الأكراد يعملون على استثمار زيارة غوتيريس كاعتراف دبلوماسي أممي ليس فقط بدورهم في الحرب على داعش، وإنما على مساعيهم للاستقلال.
افراسيانت - العرب - أربيل (العراق) - وجد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، الفرصة مواتية في لقائه بأنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، ليعلن أن الإقليم سيجري استفتاء على الاستقلال قريبا في خطوة هادفة إلى تحويل الانفصال إلى أمر واقع وبحضور أممي.
يأتي هذا فيما تجد الحكومة العراقية نفسها عاجزة عن صد محاولات الانفصال في ظل ارتباكها الداخلي، فضلا عن حربها على داعش. في المقابل لا يترك الأكراد الفرصة لتثبيت رغبتهم في الانفصال وكان أبرزها رفع علم كردستان العراق على مبان حكومية في مدينة كركوك المتنازع عليها.
وكان مجلس محافظة كركوك صوّت، الثلاثاء، بالأغلبية لصالح رفع علم إقليم كردستان العراق إلى جانب العلم العراقي فوق المؤسسات الرسمية في المحافظة.
ويتحرك المسؤولون الأكراد على أكثر من واجهة لاكتساب اعتراف خارجي بمساعيهم للانفصال، مستفيدين من المكاسب التي حققوها بعد المشاركة الفعالة للبيشمركة في الحرب على داعش.
ولا يسمح وضع الحكومة العراقية التي يسعى رئيسها حيدر العبادي بصعوبة إلى فك ارتباطه بالنظام الإيراني وفي الوقت نفسه يقود الحملة العسكرية الهادفة إلى تحرير الموصل وطرد داعش من الأراضي العراقية، بفتح جبهة جديدة.
ويأمل الأكراد في أن تنصاع الحكومة في ظل هذه الأوضاع إلى مطالبهم في الاستحواذ على كركوك التي شهدت ظاهرة رفع علم الأكراد متزامنة مع تغيير التركيبة السكانية الذي أشرفت عليه حكومة كردستان بشكل مباشر مستعينة بأذرعها المتنفذة في المدينة.
واعتبر مراقب سياسي عراقي أنه ليس لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة ما يبررها سوى أنها تضع الإقليم على قدم المساواة مع بغداد، وهو ما كان على الزعامة العراقية أن تنبه إلى ما ينطوي عليه من أخطار على مبدأ السيادة الوطنية الذي يتطلب وجوده تحديد الجهة صاحبة القرار السياسي.
وقال في تصريح لـ”العرب”، “إن زعامة بغداد هي أضعف من أن تحتج على سلوك غامض من قبل سياسي دولي. وهو ما يدركه جيدا البارزاني بحيث جاءت تصريحاته لتعكس شعوره بالتفوق بعد أن وقف على قدم المساواة مع زعامة بغداد من جهة اهتمام الأمين العام للأمم المتحدة”.
وأضاف “من حق البارزاني أن يفسر الزيارة على أنها نوع من الدعم الذي تلقاه في صراعه مع بغداد من أجل الاستيلاء على أكبر قدر من الأراضي التي سميت في الدستور بالمتنازع عليها. أما تصريحاته بخصوص الانفصال فهي وإن كانت غير جديدة فإنها تأتي اليوم لتمثل أسوأ أنواع الابتزاز بسبب توقيتها”.
وعمل الأكراد على استثمار زيارة غوتيريس كاعتراف دبلوماسي أممي ليس فقط بدورهم في الحرب على داعش، وإنما على مساعيهم للاستقلال. وهو ما يفسر الإعلان عن قرب إجراء الاستفتاء بحضور المسؤول الأممي.
ولا يبالي المسؤولون الأكراد بردود الفعل الغاضبة للمسؤولين العراقيين، أو لممثلي الأقليات الأخرى المقيمة في كركوك، فضلا عن غضب حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يسعى إلى اكتساب ود البارزاني لتطويق حزب العمال الكردستاني.