افراسيانت - ولاء شمالي - استمر القصف المتبادل بين حركة حماس وقوات الجيش الإسرائيلي فجر السبت.
فقد سقط صاروخ، أُطلق من قطاع غزة، في مكان مفتوح قرب المنطقة الحدودية المسماة أشكول. وردت إسرائيل بغارتين جويتين استهدفتا موقع مراقبة تابعا لمقاتلي حماس.
وعزت إسرائيل ردة فعل "حركة حماس" إلى تدمير الأنفاق، التي تعدُّ السلاح الأقوى لديها. بينما ترى الحركة أن ما تقوم به إسرائيل هو خرق وتعدٍ على قطاع غزة.
وتعدُّ هذه المواجهات - الأولى المباشرة بين حماس والقوات الإسرائيلية منذ حرب عام 2014.
وتصر إسرائيل على مواصلة عملية البحث عن أنفاق جديدة في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، رغم مطالبة حماس بوقفها، خاصة مع عبور الدبابات الاسرائيلية إلى داخل إراضي القطاع. وتثير حالة التوتر والمناوشات هذه حالة خوف وقلق من إمكان تطورها إلى حرب جديدة على غرار العدوان الأخير، الذي خلف نتائج كارثية.
عمليات البحث عن أنفاق جديدة، واكتشاف بعضها، قد تكون ذريعة إسرائيل ومقدمة لحرب جديدة، وخاصة أن أحد أهداف حرب 2014 كان القضاء على تهديد الأنفاق؛ وهو الأمر الذي لم يتحقق إسرائيليا مع جملة الأهداف الأخرى، التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشن العدوان. ومع إعلانها مؤخرا عن العثور على نفقين، وصفتهما بالجديدين وقالت حماس إنهما نفقان قديمان يعودان إلى عام 2014؛ فإن حتمالية مواصلة التوغل الإسرائيلي في المناطق الحدودية قد يؤدي إلى صدام كبير يقود إلى حرب جديدة.
وتحاول إسرائيل تجريد الفصائل الفلسطينية في القطاع من هذا السلاح، الذي ترى فيه تهديدا مباشرا لها؛ وتعمل، بكل جهدها الاستخباري التكنولوجي والمالي والإعلامي وحفاراتها الضخمة، لطمأنة المستوطنين، وإثبات قدرات الجيش والحكومة، وشن حرب نفسية ضد الفلسطينيين.
وقد تزامن القصف والغارات الجوية على قطاع غزة مع الكشف عن تقرير مراقب الدولة يوسيف شبيرا، الذي وصف فيه الوزير الإسرائيلي السابق غدعون ساعر الحرب على غزة في صيف 2014 بأنها فاشلة، والذي تضمن أيضا معلومات تشير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعلون أخفيا معلومات عن باقي أعضاء الحكومة، ولم يشركاهم في القرارات المتعلقة بالحرب.
نتنياهو ويعلون بدورهما، ردا على التقرير بالقول إنه غير جدي. فيما قال مقربون من رئيس الحكومة إن سياسيين شاركوا في صياغته من أجل استهداف نتنياهو وساعر سياسيا.
حماس من ناحيتها، أكدت أنها لا تسعى لحرب جديدة؛ لكنها في المقابل لن تسمح بفرض توغلات الاحتلال الاسرائيلي، وإنشاء ما يسمى "منطقة عازلة" داخل القطاع تحت أي ذريعة. كما أكدت أنها ستتصدى لأي توغل، ولا سيما أن هذا الموضوع قد تم التفاوض بشأنه في القاهرة مع إسرائيل أثناء المفاوضات، التي أفضت إلى اتفاق التهدئة في ذلك العام.
في السياق نفسه، حذرت "حركة الجهاد الإسلامي" "الاحتلال الإسرائيلي من نقل التصعيد إلى دائرة استهداف المواطنين"؛ الأمر، الذي سيدفع فصائل القطاع إلى الرد؛ مشيرة إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن استمرار التوتر في القطاع.
وكانت المقاتلات الاسرائيلية قد قصفت صباح الجمعة والسبت أهدافا في جنوب وشمال قطاع غزة، بعد توتر شهدته المنطقة منذ الثلاثاء، وقامت القوات الإسرائيلية بعمليات حفر بحثا عن أنفاق.
الغارة الجوية استهدفت ارضا زراعية في بلدة خزاعة في خان يونس. ووفق شهود عيان، فإن هذه المنطقة هي نقطة مراقبة عسكرية تابعة لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحماس، وأرض زراعية في بلدة لاهيا شمال القطاع.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل فلسطينية وإصابة أربعة فلسطينيين آخرين بجروح، هذا بالإضافة إلى الأضرار المادية.
والسؤال الذي يدور في خلد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية يتعلق بشكل رئيس بقرار الحرب. والكثيرون يؤكدون أن القرار قد يكون في أحد أدراج مكتب نتنياهو، أو في جيب محمد ضيف القائد العسكري لحركة حماس.