افراسيانت - محمد الأحمد - يُتوقع أن تبدأ الخميس 21-4-2016 مباحثات السلام اليمنية في الكويت بعد تأخير استمر ثلاثة أيام، لكن الخلافات لا تزال تتهدد هذه المحادثات.
بعد ثلاثة أيام من رفض ممثلي الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح الذهاب إلى الكويت، كما كان متفقا عليه مع الأمم المتحدة، استطاعت الضغوط، التي مارستها الدول الكبرى والأمم المتحدة، إقناع هؤلاء بمغادرة صنعاء والمشاركة في الجولة الثالثة من محادثات السلام. لكن ألغاما كثيرة وكبيرة تواجه هذه المحادثات، ما خفض من سقف التوقعات بنتائجها.
ويلتقي المتفاوضون في اتجاهين متناقضين:
فممثلو الحكومة المعترف بها دوليا يطمحون إلى أن يقبل الحوثيون وأتباع صالح بعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى ممارسة سلطاته، وعودة الحكومة إلى صنعاء، وانسحاب المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق من مختلف المدن التي يسيطرون عليها، وتسليم الأسلحة الثقيلة قبل استئناف الحوار السياسي.
وفي المقابل، يرى "أنصار الله" وأتباع الرئيس السابق في هذه المطالب شروط استسلام رفضوها منذ بداية العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية في مارس/آذار من عام 2015. وتجلى هذا الموقف في اشتراطهم وقف العمليات العسكرية بشكل كامل ورفضهم جدول الأعمال، الذي اقترحه المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد لأنه مكتظ بالمطالب الحكومية.
وقبل مغادرتهم اليمن، أوضح مهدي المشاط، مدير مكتب عبد الملك الحوثي، أن قرار الذهاب إلى الكويت للمشاركة في الحوار جاء بعد تلقي جماعته تأكيدات أممية بتثبيت وقف النار والأعمال القتالية بشكل كامل وكل ما من شأنه حفظ استقلال اليمن وسيادته.
كما تحدث عن "تأكيدات أخرى بأن تكون أجندات الحوار واضحة وأن تلامس القضايا التي من شانها الخروج بحلول سلمية تنهي الحالة القائمة".
المشاط - وهو نائب رئيس فريق المفاوضين الحوثيين - كشف عن أن مشاركتهم في محادثات الكويت يمكن تعليقها في حال عدم حدوث شيء مما ذكر، محمَّلا من وصفها بـ" قوى العدوان المسؤولية الكاملة عما يترتب على عدم إيفائها بما التزمت به.
من جهته، قال يحيى دويد، القيادي في "حزب المؤتمر الشعبي العام" عضو الوفد المشارك في المفاوضات، إن أعضاء الوفد يحملون معهم إلى الكويت هموم أبناء الشعب اليمني وجراحه وآماله وتطلعاته إلى سلام دائم .
دويد أعرب عن أمله في أن تكون مشاورات الكويت محطة فارقة لإحلال السلام وحقن دماء اليمنيين والعودة إلى المسار السياسي وإرساء لغة الحوار، بدلاً عن حوار البنادق، وإعلاء قيم التعايش والتشارك والتوافق بين اليمنيين كافة.
وأوضح أن قرار حزبه الذهاب إلى الكويت كان حصيلة مشاورات طويلة ومضنية مع الأمم المتحدة وأطراف أخرى بشأن القضايا الشائكة والمطالب العادلة للحزب، والتي حالت دون انخراط أعضاء وفده في مشاورات الكويت في الوقت، الذي حدده مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، وعزا أسباب رفضهم الذهاب في الموعد المحدد إلى عدم التزام الطرف الآخر بما تم التعهد والالتزام به؛ وفي مقدمة ذلك استمرار الأعمال العسكرية الممنهجة بنفس الوتيرة السابقة، وبعض القضايا الأخرى التي كانت محل خلاف وتباين قد تعوق نجاح المشاورات".
وأوضح عضو اللجنة العامة للحزب الذي يتزعمه الرئيس السابق أن الجهود التي بذلها ولد الشيخ أحمد أثمرت عن تفاهمات وتعهدات وإيضاحات للقضايا الخلافية، الأمر الذي حفز الوفد على المشاركة في مشاورات الكويت، لأن هذه الإيضاحات أزالت الكثير من العوائق التي حالت دون ذهاب أعضاء الوفد في الوقت المحدد، ووصف شروطهم بأنها مطالب عادلة ومشروعة لأبناء اليمن الذين يعانون الويلات ليل نهار نتيجة استمرار العدوان والحصار الجائر و"عدم جنوح العدوان وأدواته للسلام".
وفي انتظار ما سينجم عن هذهالجولة من المحادثات، فإن المراقبين يتوقعون ألا تؤدي إلى تحقيق الكثير مما يتمناها اليمنيون. غير أنه يمكن الرهان عليها في فتح الطريق الطويل والمتشعب أمام التوصل إلى حل سياسي مقبول لجميع الأطراف وإن بعد حين.