افراسيانت - رام الله - "القدس" دوت كوم - سجلت ليلة اول أمس السبت، خمسة حوادث إطلاق نار في مناطق داخل الخط الاخضر (مناطق 48)، راح ضحيتها ثلاثة شبان عرب، بينما أصيبت شابة وشابا آخرين بجروح قاتلة.
وترتكب حوادث القتل المفجعة وسط غياب واضح لدور السلطات الاسرائيلية في مكافحة الجريمة، وغياب الحلول المجتمعية، في ظل سياسة الاغراق الاسرائيلية المتعمدة للوسط العربي بأدوات الجريمة.
وفي تفاصيل الليلة الدامية وما تكشف منها، اوضح رئيس تحرير صحيفة "حديث الناس" داخل الخط الاخضر، زكريا حسن، في حديث لـ "القدس" دوت كوم، ان مجهولين اقدموا على اطلاق وابل من الرصاص على شابين اثناء تواجدهما أمام أحد المنازل في مدينة الناصرة، ما أدى الى مقتلهما، مشيرا الى ان احدهما كان نجا الاسبوع الماضي من عملية اطلاق نار يعتقد ان دوافعها اجرامية.
وبالتزامن مع ذلك وقعت عملية إطلاق نار أخرى على شاب في أم الفحم ما ادى الى مقتله، كما واصيبت شابة بجروح بليغة بعد اطلاق الرصاص على السيارة التي كانت تستقلها في منطقة اللد، فيما هاجم مجهولون شابا في منطقة بئر السبع واصابوه بجروح بالغة.
ويشير حسن الى ان "معدلات الجريمة في حالة تزايد غير مسبوقة"، في ظل حالة الانفلات الحاصلة بسبب عدم قيام الشرطة بواجبها، وعدم ملاحقة عصابات المخدرات والسلاح.
ويعيش اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني داخل الخط الاخضر في ظل غياب تام للامن المجتمعي، حيث باتت العصابات المنظمة و"الزعران" يسيطرون ويعززون قبضتهم على المناطق العربية المهمشة- عبر جرائم القتل، والنهب، وترويع الناس في وضح النهار دون ملاحقة او محاسبة.
وترتكب الجرائم بدوافع بسيطة، وكنتيجة لشجارات عائلية او خلافات مالية سرعان ما تتسع وتتحول الى جرائم، هذا الى جانب نوع آخر يتعلق بالجرائم المنظمة المتعلقة بتجارة السلاح والمخدرات وجرائم المال.
وقال رضا جابر مدير المركز العربي للمجتمع الآمن، اليوم الأحد، أن 15 فلسطينيا من سكان الخط الأخضر قتلوا في الوسط العربي منذ بداية العام الجاري.
ونقلت الإذاعة العبرية عن جابر قوله، أن هذا الرقم "يشكل نسبة عالية جدا بالمقارنة مع الوسط اليهودي"، داعيا الشرطة الإسرائيلية إلى بذل قصارى جهدها لمحاربة الجريمة في الوسط العربي وتعزيز الأمن الشخصي لدى العرب.
وأكد جابر على ضرورة تضافر جهود قادة المجتمع العربي لوضع حد لمسلسل القتل.
ويشير زكريا حسن الى ان "السكان يخشون التبليغ عن الجرائم خشية ملاحقتهم من قبل العصابات، في ظل غياب حماية السلطات الاسرائيلية لهم، وهو ما حصل حين تصدى صاحب محل للص قام بسرقة سيدة، ومن حينها يتعرض محله لاطلق الرصاص".
وقال رئيس لجنة مكافحة العنف في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، طلب الصانع، في حديث لـ "القدس" دوت كوم، ان الابحاث في المجتمع العربي، بينت ان ارتفاع معدلات الجريمة والقتل بالداخل هو نتيجة مباشرة للسياسة الحكومية الرسمية، التي تتعمد نشر العنف والجريمة، وانه ليس بالصدفة اننا بالرغم من كوننا نشكل 20% من نسبة السكان، فان الجريمة تشكل ثلاثة اضعاف المجتمع اليهودي، وتشكل ضعف الجرائم التي تحدث بالضفة الغربية، مما يؤكد ان الدوافع والاسباب سياسية، كما ثَبُت ان الجريمة زادت بعد هبة القدس، وردة الفعل الوطنية لفلسطيني الداخل بعد ان كانت تظن السلطات الاسرائيلية انها نجحت في تدجين وتطبيع فلسطني 48، وكرد فعل على هذا الحراك الوطني، قامت باختراق المجتمع من خلال رجال المخابرات وقامت باغراق الشارع بالسلاح، وغضت الطرف عن تجارة السلاح ومروجيه وتقاعست عن محاربة الجريمة، مما ادى لتفشيها".
وبحسب الصانع فان "أي مجتمع تغيب عنه الشرطة تنتشر فيه الجريمة، كما وان الوسط الفلسطيني يعاني من قهر وقمع سياسي واقصاء وتهميش، اضافة الى وجود ازمة سكن حيث يعيش 20% من السكان على بقعة لا تتعدى 2% وهو مصدر للاحتكاك والتشاجر".
واضاف الى ان "من اسباب تفشي الجريمة، انتشار الفقر الذي يعانيه المجتمع العربي داخل اسرائيل، حيث يعيش 60% من السكان العرب تحت مستوى الفقر" موضحا ان "هذه العوامل والاسباب أدت الى انفجار كل هذا على شكل عنف ما زال يتفاقم في ظل غياب الحلول لاسباب ظهوره" مشيرا الى ان "هناك مبادرات محلية للتصدي للعنف، من خلال تشكيل لجان صلح محلية وقطرية، تقوم بعملية الاصلاح والمتابعة للحوادث للحد من اتساعها".