افراسيانت - تنتقد الولايات المتحدة تصرفات روسيا في سوريا وتحاول تصويرها كأخطاء فظة لأنها ترغب نيل رضا تركيا، وهذا ما يعتقده المحلل السياسي أدريل كاسونتا.
ونوه المحلل بأن أنقرة ترغب باستعادة قوتها وعظمتها السابقة وتتهم الولايات المتحدة بشكل صريح بأنها تنتهج سياسة خاطئة. وكتب الباحث الذي يعمل في شركة الاستشارات الاقتصادية والجيوسياسية Wikistrat / وهو عضو في هيئة تحرير مجلة Central European Journal of International and Security Studies / في مقالة نشرتها صحيفة "ناشيونال اينترست"، يقول إن الولايات المتحدة مستعدة لاتهام روسيا بارتكاب "الأخطاء الاستراتيجية" في النزاع السوري لكي ترضي حلفاءها في الشرق الأوسط وخاصة تركيا.
وذكر الخبير بأن روسيا تساعد الغرب في الكفاح ضد "داعش" ولكن ليس الجميع في الولايات المتحدة على يقين بأن خطر "الدولة الإسلامية " كبير إلى حد يجعل هذا التنظيم بمثابة الشر العالمي.
وعلى سبيل المثال، يعتقد رجل الأعمال الأمريكي الشهير جورج سورس أن مشاركة روسيا في النزاع السوري تعتبر بمثابة "الخطأ الاستراتيجي" من جانبها. ويرى سوروس أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يرتكبان غلطة عند الاعتقاد بأن روسيا حليفة لهما في القتال ضد "داعش". ويخشى السيد سورس أن العلاقات بين أنقرة من جهة وبروكسل وواشنطن من جهة أخرى قد تتدهور بسبب ذلك.
لكي تجس مدى صلابة علاقاتها مع الغرب، تجرأت تركيا وخاطرت بإسقاط القاذفة الروسية "سو-24" فوق سوريا. ولكن ذلك لم يمنع زعماء الاتحاد الأوربي من التوقيع على اتفاقية حول اللاجئين.
واتهم كاتب المقالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه يرغب باستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية. وقال:" هناك انطباع أن سبب الحديث عن الفشل الاستراتيجي المزعوم لروسيا في سوريا يكمن في خشية البعض من إغضاب الأتراك الذين يقلقهم كثيرا تزايد التعاون بين روسيا والاتحاد الديمقراطي الكردي السوري".
تركيا تكن الحقد الدفين على الأكراد وتعتبرهم أخطر من "داعش" عليها. في الوقت نفسه تعد وحدات الدفاع الشعبية الكردية من أفضل الفصائل التي تتصدى للإرهابيين في سوريا وتعتبر من حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في القتال ضد الإرهابيين في البلاد. كل ذلك يثير امتعاض أردوغان الذي اتهم واشنطن بأنها حولت الشرق الأوسط "إلى بحر من الدماء". ويعتبر الرئيس التركي تعاون موسكو مع الأكراد بمثابة محاولة روسيا لتقويض نفوذ تركيا في المنطقة.
من جانبه يرى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر أن القتال ضد الإرهاب الدولي يتطلب التعاون بين روسيا والولايات المتحدة وذلك بمشاركة الدول الكبرى الأخرى. وقال السياسي المخضرم إنه يجب النظر إلى روسيا كجزء من التوازن الدولي الجديد في ظروف العالم المتعدد الأقطاب الذي يتشكل حاليا، وليس كخطر رئيسي بالنسبة للولايات المتحدة.
المصدر: نوفوستي