمهوري وقتها ظن المحللين، وأطلق سلسلة من التصريحات النارية، مثل مطالبته بطرد المسلمين من أمريكا وإغلاق الحدود الأميركية، واستخدام التعذيب عن طريقة الإيهام بالغرق وغيرها من الطرق العنيفة أثناء استجواب مشتبه فيهم بجرائم إرهابية.
وجاءت الحادثة الأخيرة في أورلاندو، لتعطي جرعة قوة اضافية لهذه الأفكار المتطرفة، حتى أن المرشح الجمهوري لم يستطع إخفاء فرحته بهذه الحادثة وقال على حسابه في تويتر" أقدر التهاني لي لأنني كنت محقا بشأن الإرهاب الأصولي الإسلامي.. لا أريد تهاني.. أريد شدة ويقظة.. ينبغي أن نكون أذكياء".
ولم تظهر أي استطلاعات رأي ذات مصداقية تقيس اتجاهات الناخب الأميركي بعد مجزرة أورلاندو تبين انعكاسات المجزرة على تقدم ترامب أو تراجع كلينتون أو التساوي بينهما في انتظار ما ستسفر عنه الساعات القادمة.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد ندد بمجزرة أورلاندو ووصفها بـ "عمل إرهاب وكراهية" حيث قال في كلمة مقتضبة مباشرة من البيت الأبيض إن "أي فعل إرهابي وكراهية لا يمكن أن يغير ما نحن عليه" مشيرا إلى أن الأمن الفدرالي إف.بي.آي فتح تحقيقاً في المجزرة "كعمل إرهابي" وأمر تنكيس الأعلام على المباني الفدرالية حدادًا على الضحايا.
من جانبه دعا ترامب أوباما للاستقالة من منصبه؛ لأنه لم يذكر تعبير "الإسلام الراديكالي" في بيانه الذي ألقاه تعليقاً على مذبحة أورلاندو. وأضاف ترامب في بيان أصدره بهذا الخصوص الأحد "لأن قادتنا ضعفاء، فقد توقعت أنا أن يحدث هذا.. ولكنني سأظل أحاول إنقاذ الأرواح ومنع وقوع الهجوم الإرهابي المقبل، لم نعد نملك رفاهية أن نتبنى موقفاً صحيحاً من الناحية السياسية".
وسيتناول ترامب مجزرة أورلاندو في خطاب الاثنين، يتطرق فيه للأمن القومي ويرد على انتقادات وجهتها منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وأعلن ترامب أنه قد تلقى اتصالات عدة لتهنئته بأنه كان على حق في موقفه من التشدد الإسلامي، بعد ساعات على وقوع أسوأ حادث إطلاق نار في أورلاندو، إلا أن ترامب الذي تلقى دعماً على مواقع التواصل الاجتماعي، تلقى أيضاً انتقادات قاسية باعتباره يستغل هذه المجزرة ليحقق مكاسب سياسية.
يشار إلى أنه بعد أن أعلن الرئيس أوباما عن تأييده الرسمي للمرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، يتطلع مستشاروها لاستخدام تاريخه السياسي لمواصلة سلسلة انتصارات الديمقراطيين في الولايات إذ يرون أوباما على أنه أداة فريدة من نوعها كرئيس حالي ذا شعبية واسعة لهزيمة الجمهوري دونالد ترامب في المعركة الانتخابية التي تلوح في الأفق.
وقد وضع الخبراء السياسيون في البيت الأبيض وضمن حملة كلينتون جدولا زمنيا للرئيس عقب تأييده الرسمي يوم الخميس الماضي لكلينتون ، ولكن يبدو ان هذا البرنامج قد تعثر على الأقل مرحلياً بعد مجزرة أورلاندو.