واشنطن - افراسيانت - بعد أن غاب ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن جدل المتنافسين من الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية خلال الفترة السابقة، شهدت المناظرة العاشرة الخميس حضوراً لافتا لهذا الملف، خصوصا لجهة اظهار الدعم لاسرائيل "ظالمة أم مظلومة" كونها "الحليف الوحيد لأميركا في المنطقة"، لا سيما من قبل المرشحين المتنافسين على المرتبة الثانية وهما : السيناتور تيد كروز من ولاية تكساس والسيناتور ماركو روبيو من ولاية فلوريدا.
وكان السيناتور روبيو، وهو من أصول كوبية ويعتبر من جناح الوسط اليميني في الحزب الجمهوري ويحظى بدعم مؤسسة الحزب في مواجهة دونالد ترامب الذي يتصدر المرتبة الأول في قائمة المرشحين بفارق الضعف مقارنة مع أقرب منافس له (روبيو) قد انتهز فرصة المناظرة لإقحام إسرائيل في خضم الجدل السياسي متهماً ترامب بـ "أنه محايد في صراع إسرائيل مع الفلسطينيين.
وقال روبيو : "هو (اي ترامب) الذي قال ذلك وأنا أقول إنني لست محايدا،ً فأنا أقف إلى جانب إسرائيل 100% قي كل ظرف وزمان، حيث لا يمكن أن أتخذ وضعا محايدا أو ان ادفع باتجاه اتفاق في الوقت الذي نرى فيه السلطة الفلسطينية تخادع وتعرقل أي تفاوض".
واضاف "إن دونالد (ترامب) يريد أن يكون وسيطاً نزيهاً وأنا أقول أن هذا مرفوض فنحن يجب أن نكون مع إسرائيل بغض النظر عن التفاصيل أو الحيثيات".
أما كروز فقال "سأنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس فور فوزي بالرئاسة وهؤلاء (يقصد الفلسطينيين) لا يريدون سلاماً تحت أي ظرف وإنا سجلي عريق في الدفاع عن إسرائيل؛ أنا أفضل من يقف إلى جانب إسرائيل".
وأتهم خصمه ترامب "بانتهاج تساو أخلاقي بين إسرائيل والفلسطينيين كما تفعل قوى اليسار" وهو ما استفز المرشح جون كيسيك، حاكم ولاية أوهايو الذي قال "أنظروا؛ الحقيقة أنني الوحيد بيننا هنا الليلة على هذا المسرح الذي دافع تاريخيا عن إسرائيل في السراء والضراء، وتبنى مواقفها ؛ ولذلك أنا صديق إسرائيل الحميم"، فيما ابدى الجراح المتقاعد والمرشح بن كارسون تذمره لأنه لم يعط الفرصة للتعبير عن "حبه لإسرائيل ومواقفه التي لا تهتز أبدا في تأييدها".
وكان ترامب أعلن الأسبوع الماضي أنه في حال انتخابه رئيسا سيكون "حياديا" فيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني قائلاً في إطار رده على سؤال من قبل ناخب خلال مناظرة في مبنى بلدية شارلستون في ولاية كارولاينا الجنوبية قبيل انتخابات السبت الماضي حول الخطوات التي سوف يتخذها للتوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع أنه "سوف يعطيه (اتفاق السلام) فرصة جدية".
وقال أنه "أصعب اتفاق على الإطلاق يمكن تحقيقه"، رافضاً إلقاء اللوم على الإسرائيليين أو الفلسطينيين بشأن الفشل في التوصل إلى اتفاق دائم، مكرراً "لا أريد الدخول في هذا .. أقول انه في حال فوزي، لا أريد أن أكون في موقع مرفوض من قبل أي من الطرفين.
وفي معرض رد على خصومه، رد ترامب قائلاً "أنا أكثر شخص بين الموجودين هنا من يملك سجلاً في مساعدة إسرائيل والوقوف إلى جانبها في السراء والضراء كما يعرف أصدقائي جميعاً وأرفض هذه المزايدة".
