مجلة أفراسيا - زكريا جابر - "أشرف صوتٌ جميل وإحساس صادق بأوتاره".. "هو من الأقلية التي ما زالت تذكّرنا بماضينا وتراثنا".. "أشرف يحرر فلسطين في مخيلتي كل مرة أسمعه يغني". هذه بعض الإجابات التي حصدتها "العربي الجديد" عند سؤالها عن ماهية "أشرف الشولي".
هو ملحّن ومغنّ فلسطيني من قرية شيخ داود في عكّا، لكنّه وُلد في صور جنوب لبنان، في مخيم الرشيدية. بدأ مسيرته الموسيقية بالعزف على آلة الساكسفون ضمن فرقة الكشّافة. بدأ عشقه للعود والغناء عندما استعار عود أخيه. يقول إنّه تعلم العزف "عالسمع"، وليس أكاديمياً. وبالسر، كان يتدرب على آلته الجديدة لمدة تسع ساعات بشكلٍ يومي كي لا يراه والده.
جمع أشرف معظم الفنون من موسيقى، تمثيل، شعر، وتصوير، وصولاً إلى إنشاء "ملتقى جفرا" الذي يصفه بالمكان الذي يجمع كافة شرائح وأطياف المجتمع الفلسطيني واللبناني في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت. فكرة أشرف نابعة من فقدان تلك الشريحة لخشبةٍ ومساحةٍ للتعبير الذاتي عبر الفن. يروي الشولي لـ"العربي الجديد": "بدأ المشروع بنقاشاتٍ عديدة مع جميع الفصائل والأطراف الفلسطينية في مخيم برج البراجنة. أنشئ المشروع بهدف دعم بنية قوية للثقافة والتعزيز الفني في المخيم".
يوضّح أشرف أنّه يطمح لتغيير تلك النظرة عن المخيمات في المجتمع اللبناني الذي يعتبرها غير آمنة ومسلّحة. يقول: "المخيم مليء بالألوان الثقافية والفنية، وجميع سكانه والفصائل والأطراف الفلسطينية تدعم المشروع من أجل مخيمٍ أفضل ومن أجل تعايش أرقى بين الشعبين اللبناني والفلسطيني. وأفضل طريقة للتقارب، تكون عبر التبادل الثقافي والخبرات بين فناني المخيم وكل أطراف المشهد الثقافي اللبناني".
تسمية المشروع ليست سوى تسليط ضوء على مناخ المشروع الذي يحمل الهوية والتراث الفلسطينيين. "جفرا، واسمها الحقيقي، رفيقة نايف الحسن. كانت حبيبة الشاعر الفلسطيني أحمد عبد العزيز الحسن الأكبر، وهي من قرية الكويكات الفلسطينية. لم ترض الزواج به، فعاش حياته يكتب الشعر عنها، وأصبحت من الأسماء التي تذكر في السرد عن التراث الفلسطيني".
يؤكد الشولي أنّ المشروع سيتضمن مقهى، لكن التركيز الأساسي هو على أن يكون مساحة للنشاطات الفنية والثقافية التي تعزز المواهب والخبرات الفلسطينية عبر التعاون مع أفراد وفنانين لبنانيين وجنسيات أخرى. وبالإضافة إلى أهمية هوية المشروع، يؤكد الشولي أنّه مبادرة فردية، ولن يكون هناك أي تغلغل سياسي أو طائفي فيه. ويُفتتح المشروع في 11 نيسان/أبريل الجاري.
من التدريبات، المحاضرات، المهرجانات الفنية، الحفلات الموسيقية والنشاطات التطوعية لإعادة تأهيل مخيم برج البراجنة ثقافياً ولوجستياً، "ملتقى جفرا الشبابي" سيكون خطوة جدية ومهمة في المشهد الفني الفلسطيني في لبنان. ويختم أشرف: "أطمح بما توفر لي ماديّاً ومعنويّاً، إلى تحقيق أحلامي بين أهلي من الفلسطينيين واللبنانيين، وهي مساحة للتعبير عبر الفن، دون قيود".