افراسيانت - واشنطن - "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات - نُسب لمسؤول في البيت الأبيض الاثنين قوله، ان مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات يعملان على ضم مختصين وخبراء من عدد من الوكالات الحكومية لفريقهما، وذلك استعدادا لكشف "الخطة الأميركية الشاملة" للتسوية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، المعروفة بـ "صفقة القرن" التي طال الحديث عنها ورفضها الفلسطينيون حتى قبل الإعلان عنها، وقطعوا اتصالاتهم مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إثر قرار ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول 2017 الماضي ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها في انتهاك للموقف الدولي.
وعلمت القدس أن فريق ترامب (كوشنر و غرينبلات) "يبحثان عن مختصين اقتصاديين وسياسيين من ذوي الكفاءة، بين صفوف العاملين حاليا (أو سابقا) في وكالات وأجهزة الحكومة الأميركية المختلفة للتطوع والانضمام إلى الفريق، للعمل مع جاريد كوشنر، وجيسون جرينبلات" . كما وعلمت "القدس" من مصادر مطلعة أن فريق ترامب "على اتصال مع عدد من الخبراء العارفين بتفاصيل التاريخ الشائك والمعقد في التفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل، واختبروا هذا المسار للاستفادة من الخبرات الغنية لهم في هذا المجال" وأن هؤلاء يضمون سفراء ومبعوثين سابقين مثل السفير دينس روس والمؤسسة التي يعمل فيها "معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى".
يشار إلى أن أحد أهم الخبراء بالشأن الفلسطيني الإسرائيلي في "معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى" إلى جانب السفير دنيس روس ومدير المعهد التنفيذي روب ساتلوف، هو ديفيد مكوفسكي الذي عمل مع فريق المبعوث السابق مارتن إنديك في عهد الإدارة السابقة (وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري)، وأعد العديد من الخرائط التقنية التي تشمل التوزيع السكاني والمستوطنات في الأراضي المحتلة "حيث أن بالإمكان الاستفادة من هذا الجهد التقني والخبرة المهمة التي تراكمت" بحسب المصدر الذي لم يفصح عما إذا كانت هناك اتصالات رسمية مع فريق المعهد.
وسيتولى الفريق الجديد، الذي يجري تشكيله العمل على تقديم الصفقة والمشاركة في أي مفاوضات تترتب عليها، 3 مهام رئيسية، وهي التركيز على تفاصيلها السياسية والأمنية، والعمل على المسائل الاقتصادية، أما المهمة الأخيرة فتتمثل في الاهتمام بالاتصالات الإستراتيجية بحسب المسؤولين، دون تحديد ذلك. ويعد هذا أول مؤشر على "وجود تقدم في العمل على صفقة القرن" التي كان من المفترض أن يُعلن عن تفاصيلها منذ أشهر بحسب المصدر.
وقدم البيت الأبيض من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالات الاستخبارات، ترشيح موظفين للعمل في الفريق لمدة تتراوح ما بين ستة أشهر إلى سنة "لصقل خطة برغماتية" لإعلان وتفعيل "صفقة القرن" مما يرجح تأجيل إعلانها لعدة أشهر، والانتظار إلى ما بعد الانتخابات النصفية في شهر تشرين الثاني المقبل.
وتأتي هذه التطورات في ظل نشر مجلة فورين بوليسي مقالا مفصلا تحت عنوان "ترامب وحلفاؤه يسعون إلى إنهاء وضع اللاجئين لملايين الفلسطينيين"، قالت فيه استنادا لمراسلات بريدية الكترونية داخلية تمكنت من الحصول عليها، إن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره، جيسون غرينبلات "يحاولان بهدوء إلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التي توفر منذ عقود طويلة الإمدادات الغذائية والخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين".
وبحسب تقرير مجلة فورين بولسي فإن "المبادرة تُعتبر جزءاً من حملة أوسع نطاقاً تقودها إدارة ترامب وحلفاؤها في الكونغرس بهدف تجريد نحو خمسة ملايين فلسطيني من وضعهم كلاجئين في المنطقة، وفصل قضيتهم عن أجندة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن "الكونغرس الأميركي يوشك على النظر في مشروعي قرار لنزع صفة لاجئين عن أكثر من مليون ونصف المليون من اللاجئين الفلسطينيين".
وأشارت فورين بولسي إلى أن كوشنر، الذي كلفه ترامب بمهمة حل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، "يبدي تردداً في الحديث علناً عن ملامح مساعيه الدبلوماسية في الشرق الأوسط. وتظل الخطة التي يعمل عليها مع مسؤولين أمريكيين آخرين منذ 18 شهراً من أكثر وثائق الإدارة الأميركية سرية، غير أن موقفه من قضية اللاجئين وعداءه لوكالة الأونرا يتضح في الرسائل الإلكترونية التي تبادلها كوشنر مع آخرين في وقت سابق من هذا العام. ففي رسالة كتبها كوشنر في 11 كانون الثاني 2018 الماضي إلى عدد من كبار المسؤولين الآخرين، ومن بينهم مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، قال له انه من الهام بذل جهود صادقة وحقيقية لتعطيل الأونروا". وأضاف أن "هذه [الوكالة] تديم الوضع الراهن، وهي فاسدة وغير فعالة ولا تساعد على تحقيق السلام" وهو ما تزامن مع قرار رامب قطع المساعدات المالية عن "الأنوروا".
وكانت "القدس" قد نشرت الشهر الماضي تقريرا مفصلا حول مبادرة "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" وهي واجهة بحثية لإسرائيل في واشنطن، تقدمت بأرقام وإحاطات للكونغرس الأميركي مفادها أن اللاجئين الفلسطينيين لا يزيدون عن 30 ألف لاجئ من أصل أكثر من 750 ألف لاجئ اقتلعوا من أرضهم عند قيام إسرائيل حيث "مات معظمهم ويجب أن لا تنتقل صفة لاجئ لذريتهم".