وأضاف "لا بد من التفاوض في نهاية الأمر على حل وسلام بين إسرائيل وجيرانها وأنا أريد أن أكون الرجل الحيادي كي أستطيع جلب السلام لإسرائيل"، مكررا ما قاله الأسبوع الماضي عن احتراق مكانة العديد من الأشخاص أثناء محاولتهم تحقيق اتفاق بين الفلسطينيين وإسرائيل " لذا لا أريد القول على من يقع اللوم. لا اعتقد أن هذا يساعد".
ورد عليه روبيو قائلاً "إن هذه القضية ليست قضية عقارات بل قضية مبادئ؛ يجب أن نكون إلى جانب إسرائيل في السراء والضراء".
وكانت مصادر اعلامية قد نقلت عن مصدر مقرب من لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية التي تعرف اختصارا بـ (إيباك) أن "السيناتور ماركو روبيو عقد اجتماعاً مع (إيباك) الأربعاء وبحث معهم تراجع حظوظه أمام جرافة ترامب، وكانت النصيحة له اللجوء إلى إثارة قضية الدعم الكامل لإسرائيل أمام غموض موقف ترامب من ذلك فهي (إسرائيل) الكرت الرابح في يدك" وهو بالفعل ما قام به روبيو.
يشار إلى (إيباك) هي التي أعدت ودعمت ومولت كل من ماركو روبيو في ولاية فلوريدا (عام 2010) وتيد كروز في ولاية تكساس عام 2012
وفي قضية ذات صلة، كتب كل من دنيس روس، المساعد الخاص للرئيس باراك أوباما لمنطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا من عام 2009 إلى 2011؛ وديفيد ماكوفسكي، الذي عمل ضمن فريق مارتن إنديك خلال توليه مسؤولية الاشراف على ملف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية 2013-2014؛ وكلاهما يعملان في (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) المقرب من حزب الليكود الإسرائيلي، كتبا في مقال نشرته صحيفة (واشنطن بوست) تحت عنوان (لا بد من إحياء عملية السلام الإسرائيلي الفلسطيني المهجورة)، "إنه في ظل التهديد الذي يشكله تنظيم (داعش) والكارثة الإنسانية في سوريا والصراعات التي تجري بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية والنزاعات بين العلمانيين والإسلاميين في مصر، من الصعب العثور على أي شخص في واشنطن أو العواصم الغربية يكترث بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن تجاهل هذه المشكلة لن يجعلها تتلاشى. فقد تصاعدت شكوك كلا الجانبين بشأن إمكانية تحقيق السلام في ظل الهجمات الإرهابية التي استهدفت الإسرائيليين على مدى الأشهر الخمسة الماضية وتنامي خطر التصعيد".
ويطالب الرجلان الرئيس أوباما بانتهاج سبيل جديد للعودة للمفاوضات دون إثارة قضية الاستيطان كونها "ليست السبب وراء تعثر المفاوضات"، على حد زعمهما.
ويقول الكاتبان "إن نهج أوباما يتجاهل احتياجات الإسرائيليين، ولكن يمكن تغيير هذا التصور عن طريق تبني نهج جديد يستند إلى حقيقة أن 80% من المستوطنين يعيشون في ما يقرب من 5% من أراض الضفة الغربية المجاورة لحدود ما قبل 1967 وداخل الحاجز الأمني. ويعيش الجزء الأكبر من الـ20% المتبقية خارج الحاجز الأمني في نحو 92% من الضفة الغربية"
ويرى الكاتبان "أنه ينبغي على الإدارة الاميركية الاعتراف بأن عمليات البناء داخل الكتل الاستيطانية لا تغير ملامح خارطة السلام .. لن تحتاج واشنطن لتأييد النشاط الاستيطاني رسمياً، ولكنها قد تتبنى نهجاً يوجهه إلى المناطق التي من المرجح أن تكون جزءاً من إسرائيل في أي حل قائم على فكرة حل الدولتين".