افراسيانت - إيهاب نافع - بدأت اللجان الانتخابية بفرز الأصوات بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية المصرية.
وانتهت انتخابات المرحلة الأولى من الانتخابات وسط عزوف ملحوظ.
وكان المستشار عمر مروان، المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، أكد في مؤتمر صحفي الاثنين 19 أكتوبر، أن نسبة المشاركة في الخارج بلغت 40 بالمئة، وأنه لا نية لتمديد التصويت ليوم ثالث.
من جهته، أشار رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، أن نسبة الإقبال على التصويت في العملية الانتخابية في مصر أمس تراوحت ما بين 15 إلى 20 بالمئة، وتوقع زيادتها اليوم، وذلك تزامنا مع بدء مصادر دبلوماسية في الإعلان عن المؤشرات الأولية لنتائجها ،على مدار اليوم، وفي الوقت نفسه تستمر العملية التصويتية في الداخل رسميا حتى السابعة مساء ، ومن الوارد أن يجرى تمديد التصويت حتى التاسعة حال وجود ضرورة تستدعي ذلك.
عزوف المصريين أذهل الحكومة والسياسيين
حالة من الذهول سيطرت على المراقبين في الحكومة والكتل السياسية المختلفة بسبب حالة العزوف العام لدى الناخبين المصريين، التي توقع معها البعض ألا تتخطى نسبة التصويت حاجز الـ 20 بالمئة، بالرغم من تزايد عمليات الحشد في النصف الأخير من اليوم، حيث تركز الإقبال على الانتخابات من فئات محدودة، وظهرت الكثافة النسائية بشكل واضح، إلى جانب كبار السن، فضلا عن المناطق التي شهدت حشدا جماعيا في أرياف الجيزة والاسكندرية والبحيرة والصعيد.
وفي الوقت الذي غاب فيه الناخبون عن التصويت، أشتد الصراع بين الكتل المتنافسة ووصل إلى حد تقديم بلاغات متبادلة واتهامات بشراء الأصوات واستغلال المال السياسي والشعارات الدينية، حيث تقدم نجيب ساويرس، رجل الأعمال، زعيم حزب المصريين الاحرار، الذي يعتزم حزبه الاستحواذ على نحو 200 مقعد، تقدم ببلاغين أحدهما أتهم فيه حزب النور بالسب والقذف، وآخر ضد عبد الرحيم علي، الكاتب الصحفي، الذي ينافس أحمد مرتضى منصور مرشح حزب المصريين الاحرار، اذ توجد بينهما وبين ساويرس معركة قديمة، إلى جانب المحاضر، التي حررتها الجبهة المصرية لتوثق مخالفات انتخابية زاعمة تحيزه لقائمة "في حب مصر"
طارق فهمي: نسبة التصويت لن تتجاوز حاجز الـ 40 بالمئة
من جانبه أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن هناك حالة من العزوف عن المشاركة في الانتخابات، وأن هناك حالة عزوف من الشباب عن التصويت، والأغلبية في المصوتين ستكون للمرأة وكبار السن بسبب تكرار الوجوه المرشحة لمجلس النواب.. مشيرا إلى أن نسبة التصويت لن تتجاوز حاجز الـ 40 بالمئة على أية حال.
جورج إسحاق: الشباب عازف عن المشاركة ويمر بحالة إحباط شديد
أما جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، فاعتبر أن سبب عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية، يرجع إلى أن الشباب يمر بحالة إحباط شديد، مؤكدا أن الشباب قادرون على الحشد بقوة للمشاركة في الانتخابات، وأن السياسة لم تعد موجودة حاليا في المشهد السياسي، ولا يوجد مجال سياسي مفتوح، وأنه طالب مرارا بتنظيم لقاء مفتوح بين القيادة والشباب، إلا أن أحدا لم يلتفت إلى ذلك ، ولا يوجد من يستمع للشباب الذي يمثل 60 بالمئة من الشعب.
الدولة رغبت المصريين بالإجازة .. وأرهبتهم بالغرامة والفزاعات
وكانت الدولة المصرية استخدمت في محاولاتها لحشد الناخبين للتصويت أسلوبي الترغيب والترهيب، ففي الوقت الذي أعلنت فيه الدولة اعتبار اليوم الثاني للانتخابات نصف يوم عمل، واعلان اليومين إجازة رسمية في جميع مدارس المرحلة الأولى، وتوفير بعض المحافظات للمواصلات العامة مجانا للناخبين ترغيبا لهم في التصويت، أعلنت الحكومة كذلك عن احتمالية تفعيل غرامة الـ 500 جنيه المقررة قانونا حال مخاطبة اللجنة العليا للانتخابات للنيابة العامة لتفعيلها، واستحضرت الدولة العديد من الفزاعات في حال عدم المشاركة في الانتخابات من خلال حملات انتخابية متلفزة وإذاعية على لسان شخصيات عامة.
تليمة: لا يمكن إدارة المستقبل بفزاعات الإخوان وغرامة الـ 500 جنيه
من جانبه اعتبر خالد تليمة، نائب وزير الشباب السابق، وأحد شباب الثورة، أن الدولة نجحت نجاحا باهرا في تصدير الإحباط للناس، وهو ما ظهر جليا في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب الحالية.. مؤكدا أنه لا يمكن إدارة المستقبل بفزاعات الإخوان والنور وغرامة الـ 500 جنية، لافتا أن هناك أزمة عميقة في طريقة إدارة البلد، وإن لم يعترف بها ستنفجر في وجه الجميع.
27 مليون ناخب لهم حق التصويت
تجدر الإشارة إلى أنه يبلغ تعداد من لهم حق التصويت في المرحلة الأولى 27 مليونا و402 ألف و353 ناخبا، يتوزعون على 103 لجان انتخابية عامة، في حين يبلغ عدد المراكز الانتخابية 5460 مركزا يضم كل منها مجموعة من اللجان الفرعية المخصصة للانتخاب.
ويتنافس على المقاعد الفردية، البالغ عددها 226 مقعدا، في المرحلة الأولى 2548 مرشحا، بينهم 112 سيدة، وتبلغ نسبة المستقلين بينهم 65 بالمئة، في حين تبلغ نسبة المرشحين المنتمين للأحزاب السياسية 35 بالمئة.